السبت 30 نوفمبر 2024

رواية ملكيه خاصه الفصل الأول بقلم أماني جلال حصريه وجديده

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

رواية ملكيه خاصه الفصل الأول بقلم أماني جلال حصريه وجديده 
المكان.. إحدى القرى البعيدة عن القاهرة نوعا ما 
الزمان..صباح جديد تابع لأجواء ليلة ماضية مليئة بالعواصف والأمطار الغزيرة لتمتلئ الطرق بالطين اللزج والمياه العكرة بقايا من ماحدث من كوارث في الأمس
في سرايا كبيرة ذو طابع كلاسيكي فخم يدل على شموخ أصحابها وعنفوانهم ولما لا فهي سرايا حامد المغربي كبير هذه القرية ....وهو المسؤل عن كل صغيرة وكبيرة هنا وبرغم صغر سنه إلا أنه تولى هذه الأمور منذ أن أصبح شابا يافعا

ننظر إلى جدران أسوارها الحجرية الضخمة والعالية بتأمل ونتسائل كم من الاحداث والاسرار التى لا تنتهى تحمل خلفها 
داخل السرايا كانت تقف في شرفة غرفتها وهي تحتضن نفسها بوشاح صوفي أسود كلون ثيابها وشعرها ... تنظر بعينيها الذابلة من البكاء إلى نقطة وهمية بعيدة وهي تتذكر كل ما مرت به خلال هذه التسع أشهر ....
لقد تغيرت حياتها وإنقلبت رأسا على عقب ما إن توفى زوجها الحبيب حتى أصبحت أسيرة هذا القصر اللعېن تشعر بالإختناق هنا ...ياالله متى ستنتهى عدتها لتعود إلى منزلها الصغير الدافئ مع بناتها
أغمضت عينيها و سحبت نفس عميق ليدخل الهواء البارد النقي إلى رئتيها ينعش صحراء قلبها الجافة ...مر تيار هواء بها لتتحرك خصلاتها وأخذت تداعب جفنيها المغلقة لتسحبهم بيدها وتضعهم خلف أذنها
فتحت عينيها بتنهيدة حتى نظرت إلى بطنها المنتفخة بشدة وأخذت تتلمسها بحب إنعصر قلبها ما إن تذكرت بأن طفلتها الحبيبة ستولد دون أب يرعاها
إقتربت من سور الشرفة وسندت كفيها عليه لتتأمل جمال هذا المنظر الطبيعي الخلاب الذي يعطيها السکينة
والصبر لتتحمل ماهو أتي ولكن سرعان ما رفعت حاجبيها ثم قطبتهم وهي تنظر بتركيز إلى الأسفل ما إن رأت إبنتها ذات الثلاثة سنوات تلعب بالطين لتحرك رأسها بقلة حيلة من تلك المشاغبة
أخذت تمرر يدها على وجهها وهي تفكر لما تربية الأطفال بهذه الصعوبة وخصوصا لو كانوا مثل صغيرتها جيلان
إلتفتت نحو الداخل ودخلت وهي تمسك أسفل بطنها فهي بأواخر حملها وقد زاد ثقلها بشكل متعب حقا ...نظرت إلى صغيرتها التي تقبع على الأرض وترسم بألوانها ..لتقول لها بإرهاق بعدما جلست على فراشها بهدوء
سليل حبيبتي إنزلي تحت وهاتي أختك ...
رفعت سليل رأسها نحو والدتها وقالت بتذمر طفولي بس هي مش بتسمع كلامى يا مامي
رجعت غيداء بجسدها إلى الخلف لتستلقي على ظهرها بوهن وهي تقول
قوليلها تعالي معايا ماما عايزاكى
طيب ...قالتها وهي تترك الألوان من يدها ونزلت إلى الأسفل عند أختها التي كان شكلها كارثي والتي ما ان رأتها سليل حتى شهقت پصدمة
إيه ده يا جيلان ..وسختي هدومك كده ليه ..مامي لو شافتك كده هتضربك ...قالتها وهي تنحنى نحوها وتسحبها من يدها لتذهب نحو صنبور الماء الصغير بجانب الحديقة ثم أخذت تغسل يديها و وجهها
جفلت جيلان من برودة الماء لتقول وأسنانها تصطك ببعضها برد يا سليل ...برد
نظرت لها سليل بأسف وأخذت تجفف وجه شقيقتها بكمها الخاص وهي تقول بحب وحنان غريب على طفلة في عمرها
أسفة ...أسفة...أهو مسحته خلاص ..بس كان لازم أغسل وشك أحسن مامي تعرف وتزعل ترضي إنها تزعل منك
حركت رأسها بنفي وهي تقول بشفاه مذمومة
لاء أنا بحب ماما مش عايزة تزعل مني
سليل بإبتسامة
تمام يبقا متلعبيش كده تاني
جيلان برفض ومشاغبة
لااااء ...انا بحبها آه بس هلعب بالطين وهضرب جواد لو رفض يلعب معايا تاني زي دلوقتي
سليل بإندهاش من كلام الأخرى 
و ټضربي جواد ليه ده صاحبك وبيجبلك شوكولاتة وبعدين لو ضربتيه هيجي عاصي كمان و يضربك
اغلقت جيلان عينيها قليلا بإنزعاج طفولي وهي تقول بشفاه مذمومة
عاصي أبن عمو حامد وحش ...أنا مش بحبه ده بيجرني من شعري ...بس هيجي يوم وهضربه بس الأول لازم أكبر شوية
سليل بغيظ من أفعال أختها الصغيرة
وبعدين معاك ..يعني مش هتعقلي أبدا وهتفضلي تعملي مشاكل
لااااااااا مش هعقل أبدا أبدا
...قالتها وهي تخرج لها لسانها ثم ركضت إلى الداخل
أما سليل أخذت تنادي عليها ولكنه قد فات الأوان وإختفت من أمامها كادت أن تدخل هي أيضا ولكن ما أن خطت خطوتها الأولى حتى إنزلقت قدمها لتسقط على وجهها في الوحل لتصرخ بۏجع ثم أخذت تبكي بدموع مصطحبة بشهقات عالية ما إن نهضت ووجدت

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات