الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية صغيرتي بقلم فاطمه حمدي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر والأخير حصريه وجديده

انت في الصفحة 6 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

مچنون وأعملها..
ختم جملته بقبلة مبادلة على وجنتها بينما قالت مريم
ياريت تعمل كدا
ضحك وأنزلها على الأرض قائلا بايجاز
كلها يومين وهاجي أزهقك تاني والوقت بيعدي هوى يا روما المهم تخلي بالك على نفسك كويس..
أومأت في طاعة قائلة بهدوء
حاضر
راح يقبل جبينها قبلة أخرى قبل أن يتجه صوب الحمام ويدخل ثم يغلق الباب وتجهز مريم ملابسه وكل متعلقاته بمحبة بينما الابتسامة تغزو شفتيها إلى أن خرج وارتدى ملابسه وأصبح مستعدا للرحيل.
حينها بكت.. بكاء حقيقيا كما لو أنه والدها وهي طفلته المدللة وهو يتفهم ذلك جدا لأنه دوما كان يشعرها بأنها ابنته.. صغيرته.. مدللته اقترب منها ومنحها عناقا دافئا بعث لقلبها الأمان وأخبرها بهمس حنون
أنا معاك حتى وأنا بعيد مش عاوزك تخافي من أي حاجة طول ما يوسف موجود على وش الدنيا..
ثم أبعدها قليلا عنه ليمسح دموعها بإبهاميه ويقول بحزم رفيق
مفهوم يا روما
أومأت برأسها وهي تقول بنبرة حزينة
إرجعلي بسرعة
ضحك فقال
هوا والله..
ابتسمت أخيرا من بين عبراتها الساخنة لتخبره بنبرة عاشقة محملة بالصدق
بحبك..
افتر ثغره بابتسامة ودودة وهو يخبرها كذلك
أنا أكتر على فكرة أخر مرة بقولك خلي بالك من نفسك ومافيش جامعة لحد ما أرجع تمام
هزت رأسها موافقة لتقول
تمام..
ودعته وانصرف فتوجهت إلى غرفة يسر حيث أنها الوحيدة التي تحمل من روح يوسف وتتشابه مع في الشكل لذا هي تحبها ووجودها معها سيهون عليها بعده ولجت إلى غرفتها بعد أن طرقت الباب وفتحت لها قائلة بترحيب
يسر حبيبتي تعالي..
جلست معها على الفراش لتبتسم يسر وهي تقول
كلها يومين يا مريم مش مستاهلة الحزن دا..
ظلت مريم صامتة وعيناها شاردتان كأنها تفكر في شيء ما فتابعت يسر بهدوء
مالك يا مريم في إيه شكلك عاوزة تقولي حاجة صح
تحررت مريم من صمتها وقد هتفت پخوف شديد
يسر أنا في مصېبة ومش عارفة أعمل إيه ممكن تساعديني
الحلقة 9
رواية صغيرتي نوفيلا للكاتبة فاطمة حمدي الفصل التاسع
دفئ وجوده 
تسرب القلق إلى قلب يسر وهي تسألها مجددا باهتمام
خير يا مريم قلقتيني في إيه
تنهدت مريم بحزن بينما يتجمد الدمع بمحجريها وهي تتكلم بالكاد مواصلة
هحكيلك...
فلاش باك..
لسه عندك صداع
كان سؤال تهاني لها وهي ممدة على فراشها في وقت مرضها لتتعجب مريم من سؤالها وتجيب عليها بارهاق
أيوة..
بسطت تهاني كف يدها بشريط به حبوب مع قولها الهادئ
طب خدي حبيتين من دا هيضيع الصداع خالص دا واحدة صاحبتي جبتهولي ومن ساعتها مافيش صداع بيجيلي.. إمسكي.
ظلت مريم تنظر لها باستغراب شديد بينما تسألها بخفوت
بس أنت مش بتحبيني ليه عاوزة تساعديني
ردت عليها بتهكم
لأن مابحبش أشوف إبني متضايق وطول ما أنت تعبانة هو بيكون متضايق مش بساعدك عشان سواد عيونك.. إتفضلي..
تركته أمامها وبرحت الغرفة لكنها بقيت عند الباب تراقبها بفضول أما عن مريم فقد تناولت الحبتين كما قالت وتناولت خلفهما كوبا من الماء وراحت في سبات عميق وبالفعل ذهب عنها ألم رأسها..
باك...
وبعدين
سألت يسر بعينين جاحظتين من هول الصدمة لتجيبها مريم تلك المرة وهي ټنفجر باكية
وبعدين.. كل ما يجيلي صداع أخد منه ولما رحت الصيدلية عشان أجيب زيه الدكتور قالي إنه برشام مخدر!
شهقت يسر بفزع وهي تردد
مخدر! .. إزاي! إزاي ماما تديكي حاجة زي كدااا وأنت إزاي متقوليش ليوسف حاجة زي كدا أصلا
أجابت عليها بضيق
أنا لسه عارفة من كام يوم الكلام دا ولما رحت سألتها ليه عملت كدا قالتلي عشان أخلص منك ولو قلت ليوسف هرمي على وشك مية ڼار..
تجمدت قسمات يسر وهي لم تستوعب جبروت والدتها إلى أي مدى وصلت والدتها..
وصلت للخطۏرة ولابد من موقف فتتمادى فتضيع وتضيع من حولها!
بعد صمت قصير قالت يسر بجدية
لازم يوسف يعرف كل حاجة في أسرع وقت يا مريم وأنت أوعي تاخدي من البرشام دا أبدا تاني..
مريم من بين دموعها الكثيفة
أنا بقيت أحس بتعب من غيره أصلا وهو كدا كدا مش موجود في أي صيدلية بس أنا تعبانة وكنت بحاول أداري عن يوسف ومش عارفة هيعمل إيه لما يعرف وكمان خاېفة مامتك ترمي عليا مية ڼار زي ما قالتلي..
يسر وهي تحاول تهدئتها
ماتخافيش يوسف هيحميك مهما كان هو ممكن يزعل إنك خبيتي عليه وبصراحة أنت غلطانة فيه حد يخبي حاجة زي كدا ماما بتهددك بس مش هتقدر تعملك حاجة..
ردت مريم بقلق
هقول ليوسف أول ما يرجع ويارب يسامحني..
مساء..
أصبح الجو أكثر برودة كما تساقطت حبات المطر من السماء ليلة شتوية رائعة كان يتأملها يوسف من خلف الزجاج وهو يبتسم بود متذكرا صغيرته المهووسة بجو الشتاء خاصة المطر تمنى لو كانت معه الآن بين أحضانه تحتسي من نفس فنجانه هذا كما عودها..
راح يسحب هاتفه من جيب بنطاله وقرر محادثتها لكنه وجد الهاتف مغلق فخمن أن تكون نائمة أو ربما فصلت بطارية الهاتف..
على الجانب الآخر..
تسحبت تهاني على أطراف أصابعها متوجهة

انت في الصفحة 6 من 13 صفحات