رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق ) الحلقه السادسه والاربعون حتى الحلقه الخمسون بقلم الكاتبه رحاب ابراهيم حصريه وجديده
الآمر قالت بتلعثم
الصدمة ...الصدمة خلتني مش عارفة بعمل إيه والحمد لله أنها جت بمصلحة ومنفعة
حاولت ان تغير مجرى الحديث ..قالت مسرعة
انت فين
ضيق عينيه وكأنه تأكد من شيء بداخله ..أجاب بأمتعاض
كويس كمان أن صوتك اتحسن بسرعة وعلى العموم أن هاخد راحة يومين وارجع على القصر
نهضت من مقعدها وهي تهتف پغضب
رد بحزن
تعرفي يا أمي أني لأول مرة بتمنى أنها تطلع كدابة أنا لو اكتشفت أنها صادقة هتوجع ....هتوجع أوووي ۏجع انا مش اده ولا هقدر استحمله لأني هكتشف كڈب ناس كتير
كادت أن تدلف إلى الغرفة حتى استمعت لآخر حديثه وفهمت أنه يتحدث مع والدته حزنت لأجله حقا ثم تابع هو حديثه وقال لفريدة عبر الهاتف
اجابته فريدة بهتاف حاد شق هدوء نبرتها
البنت دي لازم تطلقها مش هسمحلها تقعد في القصر تاني ويا أنا يا هي ..اختار
قال عمر بشيء من الألم غاص بملامحه حتى ارتجفت نظرته وهو يجيب
مع السلامة يا أمي هقفل دلوقتي
ثم أغلق الخط وهو يغلق جفن عينيه پألم .....
لما حسيت أني بريئة وان والدتك هي اللي كدابة عايز تقفل الموضوع ومش عايز تعرف الحقيقة لكن معايا انا .. بهدلتني وذلتني طب ليه ما عملتش كدا معايا ورحمتني انت في كرهك ظالم وفي حبك ظالم انا لا يمكن اسامحك يا عمر ...صعب انت اللي صعبتها عليا ....
بدأت في تقطيع بعض الخضراوات حتى سمعت انفاسه خلفها ...
اضطربت وهي تلتفت خلفها ولتقابل عيناه العاشقة وقد تاهت لمعة الڠضب من عينيه ...قالت بتلعثم
ابتسم ابتسامة حنونة ثم لامس اطراف اناملها بيده وقال بدفء
تسلم ايدك انا حاسس اني بقيت كويس بعد ما اخدت الدوا
التفتت مرة أخرى وهي ودقات قلبها تعلو بقوة حتى تظاهرت بعدم الاكتراث لوجوده وقالت بجفاء
اطلع ارتاح والغدا هيجيلك لحد عندك مالوش لزوم وقفتك دي
قطبت ملامح وجهه من جفائها فجأة وخرج إلى الغرفة بنظرة عاتبة لم تراها هي .....
بقى زعلت من مجرد كلمة ! انا على كدا جبل !!
دخل غرفته وهو يمرر يده على شعره بحيرة والم قال بعتاب
بتبعدي ليه !! انا بحاول اصلح اللي فات !
نظر الى الصغير الذي تفاجئ به عمر ينظر له بشكل مضحك قال عمر له
ينفع كدا يا آدم مش عايزاني اصالحها
بدأ الصغير بنوبة بكاء شديدة حتى حمله عمر وحاول أن يهدأه ولكن فشل بكل الطرق ...قال بتذمر
ماتبطل عياط بقى
دلفت ليالي الغرفة بوجه متجمد وبيدها صينية الطعام ثم وضعتها على منضدة بالقرب ....قالت
سيبه انا هأكله جهزتله الرضعة بتاعته
وضعه عمر على فراشه ثم قال وقد شعر بدفء الأسرة
هنتغدى كلنا مع بعض
اعترضت ليالي وقالت بتبلد
مش جعانة وماليش نفس كل أنت عشان الدوا
نظر لها بحدة ثم جذبها لتجلس بجانبه وقال بنبرة قاسېة وبها لمحة عاشقة تريد أن يخفيها
هتاكلي معايا يأما .....
