رواية صغيرتي بقلم فاطمه حمدي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر والأخير حصريه وجديده
ليه دلوقتي شيفاني عملت لك حاجة بكلمك تردي عليا متبكيش!
أومأت برأسها إيجابا بينما تقول من بين شهقاتها
بعيط عشان أنت زعلان مني وكمان أنا كنت خاېفة..
تابع بنفاد صبر
خاېفة من إيه مني أنا
استطردت بحزن
منك ومنها هي هددتني وأنا كنت خاېفة تنفذ الټهديد وكنت خاېفة أنت تغضب وتسيبني لما تعرف إن مامتك خلتني مدمنة..
ضغط على ذراعها بغيظ بينما يهتف بحدة
هتفت برجاء
أرجوك ماتزعلش مني أنا أسفة والله هتكون أخر مرة أعمل أي حاجة تزعلك..
يا دادة..
هتف مناديا لتحضر السيدة عطيات لتوها قائلة في تهذيب
قال يوسف بجدية
ياريت تحضري الغدا من فضلك..
أومأت في طاعة وانصرف بينما نهض عن مجلسه واتجه نحو النافذة واضعا يديه في جيبي بنطاله وهو يتأمل الزهور المتراقصة بفعل الهواء تنهد بضيق يجتاح قلبه لا يعلم ماذا يفعل بوالدته
وكيف يواجهها تخطط لقتل حبيبته بأي حق وأي قلب لديها
لم تسعى لخړاب حياته مع من أحببها عنوة
نعم يا مريم
صوت أنفاسها المضطربة وصله قبل أن يصله صوتها المرهق وهي تقول
هتسامحني.. وناوي تعمل إيه معايا يعني هتعالجني ولا لا
الټفت لها واقترب منها خطوة ثم أخبرها بحزم رفيق
اللي حصل مش ذنبك أنت يا مريم إهدي قلت لك حسابك بعدين وحسابك دا عشان خبيتي عني إنما أي حاجة تانية أنت مالكيش ذنب فيها كمان أنت مش مدمنة لان المخدر مالحقش يتمكن منك أنا سألت قبل ما أجيلك وعرفت كل حاجة هو علاج هتاخديه بانتظام بعد الأكل كل يوم لمدة اسبوعين عشان الآلآم اللي بتحسي بها وبعدها هتكوني كويسة..
شكرا يا يوسف..
لم يبادلها الابتسامة إنما قال بنبرة مهمومة
العفو..
تابعت مريم في حذر
ممكن أسأل سؤال لا اتنين
أومأ لها دون أن ينطق فاستأنفت بفضول
مين اللي عرفك باللي حصل
أجابها وهو يعود ينظر من الشرفة بلهجة صارمة
أنا أصلا كنت ماشي ومش مطمن عليك ساعتها كلفت دادة عطيات بمراقبة أمي والزفتة التانية دي ولما بلغتني باللي ناويين عليه قلتلها تجيبك هنا إنما موضوع البرشام دا يسر اتصلت وقالتلي.. ها والسؤال التاني
البيت دا بتاعك
عاد ينظر إليها يتأمل ملامحها بعينيه ثم يثبت عينيه على عينيها قائلا بهدوء صارم
لا..
تعجبت وقد خاب أملها لتسأله بحنق
إومال بتاع مين
فأجابها بحماس منتظرا ردة فعلها
البيت دا بتاع مريم..
افتر ثغرها عن ابتسامة راضية وهي تردد بملامح مبتهجة
ابتسم رغما عنه على ردة فعلها الطفولية وهو يستطرد بتوضيح
بقالي تقريبا سنة بجهز فيه كل اللي كان نفسك فيه عملته فيه المرجيحة وشجرة التوت اللي في الجنينة وكمان صغير في الحجم زي ما طلبتي وألوانه طفولية ومبهجة كل حاجة زي ما تمنتيها كنت ناوي أفاجئك بيه قبل ډخلتنا بكام يوم بس أهو ملقتش مكان مناسب تكوني فيه غيره إيه رأيك فيه زي ما اتمنيتي ولا
أسرعت تلقي بنفسها داخل أحضانه وأغلقت عيناها بشدة بينما تبتسم بسعادة عارمة وهي ټدفن وجهها عند عنقه قائلة
دا أحلى ما اتمنيت دا جميل وروعة أنا مش مصدقة نفسي إنت إزاي كدا إزاي بتقدر تخليني أسعد واحدة في الدنيا! بحبك بحبك أوووي وعمري ما حبيت حد أدك..
منحها ابتسامة عذبة ليقول برفق
مش أكتر مني يا مريم لما بشوفك سعيدة بكون أنا أسعد واحد في الدنيا ولما بتزعلي بتعكنن أنا ومبعرفش أعيش طبيعي..
صمت قليلا قبل أن يواصل بهدوء ونبرة ذات معنى
بس دا ميمنعش إن حسابك لسه جاي يعني!
أومأت بابتسامة وهي لا تشعر بذرة من الخۏف كيف تخاف
من إنسان يوفر لها الحب كما يجب كما أنزل يسعى لإسعادها ويرفق بقلبها لطالما أهدته إياه على الرحب والسعة! ..
أوك حاسبني براحتك وأنا مش هعترض بس أهم حاجة متبعدش عني
ابتسم وهو يحرك رأسه موافقا بينما يتجه بها نحو طاولة الطعام ليتناولاه معا...
بعد مرور وقت طويل حيث حل المساء غفت عيني مريم بعد أن استلقت على الفراش وأخذت الدواء وقضت وقتها مع يوسف رفع الغطاء عليها بهدوء واستقام واقفا وهو يرمقها بنظرات مطولة تحمل الكثير من المشاعر الخاصة مستحيل أن يقسى عليها لم يستطع ذلك دائما يراها طفلته ناهيك عن فقدانها لوالديها من صغرها ومعاملة أمه الجافة لها كل هذا يجعله يرفق بها دائما قد وعدها أن الابتسامة لم ولن تفارق ثغرها طالما كان حي يتنفس... وهو يحاول جاهدا أن يوفي بوعده وأن يعلمها كيف تفعل الصواب دون قسۏة أو