رواية صغيرتي بقلم فاطمه حمدي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر والأخير حصريه وجديده
بس لو عاوزاني أفهملك مخصوص يعني وكدا..
تعالت ضحكاته وهي تلكزه في ذراعه بقبضتها بينما يتورد وجهها بشدة جراء غمزاته ونظراته تنهدت بضيق رغم قربه الذي يجعلها وكأنها تطير فرحا أخبرته بحزن لمع بعينيها الواسعتين
هنتجوز إزاي ومامتك مش موافقة يا يوسف.. أنا خاېفة..
لم يرد بأن تفسد لحظته معها ولهذا قال بإيجاز
مټخافيش هي ميسرها تعرف الصح ومسيرها تهدى بالله وتعيش مع الأمر الواقع وتنسى الماضي بس عاوزك متفكريش كتير وسبيها على الله وطالما أنا جنبك خلاص ماحدش هيقدر يعملك حاجة وبالمناسبة بابا طرد نهال من البيت وخلاص هتبعد تماما..
ممكن الجميل مايزعلش عشان أنا مش بحبه يزعل! وكمان لازم الجميل يعرف إني بحبه للنهاية وهفضل أحبه مهما حصل ممكن!
افتر ثغرها عن ابتسامة سعيدة وهي تومئ برأسها مع قولها بامتنان وصدق
هفضل أحبك لحد آخر نفس فيا..
صدح هاتفها عاليا ينبئ عن اتصال التقطه بضجر وهي تنظر إلى شاشته متأففة فقد كانت نهال وهي تمر بمرحلة مرهقة نفسيا وجسديا وتلك تثرثر كثيرا رغم أنها تحبها..
أيوة يا نهال..
تابعت نهال بتمرد منها معتاد
فينك يا أنطي مش بتردي ليه على اتصالاتي كل دا
أجابتها تهاني باختصار
ما أنت عارفة إني تعبانة وأكتر الأوقات مبقدرش أتكلم!
ألف سلامة أخبار يوسف إيه خلاص مش هنقدر نكمل الخطط بتاعتنا
ترد تهاني بضيق شديد
الظاهر إن النصيب أقوى من خططنا يا نهال خلاص مبقاش عندي طاقة أعمل أي حاجة إبني مصر عليها وهمام هيطلقني خلاص أعمل إيه تاني!.. أنا هبعد عن حياتهم كلهم بكرامتي وهعيش بعيد وأنت سبيني في حالي..
أغلقت الهاتف ما أن أنهت الحديث لتحدق في الفراغ بنظرة حزينة لا تعلم أهو حزن أم ندم وهل عادت تهاني إلى رشدها ..
لكنه يستطيع دائما تهدئته بأسلوبه الخاص..
وقف أمام المرآة يتطلع إلى هيئته وهو يسأل بجدية تامة وملامح جامدة
ها يالا كدا حلو ولا أشوف واحدة غيرها
يوسف وهو يتجول بعينيه على بذلته الأنيقة صعودا وهبوطا بابتسامة استفزته لينهره همام قائلا پغضب
ضحك يوسف مندهشا وهو يقول من بين ضحكاته
أديني فرصة بدرس الأمر عشان أديك قرار نهائي يا حاج..
تدرس تدرس إيه يا بغل ما تنجز في ليلتك!
قهقه يوسف مجددا وهو يقول متعمدا إغاظته
مش حلوة شوفلك غيرها حاسك مراهق كدا وأنت لابساها..
كظم غيظه وهو يعود ينظر إلى المرآة بحنق واحباط ليهتف بضجر
بس أنا شايفها حلوة ومناسبة ولا أنت خاېف ليقولوا أبو العريس أحلى من العريس نفسه
يوسف وقد رفع أحد حاجباه متابعا
دا شيء يسعدني يا حاج همام بس أنت فاهمني غلط وخلقك ضيقك خليك رويح كدا أقولك خدها مبروك عليك وخلاص..
همام بضيق
أنت بتهاودني وخلاص
يوسف بملل
حلوة وبعدين أنا العريس ولسه ماجبتش بدلتي أنت مستوعب
همام بنبرة ثلجية متعمدة اغاظته
أنا أهم..
تركه يوسف وأخذ يتفحص المكان قائلا
طب مع نفسك بقى..
ضحك همام وهو يقول جملته المعتادة
ماشي يا جزمة!
في اليوم الموالي..
طرقت يسر باب غرفة والدها الذي فتح بابتسامة عريضة يقول بنبرة مرنة
صباح الخير يا حبيب بابا..
بدا وجه يسر شاحبا وهي تناظره پخوف بينما تهتف
بابا.. ماما مش في البيت شكلها مشيت وسابتنا دورت عليها في كل البيت مش موجودة!
صدمت ملامحه قليلا لكنه حافظ على اتزانه وهدوئه وهو يقول
يمكن راحت عند أختها!..
أردفت يسر نافية
كلمتها مراحتش مش عارفة أنا قلقانة عليها أوي يا بابا
همام بتفهم يقول بهدوء
إهدي أمك مش صغيرة وهي محتاجة تبعد لعلها تعيد حسابتها يا يسر!
رتبت أشيائها في ضلفة خزانتها بسعادة عارمة والتي قامت بشراءها ليلة أمس بصحبة يسر والسيدة عطيات التي ألقت عليها النصائح وما يجب فعله في حياتها الزوجية بما فيها من واجبات عليها ونهج تسير عليه وأنصتت مريم لها باهتمام ثم شكرتها ممتنة لها كان يتابعها بعينين مشعتين حبا وهو يستند إلى الباب مبتسما
بتبص على إيه
أرجع خصلة من شعرها خلف أذنها وراح يهمس بمراوغة
على حاجاتي..
رفعت