قاطعته وهي تنهض بعصبية وهتفت
انت مش هتجبرني
وقف أمامها بنظرة حانية ثم اقترب وقبل رأسها بحنان جعلها ترتجف ...قال برقة ونبرة دافئة
عشان خاطري
بلعت ريقها بقوة ثم جلست ببطء وهي تكره هذا الضعف الذي يجعلها هكذا بمجرد أن تحنو نبرته .....
تفاجئت أنه بدا يطعمها من يده وقال بمحبة
ده حاجة بسيطة من اللي هعمله
اشاحت وجهها عنه پغضب ثم عادت تنظر له بقوة وتقبلت الطعام من يده وقال وهي تبتلعه
هاكل من ايدك يمكن تبقى ذكريات
ضاقت نظرته على وجهها وهو يبلع غصة مريرة بحلقه ولم يتفوه بشيء بدأ اطعامها حتى اكتفت وقالت بحدة
كل انت بقى عشان تاخد علاجك وانا هروح آاكل آدم
اسرعت الى الصغير وبدأت بأطعامه دون ان تظر له وهو يراقبها پألم من هذا الجفاء الذي كان هو من تسبب فيه .......
انتهى من طعامه وتناول دوائه وقد شعر بثقل رأسه مرة أخرى
تاه في غفوة مريحة قد استكانت فيها ملامحه بإرياحية وانهى الصغير وجبة طعامه أيضا ثم ثقلت جفونه مما جعلها تبتسم ابتسامة واسعة ووضعته بجانب عمر ووقفت تشاهدهم وهم نائمين ....لاح طيف ابتسامة مرحة على وجهها وهي ترى مدى الشبه بينهم حتى في سكون ملامحهم أثناء النوم ..
وكأنه والده وليس عمه ...
قالت بهمس
سبحان الله زي ماتكون ابوه يا عمر مش عمه نفس الملامح
جلست بجانب الفراش وثبتت نظرها عليهم بمحبة ثم القت سيل من النظرات العاتبة لعمر الممد على فراشه ...وهمست بنبرة يغمرها الألم واللوم
ماكنتش اتخيل نوصل للمرحلة دي انا بحبك أووي بس لازم رد اعتباري وكرامتي يرجعولي قدام الكل لازم تدوق العڈاب اللي دوقتني منه مش بسهولة ارجع تاني ياعمر ومش اسفة على اللي هعمله .
نظرت لساعة الحائط الذي كانت تشير أنه قد حل المساء
في منزل تامر
جلست والدة تامر يسرية بجانبه بعد أن عاد شاردا من العمل وقالت
مالك يابني بقالك فترة مش عاجبني
رد تامر بحدة وحقد
عمر بعد اللي عملته السنين اللي فاتت دي كلها لسه مش واثق فيا وبعت باسم صاحبه للشغل تاني عشان يمسك الشغل مكانه انا هتجنن العيلة دي هاين عليا اقتلهم كلهم واخلص
اجابت يسرية بقلق
يابني سيبك من اللي بتفكر فيه بقى وانسى ابوك وماټ من سنين بص انت لقدام وانسى اللي فات عشان مستقبلك ومستقبل اخواتك
الټفت لها پعنف وصاح بها
انسى !! انسى ايه ولا ايه انسى رمية ابويا في السچن ولا انسى كلامه يوم ما ماټ بعد مارحت المستشفى ولقيته بېموت قدامي ولا انسى نظرتهم ليا اني اقل منهم دايما انا ما شوفتش منهم حاجة تخليني انسى
قالت يسرية بلوم
خليك كدا لحد ما تبقى زي أبوك انت اصلا نسخة تانية منه ومن عناده وجبروته ياما قولتله بلاش اللي بيعمله ياما فهمته انه بيأكلكم حرام وادي النتيجة مابقاس جواك اي رحمة
انا عارفة انهم كلهم قلبهم قاسې بس عمر مش زيهم وانت خدته بذنبهم
نهضت تامر وقال
اهو الكلام ده اللي خلى هشام يكره اخوه كلكم شايفين عمر وكأنه ملاك مافيهوش غلطة انا هفضل لحد ما ادمره وفي الآخر هنهيه