الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق ) الفصل السادس والعشرين حتى الفصل الثلاثون بقلم الكاتبه رحاب ابراهيم حصريه

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

رواية ليالي الوجه الآخر للعاشق الفصل السادس والعشرين حتى الفصل الثلاثون بقلم الكاتبه رحاب ابراهيم حصريه وجديده
کرهت ليالي هذا الواقف أمامها ويسخر منها بهذه الطريقة وقالت
انا هخرج بعد اذنكم 
ورمت هشام بنظرة غاضبة انتبه لها عمر ....
خرجت من المكتب وهي تلتقط انفاسها المتوترة وجلست بالخارج تضم يدها حولها بقلق ......

انتاب عمر بعض الشك من الشكل العدائي الذي تعاملت به ليالي مع شقيقه ومن المفترض إن هذا أول لقاء بينهم !! 
وقال لهشام
انت عرفت منين إنها بنت عم جمال  
أجاب هشام بابتسامة ماكرة
اصلي جيت امبارح اسأل عليك بس انت ماكنتش موجود وشوفتها مع ريهام وريهام هي اللي قالتلي 
فكر عمر قليلا وقال بتعجب
وتقصد ايه لما قولت إنه مش صداع !! 
ظهر العبوس على وجه هشام وقال
هو تحقيق ولا إيه عمر ! وعموما انا اقصد يعني ان البنات مش بتاعت شغل وبيتعبوا بسرعة 
ابتسم عمر وقال
طب خلاص قولي بقى في حاجة شكلك بيقول كدا 
جلس هشام على المقعد التي كانت تجلس عليه ليالي وفرد ذراعيه بإرياحية على أطرافه وقال
عايز اشتغل معاك
اندهش عمر من جدية شقيقه ثم ابتسم بسعادة
بجد الحمد لله إن ربنا هداك ولو عايز تشتغل من النهاردة كمان 
لوى هشام فمه بسخرية ونهض من مكانه ثم وقف أمام عمر ونظر بقوة
لأ مش النهاردة خلينا من أول بكرا 
تابع بمكر
الشغل هنا شكله حاجة تانية ماجربتهاش قبل كدا بس كلها كام يوم وهتبقى كل حاجة في ايدي 
ونظر لقبضة يده المضمومة بأصرار حتى اجاب بعمر بمحبة وصدق ولم يلاحظ أن هناك معاني أخرى خلف هذه الكلمات لم تكتشف بعد ...
قال عمر
تنور الشركة يا هشام دي شركتك انا من زمان ونفسي تشتغل هنا عشان تشيل عني شوية دنا ما بعرفش اغيب يوم 
ميل هشام رأسه على كتفه قليلا ونظر لعمر وقال  
لأ غيب زي ما انت عايز الشغل ده من النهاردة بتاعي بتاعي انا وبس
انقبض قلبها فجأة ولكن ارجعت ذلك لزيادة توتر اعصابها حتى انفتح باب المكتب وخرج هشام ورمقها بنظرة غامضة وتعني الكثير ...
بلعت ريقها واشاحت بصرها عنه وحقا ارتابت من نظرته لها بهذا الشكل المخيف الغامض .......
دخلت المكتب بتوجس وراقبت أسلوب عمر الذي سيفصح عن ما يقلقها ......
نظرت إليه ورأته مبتسم وقال
ده اخويا هشام يا ليالي انا عارف إنك اتحرجتي 
تلعثمت وهي تجيب
ا..اه فعلا 
جلست مجددا أمام الحاسوب وبدأت تتعامل معه بأنامل مرتجفة بعض الشيء وانتبه عمر لذلك وتذكر حديث اخاه منذ قليل وهو يقول 
"البنات مش بتاعت شغل وبيتعبوا بسرعة " 
قال عمر فجأة
ليالي ممكن ترتاحي شوية وتسيبي اللاب 
تظاهرت بالانهماك وهي تتمني هذه الاستراحة ولكن حتى لا يكشف الهدوء قلقها ارادت العمل ...قالت
لأ شوية كدا 
كشفت نبرتها المرتعشة توترها بشكل واضح نهض وأخذ كوب ماء ووضعه أمامها ثم قال
طب اشربي وهدي اعصابك 
اعترضت بعصبية وهي تحرك يدها لتغلق اللاب ولكن اصطدمت يدها بكوب الماء حتى اختل وسقط على الأرض محدثا دوى مزعج  
نظرت ساهمة لكسر الزجاج على السجادة العاجية اللون وتحركت قليلا حتى تلملم اشلاء الكوب وعند اعتراض عمر مصيحا حتى تبتعد كانت جرحت اصبعها
صاح عمر مرة اخرى
انا مش قولتلك ابعدي مافي داهية الكوباية ينفع كدا جرحتي ايدك على حاجة تافهة !! 
نظرت للاسفل كاالطفلة التي تلقت تعنيف على خطأ ما من ابويها ثم سقطت دموع من عينيها ونظرتها تلومه على عصبيته وهي تتألم من الچرح رغم إنه بسيط .....
