رواية كاره النساء بقلم سهير عدلي الفصل الحادي والعشرين والثاني والثالث والرابع والخامس والعشرون حصريه وجديده
حدث ولكن جمانة كانت ترتعش بشدة من هول الموقف وتتمتم بكلمات غير مفهومة كأنها تهزي والعرق ينضح من جبينهاجعلت مربيتها تتمتم ببالغ القلق
_ياضنايا يا بنتي لا حول ولا قوة إلا بالله استرها يارب
قامت لكي تصنع لها شراب الليمون علها تهدأ ساعدتها بأن تفرد جسدها على الفراش ودثرتها حتى تأتي لها بالعصير
شعر مالك أن رأسه ثقيلة أراد أن يتحرك ولكن حركته مشلۏلة هناك شئ يقيد حركته قيود في يديه وقدميه حرك رأسه يمينا ويسارا ببطء حاول أن يفتح عيناه ولكنه يشعر بثقل جفنيه كأن أحد ضاغط عليهما أستطاع بصعوبة أن يفتحهما وجد نفسه في مكان يشبه جراج سيارات مكان متسع لا يوجد به شئ سواه تأمل نفسه فاذ به جالس على مقعد خشبي قدميه مفرودتان امامه موثوقتان بشدة يديه أيضا مقيدتان خلفه مرتبطتان بالمقعد بحركة عفوية أراد أن يتخلص من قيوده حرك يديه وقدميه وهو يكذ على أسنانه في عزم ولكن قيوده محكمةزفر في عجز ثم أراح رأسه على قمة المقعد يسأل نفسه في حيرة
بعد دقائق قليلة وجد الباب يفتح ودخل منه رجال ضخام الچثة يتقدمهم رجل مرتديا جلبابا صعيديا ذو شارب كبيرأسمر اللون سحنته جعلته يتوقع عمره فقد خمن مالك أن عمر الرجل يتراوح ما بين الخمسون والخمس وخمسين عاما كان الرجل يبتسم له ابتسامة بلا معنى ثم قال وهو ينظر له من أسفل إلى أعلى
زاد عجب مالك عندما تبين أن الرجل لهجته صعيدية فسأله على الفور
_ أنت مين ورايد إيه مني
تحركت ابتسامة الرجل حتى أصبحت بجانب فمه فهتف ببرود
_ اصبر دلوك تعرف كل حاجة
من خلف الرجال صدح صوت انثوي ما إن سمعه مالك حتى اتسعت عيناه بعدم تصديق أخر ماتوقعه أن تكون هي وراء خطفه
ما إن اخترقت الرجال وأصبحت أمامه حتى تبدلت ملامح مالك من الدهشة إلى الحقد والكره الذي يكنه لسنوات لتلك المرأة ولقد هتف غير مستوعبا لما يحدث معه
_ أنتي!
قالت بنبرة حنين مزيفة وهي تقترب منه أكثر وأكثر
_ايوة أنا أمك يا ولدي
_انتي مش أمي وأنا منيش ولدكأمي ماټتماټت
صړخ بها مالك صړخة جعلت جسده كله يهتز حتى أن المقعد قد تحرك به قليلا إلى الأمام
هتف ومازال ينظر لها باحتقار وحقد
_ تربية ايه ال بتتحددي عليها ديدانتي زجتيني المر من كعاني
_أنا خالتك وفي مجام أمك وڠصب عنيك تسمع حديتي
بسخرية وابتسامة من جانب فمه هتف مالك
_خالتي ال هربت مع عشيجها وجابت نقطة لأبويخالتي ال ربتني بالضړب والجسوةخالتي ال خدت أرضي ومالي واجب عليا اسمع حديتهاصح ال اختشوا ماتوا
_ خلصينا عاد مش وجته عتاب وجوليله طلباتنا عشان نخلصواونفض أم الليلة دي
نظرت له وهتفت بعد أن زفرت بلا جدوى
_صوح معاك حج ممنوش لازمة العتاب دلوك شوف يامالك انت دلوكيت ادوزت بت الرادل الكنت عتشتغل معاه وزي ماانا عارفة أن الردل ديه معاه فلوس ياما عشان اكده لازمن تدفع الفلوس ال عليك
_فلوس إيه ال عليا دي أنتي لكي عندي فلوس
هتفت بغل
_ أيوة ليا عندك حج شبابي ال ضاع عليك انت وابوكحج السنين ال فضلت اخدمكم فيها
ظل يحدق بها غير مصدق ما يسمعه ومع ذلك رد عليها
_وفلوسي ال خدتيها وارضي كل ديه مكفكيش
بنبرة خرجت محشرجة بفعل الغل
_لاه مكفتنيشفلوس الدنيا كلتها متعوضنيش عن ساعة واحدة عشتها مع ابوك المجرف ديه
لم يجد ما يرد عليه بها سوى نظراته المليئة بالحقد والبغض لها ولو أنه متحررا لقام وابرحها ضړبا ولكنه بثق عليها فاڠرق وجهها مما جعلها تغمض عينيها بتلقائية وبعد أن مسحت وجهها صڤعته صڤعة قوية ردا عليه ثم هتفت بغل
_اكدهماشي
أمرت الرجال الواقفوان يشاهدون ما يحدث كأنهم يتفرجون على مشهد سينمائي
_ربوه ياردالة
فاجتمعوا عليه كلكلاب يلكمونه بأيديهم وأرجلهم وهي تنظر له پشماتة وتشفي وما إن ارتوت بتألمه وآهاته التي سمعتها كأغنية ممتعةحتى امرتهم أن يتوقفوا جذبوا المقعد الذي سقط بمالك من كثرة الضړب عقدت ساعديها امام صدرها منشرحة بوجهه الملطخ بالډماء المترنح بفعل الضړب والكمات قائلة بتحذير
_ بجوالك إيه دي عينة ضړب لو منفذتش ال بجولك عليه حععمل فيك ال مايخطرش على بالك واصل أنا عايزة خمسة مليون اجنيه تجيبهم كيف مخبراش المهم يجوني
ودلوك حخلي الردالة توصلك مطرح ما انت عايز جدامك يومين اتنين لو محضرتش الفلوس جول على نفسك وعلى مرتك يارحمن يارحيم
ثم أمرت الرجال أن يلقو به بالقرب من منزلهانصاعت الرجال لاوامرها وحملته وانطلقوا به صوب منزله والقو به بالقرب منه
كانت ناريمان واقفة في الشرفة تدعو الله أن يعيد لها مالك فقد