الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية صغيرتي بقلم فاطمه حمدي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر والأخير حصريه وجديده

انت في الصفحة 12 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

بس لو عاوزاني أفهملك مخصوص يعني وكدا..
تعالت ضحكاته وهي تلكزه في ذراعه بقبضتها بينما يتورد وجهها بشدة جراء غمزاته ونظراته تنهدت بضيق رغم قربه الذي يجعلها وكأنها تطير فرحا أخبرته بحزن لمع بعينيها الواسعتين
هنتجوز إزاي ومامتك مش موافقة يا يوسف.. أنا خاېفة..
لم يرد بأن تفسد لحظته معها ولهذا قال بإيجاز
مټخافيش هي ميسرها تعرف الصح ومسيرها تهدى بالله وتعيش مع الأمر الواقع وتنسى الماضي بس عاوزك متفكريش كتير وسبيها على الله وطالما أنا جنبك خلاص ماحدش هيقدر يعملك حاجة وبالمناسبة بابا طرد نهال من البيت وخلاص هتبعد تماما..
صمتت تتنهد بحزن دفين فرفع ذقنها بأصابعه إليه وأخبرها بنبرة حنون
ممكن الجميل مايزعلش عشان أنا مش بحبه يزعل! وكمان لازم الجميل يعرف إني بحبه للنهاية وهفضل أحبه مهما حصل ممكن!
افتر ثغرها عن ابتسامة سعيدة وهي تومئ برأسها مع قولها بامتنان وصدق
هفضل أحبك لحد آخر نفس فيا..
صدح هاتفها عاليا ينبئ عن اتصال التقطه بضجر وهي تنظر إلى شاشته متأففة فقد كانت نهال وهي تمر بمرحلة مرهقة نفسيا وجسديا وتلك تثرثر كثيرا رغم أنها تحبها..
لذا لم ترد فأعادت نهال الاتصال مرارا وتكرارا اضطرت لأن تجيب عليها فوضعته على أذنها بعد أن ضغطت زر الاجابة أردفت مغمضة العينين بتعب
أيوة يا نهال..
تابعت نهال بتمرد منها معتاد
فينك يا أنطي مش بتردي ليه على اتصالاتي كل دا
أجابتها تهاني باختصار
ما أنت عارفة إني تعبانة وأكتر الأوقات مبقدرش أتكلم!
تنهدت نهال بلا اكتراث بينما تواصل
ألف سلامة أخبار يوسف إيه خلاص مش هنقدر نكمل الخطط بتاعتنا
ترد تهاني بضيق شديد
الظاهر إن النصيب أقوى من خططنا يا نهال خلاص مبقاش عندي طاقة أعمل أي حاجة إبني مصر عليها وهمام هيطلقني خلاص أعمل إيه تاني!.. أنا هبعد عن حياتهم كلهم بكرامتي وهعيش بعيد وأنت سبيني في حالي..
أغلقت الهاتف ما أن أنهت الحديث لتحدق في الفراغ بنظرة حزينة لا تعلم أهو حزن أم ندم وهل عادت تهاني إلى رشدها ..
مر إسبوعين استعادت مريم جزء كبيرا من عافيتها وحيويتها ووميض روحها المرحة أما عن يوسف فكان بجانبها دائما رغم حنق السيد همام والده والذي وبخه بما يكفي وأحيانا كان يقذفه بنعله غير مباليا بمن حوله والأخير كان يقهقه ضاحكا فوالده يبدو كوميديا دائما رغم عصبيته المفرطة...
لكنه يستطيع دائما تهدئته بأسلوبه الخاص..
وها هو معه داخل أكبر محلات الملابس الرجالي الكلاسكية ذات الماركة ينتقي بذلة تليق به استعدادا لزفاف ابنه على ابنة أخيه ولابد بأن يظهر بمظهر يليق بهمام الرجل الخمسيني الوقور ذا الروح الشبابية..
وقف أمام المرآة يتطلع إلى هيئته وهو يسأل بجدية تامة وملامح جامدة
ها يالا كدا حلو ولا أشوف واحدة غيرها
يوسف وهو يتجول بعينيه على بذلته الأنيقة صعودا وهبوطا بابتسامة استفزته لينهره همام قائلا پغضب
ما تنطق ساكت ليه!
ضحك يوسف مندهشا وهو يقول من بين ضحكاته
أديني فرصة بدرس الأمر عشان أديك قرار نهائي يا حاج..
تدرس تدرس إيه يا بغل ما تنجز في ليلتك!
قهقه يوسف مجددا وهو يقول متعمدا إغاظته
مش حلوة شوفلك غيرها حاسك مراهق كدا وأنت لابساها..
كظم غيظه وهو يعود ينظر إلى المرآة بحنق واحباط ليهتف بضجر
بس أنا شايفها حلوة ومناسبة ولا أنت خاېف ليقولوا أبو العريس أحلى من العريس نفسه
يوسف وقد رفع أحد حاجباه متابعا 
دا شيء يسعدني يا حاج همام بس أنت فاهمني غلط وخلقك ضيقك خليك رويح كدا أقولك خدها مبروك عليك وخلاص..
همام بضيق
أنت بتهاودني وخلاص
يوسف بملل
حلوة وبعدين أنا العريس ولسه ماجبتش بدلتي أنت مستوعب
همام بنبرة ثلجية متعمدة اغاظته
أنا أهم..
تركه يوسف وأخذ يتفحص المكان قائلا
طب مع نفسك بقى..
ضحك همام وهو يقول جملته المعتادة
ماشي يا جزمة!
في اليوم الموالي..
طرقت يسر باب غرفة والدها الذي فتح بابتسامة عريضة يقول بنبرة مرنة
صباح الخير يا حبيب بابا..
بدا وجه يسر شاحبا وهي تناظره پخوف بينما تهتف
بابا.. ماما مش في البيت شكلها مشيت وسابتنا دورت عليها في كل البيت مش موجودة!
صدمت ملامحه قليلا لكنه حافظ على اتزانه وهدوئه وهو يقول
يمكن راحت عند أختها!..
أردفت يسر نافية
كلمتها مراحتش مش عارفة أنا قلقانة عليها أوي يا بابا
همام بتفهم يقول بهدوء
إهدي أمك مش صغيرة وهي محتاجة تبعد لعلها تعيد حسابتها يا يسر!
رتبت أشيائها في ضلفة خزانتها بسعادة عارمة والتي قامت بشراءها ليلة أمس بصحبة يسر والسيدة عطيات التي ألقت عليها النصائح وما يجب فعله في حياتها الزوجية بما فيها من واجبات عليها ونهج تسير عليه وأنصتت مريم لها باهتمام ثم شكرتها ممتنة لها كان يتابعها بعينين مشعتين حبا وهو يستند إلى الباب مبتسما
بتبص على إيه
أرجع خصلة من شعرها خلف أذنها وراح يهمس بمراوغة
على حاجاتي..
رفعت
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 13 صفحات