أخذ منديل ولف به اصبعها وقال وهو يسرع إلى ثلاجة المكتب الصغيرة وأخرج صندوق مغلق للاسعافات الأولية ثم عاد إليها وبدأ يسعفها ليوقف الڼزف ......
كانت تبكي بصمت حتى اعترضت وقالت
لو سمحت ارجع لشغلك وانا هشوف ايدي 
تعجب منها وقال بغيظ
انا ما عملتش حاجة تزعلك على فكرة لكن لو زعلتي إني زعقت لما شيلتي الازاز تبقي بصراحة غبية المفروض تعرفي إني ....
قاطعته بحدة وهي تبكي بطفولية كادت أن تجعله يبتسم
ما تقوليش يا غبية تاني ومالكش دعوة بيا خااااالص وانا مش هشتغل كمان في مكتبك هروح لانسة ريهام اشتغل معاها ومش عايزة افضل هنا ...
قطب حاجبيه باستياء وقال بضيق ونظرته مليئة باللوم
والله طب روحي كدا حاولي بس وهتشوفي هعمل ايه
تملكها الغيظ وهتفت
والله لروح هو انت فاكرني هخاف منك ومش معنى إنك خاېف عليا تزعقلي وتشتمني انا مش خدامة عندك 
نهضت وحملت اللاب بيدها السليمة وتوجهت إلى الباب 
نهض مسرعا ووقف أمامها بوجه غاضب وقال بعصبية قد تملكت منه
نفسي تبطلي العند ده شوية انا عملت ايه يخليكي كدا !! حتى لو زعقت فده عشان اذيتي نفسك بمنتهى الغباء
اتسعت عينيها أكثر وقالت بصوت عال
تاني بتزعق وبتغلط تاني !! طب والله منا قعدالك هنا 
رغم ضيقه منها وغضبه ولكن لم يتمالك نفسه وضحك عاليا ثم قال
هتطلبي الطلاق امتى
اغتاظت أكثر من مرحه وفتحت باب المكتب وكادت أن تخرج حتى اغلق الباب بقوة وقد اختفت أي تعابير للمرح من وجهه ثم قال بجدية وحاول أن يكون هادئ
ادخلي واقعدي مكانك بهدوء عشان ما اتنرفزش بجد انا لحد دلوقتي هادي ولو تفتكري إني مديرك مش العكس يعني انا اللي اقول تشتغلي فين ومع معين مش بمزاجك يا استاذة
نظرت له بتحدي وقالت
وانت لو ما سبتنيش بمزاجي همشي ومش هتشوف وشي تاني هنا ولا حتى في أي مكان تاني ولو عايز تتأكد جرب وهتشوف وانا اد كلامي
ران الصمت بينهم للحظات وعكست عيناه عتاب وڠضب سكن مقلتيه پعنف حتى قال
عايزة تروحي تشتغلي مع ريهام فوق ..روحي 
بس بجد لأول مرة ابقى مضايق منك كدا ومش لاقي سبب لعصبيتك دي كل فترة ولا عارف في ايه !! وكمان ما بقتش عايز أعرف 
روحي انا مش همنعك طالما اهتمامي وخۏفي بيضايق كدا مش هفرضه عليكي وعايز اقولك حاجة آخيرة 
اللي هتبقى معايا وتفضل جانبي هيبقى بمزاجها وارادتها مش ڠصب عنها ولا هسمح لنفسي اعمل كدا ابدا ...اتمنالك التوفيق
بلعت ريقها پألم ونظرت له بأسف فهي تعرف إن عصبيتها كانت لسبب آخر غير عصبيته عليها حاولت أن تقول شيء ولكنه لم يترك لها فرصة فتح باب المكتب وأشار لها بالخروج وكأنه فتح باب الألم من جديد ترددت قليلا ثم خرجت وتركت لدموعها العنان حتى وصلت لمكتب ريهام وحاولت أن تبدو متماسكة كي لا يظهر عليها شيء
بعد حديث قليل مع ريهام اكد هشام عليها
انا قولت لعمر إني جيت امبارح بس ما قولتلوش إنها زعقتلي فخلي بالك مالوش لزوم يعرف موضوع الزعيق ده 
اجابت ريهام وقد ظهر هالات سوداء حول عينيها تظهر اضطراب نومها وحالتها النفسية
خلاص يا هشام فهمت ثم تابعت بسخرية والم 
وما تقلقش مش هيأذيها مهما عملت 
ضيق هشام عينيه وقال
اه اخدت بالي وانا هشوف الموضوع ده من أول بكرا زي ما قولتلك 
لم تجيبه ريهام فهي أخفت عنه بأنها تعلم امره ورأت الحاډثة بأكملها واكتفت بالصمت فهي منذ الامس وهي صامته هكذا حتى استمرت طيلة الليل بلا نوم تبكي فقط
لم تنتبه ليالي لآخر الحديث فقد كان الباب مغلق ولم تظن أن هشام بالداخل وإلا كانت هربت من هنا فهي تخاف منه ومن نظراته المخيفة لها

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات