رواية أسير صورتها بقلم مني الكاشوري الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر حصريه وجديده
انت في الصفحة 1 من 18 صفحات
الفصل السادس
يشعر بألام مپرحة بسائر جسده ..وثقل بقدميه.. وشيئا صلبا يحيط إحدى ذراعية أيضا .. وأصوات حوله غير واضحة .. إلا صوت وحيد أستطاع أن يميزه .. صوت والدته تقرأ القرآن وتبكي ..
ماذا حدث له .. أخر ما يتذكره أنه كان بطريقه للعودة إلي منزل الزوجية مع زوجته لافندر بعد حفل الزفاف .. وسيارة تسير بنفس الطريق ويبدو علي قائدها التهور.. حاول تفاديه عندما كاد ان يصطدم بسيارته
وزوجته لافندر بدأت تصرخ عند أحتكاك السيارتين من جانبها
و.............
_لافندر .....لاااااافندررررررر!
_الحقنا يادكتوووور المړيض فاق وپيصرخ!
هرول الطبيب محاولا تهدئته ثم أمر بإعطاءه حقنة مهديء
تجلس أمام غرفة لافندر الغائبة عن الوعي .. وبغرفة أخرى قريبة يرقد والدها بعد ان أصابته إغماءة .. وإرتفاع بالضغط ..
أقترب كريم وجلس جوارها بصمت محتويا كتفيها بأحدي ذراعيه ثم قبل جانب راسها قائلا ليبثها الدعم والمؤازرة
خلي عندك يقين بالله أنها محڼة وهتعدي .. وأنا جمبك مش هسيبك ..
قالت بهدوء ظاهري ومازالت عيناها مصوبة علي باب الغرفة
هو أنا بحلم ياكريم ولا اللي بيحصل ده حقيقة بجد !! أختي في العناية المركزة وأحتمال تفقد بصرها وبابا جمبها مش داري بالدنيا
أنا هتحمل أزاي ياكريم .. هتحمل أزاي كل ده لوحدي قولي أني بحلم .. صحيني.. فوقني .. قولي أن كل ده كابوس وصحيني منه!
وراحت تعيد الكلمات وهي تتشبث بقميصه وتهزه بأنهيار ودون ان تدري سقطت رأسها بوهن علي صدره تبكي بحړقة.. فأحاطها كريم بكلتا ذراعيه مربتا علي ظهرها حبيبته وقطعة قلبه..!
وأم عمار التي لم تترك أبنها لحظة ..تجلس معه تقرآ القرآن وتدعو.. وزوحها يصلي ويتضرع لله ويسأله العافية والسلامة لأبنه وزوجته ...
وكريم لا يترك سما ليل او نهار .. تقدم بأجازة من عمله حتي يظل معها ولا ينشغل عنها ابدا .. حزين بشدة لاجل حبيبته ومن اجل لافندر وعمار
والجميع يترقب أي امل او جديد ..
واخيرا افاق عمار وبدا يسترد كامل وعيه وعلم كل ماحدث له ولزوجته حاول الذهاب إليها ولكن منعه الاطباء من الحركة ..
بئر مظلم يبتلعها .. لا تري شيئا .. فقط ظلام دامس يحيط بها.. تبحث عن شعاع نور تبصر به طريقها .. ولكن لا شيء غير الظلام ..وصوتا مألوفا لديها يناديها .. تحاول أن تصل إليه .. لا تراه لكن تشعر به
صوت يطمئنها انها ليست وحيدة في هذا الظلام حولها.. أستسلمت لتلك العتمة .. متأنسة روحها بهذا الصوت القريب الحنون ..
أين عمار .. هو ليس صوت عمار زوجها .. أين تركها وحيدة
عمار... عماااااار ....
أنتفضت سما فور سماعها همس شقيقتها الخاڤت بأسم زوجها ..أنها تعود لوعيها أخيرا ..هتفت بأمل
_لافندر!.. أختي أتكلمي .. سمعاني يا لافندر .. كلميني سمعيني صوتك ارجوكي طمنيني انك صحيتي!
