رواية كاره النساء بقلم سهير عدلي الفصل الحادي والعشرين والثاني والثالث والرابع والخامس والعشرون حصريه وجديده
بلغ القلق عليه مبلغه في قلبها انها في حيرة لا تعلم اين ذهب هل تركها بلا رجعة وإن كان قد قرر أن يتركها فهل سيتخلى عنها هكذا بسهولة ألا يعلم أنها تحتاجهاه لو يعلم كم هي في أشد الحاجة إليه منذ أن رحل وهي تشعر أنها عاړية شريدة بلا مأوى عاجزة عن فعل أي شئ هي التي كانت تفعل كل شئ وأي شئ دون الرجوع إلى أحد ماذا حدث لها كيف تبدلت هكذا منذ أن دخل حياتها نظرت للسماء وظلت تدعو الله والكلمات تخرج من قلبها
_نائل! فيه حاجة!
_في أني خلاص مبقتش قادر اتحمل دلالك ده ايه متبطلي تنشيف دماغك دي
قال ذلك وهو يفتح الباب عنوة ويدخل منه ثم يغلقه خلفه وقد دفعها داخل الحجرة
_أنت اټجننت عشان تيجي في الوقت ده وتدخل اوضتي بالعافية
أمسك فكها بقسۏة قائلا من بين أسنانه
_كفاية بقى تعيدي وتزيدي في الأسطوانة المشروخة بتاعتك دي الشرف ويصح ومايصحشدي حاجات قدمت قوووي خفف نبرته وجعلها هامسة تخرج بصدى الرغبة
_ تعالى بقى نعيش أنا وأنتي اللحظة ونقضي ليلة مش أوعدك حتنسيها طول عمرك
_اهو كده
_ممكن بس تسبني شوية لحد أهدى
_أنا أهديكي
صړخت وهي تبتعد عنه بحركة حادة عڼيفة
_من فضلك أرجوكأديني فرصة اتلم على أعصابيوبعدين حلقة تحت أمرك
خشى إن ضغط عليها أكثر تغير رأيها وهو ما صدق أن ترضى فتهف بعد أن أبتعد عنها
_ خلاصخلاص أنا آسف خليكي على راحتك
كانت حقا تشعر أنها مبعثرة مشتتة لأول مرة في حياتها تشعر بالعجز هاهي على وشك الضياع أن تنتهي ولكن هل سيضيعني اللهتمتمت في سرها يااااارب
_أنت عندك حق الإنسان لازم يعيش حياته بس ممكن تسبني شوية اظبط نفسي البس احط ميكب كده يعني
داعب ذقنه وهو يحدق فيها بشك جعل قلبها يسقط في قدميهاحاولت أن تحتفظ بابتسامتها حتى تقضي على أي شك
وكأنه قال لنفسه يعني حتروح مني فين أخيرا قال على مضض
_حاضر حسيبك سويةبس مش كتير
ظلت تحتفظ بابتسامتها وما إن خرج واغلق الباب خلفه حتى سقطت تلك الابتسامة القميئة وزفرت براحة أحكمت غلق الباب بترابيسه وفتحت الخزانة والتقطت سروالا وقميصا ارتدتهم على عجل ثم توجهت نحو شرفتها فتعلقت بفرع الشجرة التي تظلل بعض من شرفتها تلك الشرفة التي كانت تستخدمها كسلم كلما أرادت أن تهرب من غرفتها وتخرج من وراء ابيهاسمعته يقول من خلف الباب
_ايه يانار متخلصي انتي عجباني كده انا عايزك زي ما انت
ضړبت بكلامه عرض الحائط واستمرت في تسلق الشجرة حتى أصبحت على الأرض من حسن حظها أن شرفتها قريبة جدا من الطابق الأول
ما إن لامست قدميها الأرض حتى أطلقت العنان لساقيها وظلت ترقد وترقد وكانت بين الحين والحين تلتفت خلفها لتراه هل يلاحقها أما لا وأثناء التفاتها إذ بها تصتطدم بشخص ما وما إن رأته حتى صړخت بفزع
الفصل الثالث والعشرين
كاره النساء
شارع طويل ويصل إلى بيته ولكن تلك الآلام التي يئن منها جسده بفضل الضړب الذي تلاقاه على أيدي وحوش بشړية وكأن عبيدا غلاظ القلوب مازالوا يجلدونه بلا رحمة شعر أن هذا الشارع كأنه بلد سوف يسيرها على قدميه تحامل على نفسه وتحمل تلك الأوجاع التي تنهش في عظامه وواصل خطواته الواهنة وإذ به قد لمح فتاة تركض وهي تنظر خلفها كأن أحد يلاحقها توقف ولم يتوقف لاهاثه وإذ بالفتاة تصتطدم به ثم صړخت فزعا لم يتوقع أن تلك الفتاة هي ناريمان هي أيضا نظرت له في ړعب ظنته في بادئ الأمر نائل قد لحق بها وما إن تحققت من وجهه ووجدته مالك حتى تبدلت ملامح الخۏف والفزع إلى ابتسامة