رواية صغيرتي بقلم فاطمه حمدي الفصل الأول والثاني والتالت والرابع والخامس حصريه وجديده
منها..
وأمنت نهال على دعائها حيث قالت
يارب يا خالتو يارب خالتو ينفع أجي أبات عندكم كام يوم أنا إستأذنت من ماما ووافقت..
تهاني وقد رحبت بها بشدة
طبعا يا حياتي تنوري وتشرفي يا قلبي وأهو بالمرة تقربي من يوسف كدا ويمكن تلفتي نظره شوية..
افتر ثغرها بابتسامة متحمسة وهي تخبرها
هجهز نفسي حالا.. ثانكس خالتو..
صباح القشطة يا حاج همام...
كبح همام غيظه منه وهو يرد عليه بعصبية
كام مرة أقولك بلاش شغل التكاتك دا يا يوسف بيه في بيه محترم زيك كدا يقول لأبوه يا حاج همام وكمان في مقر عمله!
وإيه المشكلة ياعم خليك رويح مش كدا..!
عض شفته السفلى بينما يتمتم پغضب مصطنع
عم.. رويح .. عليه العوض فيك يا إبني!
يوسف في مرح
ما هو أنا مبحبش شغل ولاد الزوات دا اللي هو ميرسي وهالوه وبليز والجو دا بېخنقني خليك إبن بلد وفريش كفاية الحاجة عليا مش هتبقى أنت وهي!
إبن بلد حضرتك يعني..
يوسف مؤكدا
بالظبط..
تنهد همام قائلا بحزم
طيب قولي بقى يا سيدي وصلت مريم على طول ولا إتلكعت!
فوريرة..
قال كلمته بسرعة وهو ينظر إلى بعض الملفات أمامه فوق سطح المكتب بينما استطرد همام بنبرة ذات معنى
مريم دي بنت الغالي أنا عارف إنك بتحبها وعشان كدا مش قلقان طول ما هي تحت عنيك وعارف طبعا إنك محافظ عليها وحاططها جوا عنيك مش كدا ولا إيييه
شامم ريحة تلميحات مش اللي هي عاوزك تطمن على الأخر وتشد حيلك كدا مع الحاجة أم يوسف وتحاول تقنعها توافق مع إن أنا ممكن أكتب عليها وأحطها قدام الأمر الواقع أصلا..
رفض همام بقوله
يعني تكتب من هنا وهي تمشي من هنا والبيت ېخرب ما هي كل شوية تهددنا بإنها هتمشي وأنا مش هقدر أستغنى عنها بصراحة برضوه يعني..
قشطة.. الله يسهلووو خليني أنا متعذب كدا عشانك أنت والحب..
ليقول همام بضحكة خفيفة
إتأدب يا ولد وقوم شوف شغلك كفاية كدا هتضيع لي نفوخي يا إن تهاني...
يوسف غامزا
قصدك إبن الحب...
مامااااا وحشتيني أووي..
أردفت يسر بتلك الكلمات وهي تقبل وجنة والدتها بنعومة ورقة بينما قالت تهاني بحزم هادئ
افتر ثغرها عن ابتسامة هادئة وهي تقول مرحبة بذلك
ياه طب كويس دي وحشاني أوي هو يوسف لسه مجاش من الشغل ولا مريم من الجامعة!
امتعض وجه تهاني ما إن سمعت إسمها الذي تبغضه لترد عليها متهكمة في قولها
لا لسه يلا من فضلك إطلعي أوضتك بقى..
استدارت يسر ذاهبة إلى الدرج وصعدت بهدوء حزين لمعاملة والدتها الحادة أحيانا معها وصلت إلى غرفتها ودخلت ثم ألقت حقيبتها على فراشها الصغير ثم راحت تقف أمام المرآة تخلع عنها حجابها الذي تحبه بشدة والذي ارتدته بعد محاولات عديدة مع والدتها فهي ترى أنها بذاك تخفي جمالها وتنكمش أيضا على ذاتها..
لكن يسر وجدت فيه راحتها النفسية وأصرت على ارتدائه خاصة بتشجيع شقيقها يوسف الدائم لها..
ما إن خلعت عن رأسها الحجاب راحت تمشط شعرها الحريري لينجرف بنعومة فوق ظهرها فتبتسم برضى وهي تتأمل ملامحها الهادئة المريحة... ثم تهمس لنفسها
الخطوة الجاية هتبقى الخمار بس يارب ماما مش تقتلني!
مر نصف اليوم...
وقفت فاتحة ذراعيها والابتسامة تغزو شفتيها الورديتين بسعادة عارمة تحت حبات المطر التي راحت تساقطت لتوها من السحاب بغزارة جو رائع تحبذه هي رائحة الشتاء تخترق أنفها وهي عاشقة لها بشدة قفزت وضحكاتها تعلو بصحبة صديقاتها الجدد اللاتي تعرفت عليهن اليوم فقط وشاركوها لحظاتها المچنونة وقد غفلن عن هذا التجمع من الشباب الذين يحدقون فيهن باستمتاع ونظراتهم تتجول بحرية عليهن..
صوت فرملة السيارة أوقفتها ويبدو أنها أخافتها ويبدو أيضا أنها نست مجيء يوسف إليها وأنها تنتظره!
ترجل يوسف من سيارته وقد وهجت عيناه بحدة عارمة وهو يرى ملابسها المبللة التي أظهرت مفاتنها إثر التصاقها بجسدها بينما صر على أسنانه حين شاهد منظر الشباب المتجمع أمامهن غير أنه كان يستمع إلى ضحكاتها العالية علمت أنه وصل إلى قمة غضبه من أفعالها الطائشة بادرت هي وركضت نحوه بعد أن ودعت صديقاتها سريعا وصلت إليه وهي ترتجف لا تعلم من شدة البرد أم خۏفها منه!
وبدون أن ينطق استقل السيارة فدخلت خلفه وجلست ثم راحت تنظر إليه بصمت قاد سيارته