الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صغيرتي بقلم فاطمه حمدي الفصل الأول والثاني والتالت والرابع والخامس حصريه وجديده

انت في الصفحة 5 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

وهو يغلق عيناه محاولا ضبط أعصابه الهائجة جراء ما شاهده منذ قليل عضت مريم على شفتها وبالكاد خرج صوتها مرتجفا 
يوسف..
كان حاد للغاية في رده حين أشار لها بكفه قائلا 
ولا كلمة ومتنطقيش إسمي خالص..
شعرت بحجم خطئها وهو قد حذرها من قبل وألقى عليها التعليمات فهو يعلم جيدا أنها طائشة وعفوية تفعل ما يخطر ببالها دون اهتمام بمن حولها لابد من عقاپ حتى لا تفعل مرة أخرى!
وضعت يدها على ساقه وهي تقول باستعطاف 
يوسف بليز متزعلش مني أرجوك يا يوسف أنا آسفة والله ما كنت أعرف إن فيه شباب بتتفرج علينا أنت عارف إني بحب المطر...
قاطعها بعصبية مفرطة 
شيلي إيدك من عليا..
رفعت يدها على الفور وقد انتفضت من صوته في مكانها وأصدرت شهقة خاڤتة فأكمل يوسف وهو يتابع الطريق بتجهم
واقفة والناس بتاكلك أكل بعنيها وبتتأسفي هو فيه حد يعمل كدا إلا إذا كان مش متربي! بتحبي المطر تقومي تعملي كدا وضحكتك العالية دي برضوه عشان بتحبي المطر ولا قلة أدب اللي حصل دا مش هيعدي بالساهل يا مريم أنت غلطتي واتحملي نتيجة غلطك..!
اڼفجرت في بكاء ناعما مائلا للدلال بينما تقول بصوت متحشرج 
طيب أنا غلطت وآسفة.. آسفة.. آسفة مش هعمل كدا تاني أوعدك يا يوسف أوعدك يا حبيبي..
للحظة كاد يضحك بشدة على إسلوبها الذي يروق له ويهون عليه أعظم مشاكله لكنه لم يفعل وبقي متجهما الملامح في حين قال پغضب 
أسفك مش مقبول.. مش مقبول أبدا مالكيش كلام معايا من اللحظة دي لمدة شهر على الأقل..
اتسعت عيناها پصدمة يخاصمها شهر! هل جن هذا!
شهرا كاملا أيها القاس!
حركت رأسها پعنف رافضة بشدة لما يقول ثم أردفت بصياح 
لا مش هتخاصمني يا يوسف أنت فاهم قلت لك أنا أسفة أنت إيه يا أخي معندكش رحمة!
للمرة الثانية كاد يضحك رغما عنه لكنه حافظ على جموده القاس ليقول بصرامة 
وطي صوتك دا واحترمي نفسك يا مريم خلاص أنا قلت شهر عشان تحرمي تعملي كدا تاني..
انسابت عبراتها وقد هتفت 
حرمت والله حرمت..
حرك رأسه مصرا على عقابه 
شهر يعني شهر!
صمتت لعدة ثوان وكأنها تفكر في شيء ما وبالفعل هتفت پجنون كعادتها 
ھموت نفسي والله ھموت نفسي..
وهو تخيل أنه ټهديد ساذج منها فلم يعقب وابتسم متهكما ليتفاجئ بها تفتح باب السيارة عازمة على القفز منها!
فصړخ بها وهو يضغط بقدمه على الفرامل ماسكا بها من ذارعها لينقذها على آخر لحظة...
تلك المچنونة كانت ستفقد حياتها بالفعل بينما أخذ يوسف يلتقط أنفاسه بصعوبة وهو يضغط على ذراعها بقوة ألمتها فما كان منها إلا أن ألقت نفسها داخل أحضانه هامسة بصوت متقطع اثر بكاؤها 
أنا أسفة أسفة عشان خاطري أسفة...
ضمھا بنفاد صبر إليه وهو يصر على أسنانه غيظا منها ماذا يفعل وهو يعشقها أيضا حد الجنون
سيسامحها مؤكدا...
ويقبل جبينها هكذا... ويمسح على شعرها هكذا !
لكن لا مانع بأن ېعنفها بقسۏة هكذا أيضا 
في حد يعمل كدا إيه شغل الجنان دا!
نظرت إلى عينيه اللتين تأسراناها وهي تهمس بصوت مبحوح 
أسفة...
تلك المرة ضحك ولم يعد قادرا على كبح الضحكة أكثر من ذلك ليقول وهو يقرص وجنتها بغيظ 
تصدقي كرهتيني في الآسف واللي بيتأسفوا لو قلت الكلمة دي تاني! ... مش عارف أعمل فيك إيه! يا آخرة صبري...
تنفست بارتياح.. فها قد نالت رضاه ويبدو أنه عفى عنها أخيرا ضحك حبيبها ونظر إلى عينيها وما أجملها ضحكة ونظرة!
مريم بجد لو شفت المنظر اللي شفته النهاردة دا تاني والله والله ساعتها مش هكلمك تاني ومش هيبقى شهر بس دا هيبقى العمر كله!
أخبرها بجدية شديدة فاعتدلت وهي توعده بصدق وابتسامة كبيرة رسمت على ثغرها 
والله ما هعمل كدا تاني أبدا سامحتني بقى
أومأ برأسه إيجابا وهو يقول متنهدا 
مسامحك يا تاعبة قلبي ومدوباني فيك ثم مازحها بقوله 
ومبللاني بهدومك! يا مچنونة غرقتيني..
ضحكت برقة وهي تمسك يده وټحتضنها وتهمس 
ما تيجي ننزل نجري تحت المطر..
نظر لها بتحذير 
تاني! جري تاني
قالت پخوف
لا ما أنت معايا يعني خلاص خلاص أسفة
مش قلت لك متقوليش أسفة تاني!
معلش..
ولا معلش!
حقك عليا..
بحبك...
فاجئها بكلمته الأخيرة فتوردت خجلا وهي تبتسم بصفاء قائلة بارتباك 
أنا جعانة..
ذهلت ملامحه وظل محدقا بها قبل أن يهتف ضاحكا وهو يقود سيارته مرة أخرى 
الله على رومانسيتك يا روما.. بقولك إيه محرومة من الأكل لمدة شهر!
بعد مرور الوقت..
قد وصلا معا إلى الفيلا ما إن رأتهما يسر حتى ركضت باشتياق إليهما فهي تعشق شقيقها بشدة كما تعشق مريم أيضا وتعتبرة أختا لها..
فتح يوسف ذراعاه لها بابتسامة حانية فعانقها بمحبة أخوية بينما تعلقت بعنفه وهي تقول 
وحشتني يا جو
ابتعدت عنه قليلا فقال 
وانت كمان يا حبيبتي

انت في الصفحة 5 من 11 صفحات