الحمد لله هي فاقت دلوقتي .. وطبعا الألام اللي في جسمها دي طبيعيه من الحاډثة .. وحتى التشوهات ممكن تتعالج مع الوقت ..
الأب بلهفة طب وبصرها يادكتور
الطبيب بأسف وهو يجيب تساؤل والدها
للاسف فقدت بصرها .. الضرر كان كبير جدا وحالتها مش سهلة ابدا .. وحاليا مافيش
نزعت الضمادة التي تحيط عينيها .. يرتعش جفنيها ببطء تحاول أن تفتح عيناها لتستقبل الضوء بالتدريج .. ولكن أين الضوء
هل تركوها بغرفة مظلمة لماذا.. ألا يعرفون انها تخاف العتمة! فتحت عيناها عن أخرهما .. ولا تري شيئا .. ماذا يحدث لها ..
عمار .. سما .. بابا ... فين النور ليه طافين النور ..
انا مابحبش الضلمة وبخاف منها .. شغلوا النور عايزة أشوفكم ..
بابااااااا ... عماااااار ... سماااااااااا.........
_حالة الأكتئاب اللي بتمر بيها دي رد فعل طبيعي لحالتها .. وكون انها مطولة معاها أكتر من شهرين كمان شيء متوقع جدا.. لازم كل اللي بيحبها يبقي حواليها.. هي محتاجة تحس بالامل وإن العالم ما أنتهاش . لازم تتقبل الواقع وتتعامل وتتعود علي وضعها الجديد ..
القي طبيبها المعالح تلك النصائح والكلمات علي مسامع والدها وشقيقتها وزوجها كريم وحماها ابو عمار .. الذي كان يشفق عليها كثيرا ..
اما عمار .. تحسنت حالته نوعا ما .. وأستطاع التحرك بمساعدة كرسي متحرك .. فمازالت كدمات و كسور جسده لم تتعافي كليا .. ولكنه يستطيع الأن الجلوس معها .. يحدثها ولكنها لا تجيبه او تبادله اي حديث ..
منذ فقدانها لبصرها .. وهي مستسلمة لحالة من الصمت والأكتئاب معا .. !!!
عمار لافندرحبيبتي كلميني .. ردي عليا .. سمعيني صوتك .. أنتي علانة مني والله ڠصب عني اللي حصل .. حاولت اتفادي الحاډثة بس ده نصيبي ونصيبك .. سكوتك مش هو الحل .. اتكلمي حبيبتي أرجوكي ..!
يحدثونها عن الأمل وان الحياة لم تقف او تنتهي!!!
عن أي أمل يتحدثون واي حياة هي أصبحت لا تري شيئا
عاجزة .. عالة .. وجودها لن يفيد أحد بعد الأن!
بعد مرور 6 اشهر .. مع الادوية الفعالة والعلاج الطبيعي تعافي عمار تقريبا من كل كدماته ومعظم كسور جسده ..
بينما لافندر علي حالها تعافت فقط من الكدمات التي كانت بسائر جسدها وبالعلاج التجميلي تحسنت التشوهات السطحية علي بشړة وجهها وكتفها وذراعها .. ولكنها مازالت تعيش بظلام فقط ظلام ...
ان تدخل عروسا محمولة بين ذراعيي زوجها.. لا كفيفة تتلمس المساعدة بكل خطوة گطفل صغير.. لن تستطيع القيام بواجباتها كزوجة لعمار .. لم يعد لديها شيء تعطيه لأحد ولن يتحملها أحد هي عبء ثقيل علية وعلى أهلها.. وحتي عبء علي روحها..!
أتت لزياراتها والدة زوجها عمار .. كانت تأتي كثير في السابق وبالتدريج قل الأهتمام .. أصبحت تأتي علي فترات متباعدة .. هي أستقرت بمصر ولم تعد مع زوجها .. حتي ترعي أبنها عمار..!
سناء أزيك دلوقتي يا لافندر
لافندر بخير ياطنط ...
سناء وأخرتها ايه يا لافندر ..