رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق ) الحلقه 56 حتى الحلقه60 بقلم الكاتبه رحاب ابراهيم
لأ طالما في صالح الشغل والبنت ابوها كان بيشتغل هنا قبل ما يتوفى وكمان اخوها هنا ووافقت انها تشتغل بشكل مؤقت ...
تفاجئ عمر بجملة تامر الآخيرة
_ وافقت !!! ليه هي كانت رافضة !
شعر تامر بنفاذ الصبر وقال
_ شهاداتها عالية يمكن اعلى من رائد سكرتيرك وراضية تشتغل مؤقت اظن دي فرصة كويسة وحد آمين هتتعامل معاه احسن ما اعلن عن وظيفة واخد وقت لحد ما الاقي حد يرضى يشتغل مؤقتا ولو بعت لفروع تانية محدش هيرضي يجي للفرع الرئيسي كلهم بيخافوا منك وهيطلعوا مليون حجة
_ اعمل اللي انت عايزه بس لو لقيتها زي اللي كانوا بيجوا هرفدها فورا انا مش ناقص حورات
نفى تامر وهو ينظر له بغيظ من غروره وقال
_ ماتخافش هي ملتزمة جدا ومنقبة كمان يعني اعتقد مالهاش في الحورات
شرد فكر عمر قليلا في ذات العينين الباكيتين الذي رأها منذ أيام خلت حتى صاح تامر لشروده وقال
اجاب عمر وهو يتفحص اوراقه وقال
_ ماروحتش خلاص خليها تيجي بس لو طلعت زي اللي قبلها هحاسبك انت
لوى تامر شفتيه بغيظ وڠضب ثم قال
_ اوك
ذهب من المكتب واغلق الباب خلفه حتى ترك عمر الاوراق وفكره شرد مرة أخرى ولم يعرف تلك الموجة القوية التي تريد أن تكون هي نفس المرأة التي رأها من قبل ...
أخذت ليالي فهد إلى الروضة التي اشتركت فيها منذ يومان ثم ذهبت للعمل ......قبل الوصول بقليل خرجت من السيارة وقالت للسائق أن ينتظرها في تمام الساعة السادسة مساء من هذا اليوم وفي نفس المكان الذي يقف به الآن .....
وسارت بخطوات متوترة إلى مبنى الشركة وكل خطوة تهدم حصون القوة التي شيدتها في السنوات الماضية ....
دلفت إلى المبنى وتوجهت لغرفة الموظف الذي كان بإنتظارها مع مازن صاح مازن بمرح وقال
_ روحتلك البيت يا ليندا مالقتش حد
قالت بصوت خافض
_ معلش كنت بودي ابني الحضانة وجيت على هنا على طول عشان ما اتأخرش
_ الحاجة الوحيدة اللي بطلب منك تتفهميها أني مش هسجلك في التأمينات ولا سجلات الشركة عشان ده مؤقت فبعتذر ليكي
رمقته ليالي وقد فهمت ما يرمي إليه وسايرت الآمر بعفوية ظاهرة وقالت
_ اه طبعا مالوش داعي دي كلها أيام وهمشي
قال الموظف لمازن
_ وصل اختك يا مازن لمكتب عمر بيه
وقفت أمام مكتب السكرتارية ولم تنتبه لرائد وهو يأخذ بعض الأوراق حتى يهبط لعمله بالأسفل .....وذهب بمجرد وصولها
تركها مازن أيضا وذهب إلى عمله ووقفت تنظر للمكان الذي تبدل بعض الشيء فغرفة السكرتارية هذه كانت فارغة ولم تكن غرفة من الاساس ...
اقتربت من المكتب وجلست على المقعد بعد أن وضعت حقيبتها على المكتب وسارت قشعريرة قلقة بأوصالها من اللقاء المنتظر والمحتوم ....
أزعجها رنين الهاتف الخاص بالمكتب رفعت السماعة لتتفاجئ بصوته الذي جعلها الډماء تهرب من وجهها حتى شحب ..قال بعجالة
_ هاتلي الاوراق الخاصة بمشروع مدحت متولي يا رائد
اغلق الهاتف بعد هذه الجملة ولم ينتظر حتى يجيب احد .....
نظرت للملف الذي تركه رائد وكأنه توقع سؤال عمر أخذت الملف واجندة المواعيد الملقاة جانبا ثم توجهت إلى المكتب ....
تنفست بعمق عدة مرات ثم دعمت نفسها ببعض الكلمات وهي تغلق عيناها وداخل عقلها صراع عڼيف من الڠضب ولم تنتبه له وهو يقف أمامها باستغراب بعد أن فتح الباب غاضبا من الانتظار لم تفتح عيونها بل قربت يدها استعداد لتدق على الباب لتلمس اناملها وجهه وشعرت بشيء غريب أسفل اناملها وهي تفتح عيناها على اتساعهم من الصدمة ويداها على وجهه وكأن اناملها اكتشفت طريقها لساكن القلب العنيد .....
تجمدت بلا حراك واناملها الخائڼة تربت بلطف على وجهه الذي اشتد غضبه وشيء غريب بعيناه رفض أن يبعد هذه المجهولة ويلقيها بعيدا عنه وقعت الاوراق واجندة المواعيد من يدها بعد أن انتفضت وهي تبعد يدها عن وجهه .......
انحنت لتأخذ الأوراق وهتف هو پغضب وقد ادرك انها السكرتيرة الجدية وقال
_ حضرتك جاية تشتغلي ولا جاية رحلة
حاولت التقاط انفاسها وهي تهرب من عيناه وتجمع أوراقها ..قالت مسرعة وذهب عن فكرها التنكر بسبب هذه الصدمة
_ انا آسفة
ضيق عينيه بقوة ودق قلبه بعد التبلد ولا إراديا انحنى و أخذ في مساعدتها بجمع الورق وقال ببطء
_ إيه
وبخت نفسها لهذا الغباء وكادت أن تبكي وكأن طفلة الآمس قد عادت وعاد معها ضعفها أمام ساكن القلب .....
قالت وهي تنهض بصوت ابح قد تدربت عليه
_ آسفة كنت لسه هخبط على الباب
رفع رأسه لها واستقام في وقفته ثم زم شفتيه بضيق ولم يجيب بل دخل مكتبه سريعاوهو يزفر من الڠضب لشيء هو نفسه لا يعلم ماهيته ...
عادت لها بعض القوة والشجاعة ودلفت خلفه المكتب ووضعت الاوراق امامه وقالت
_ حضرتك عايز حاجة تاني
رمقها بنظرة غاضبة سريعة ولا يعلم لماذا تملكه الڠضب منها لهذه الدرجة ....قال بعصبية ظاهرة
_ لأ
خرجت من المكتب وهي تتنفس الصعداء وحمدت ربها أنها تشبثت بفتات قوتها أمامه ......
ثم نظرت ليدها التي لامست وجهه بالخطأ وطافت الابتسامة على وجهها وهي تضم اناملها وتقربها لقلبها وكأنها مراهقة وقعت منذ النظرة الأولى في الحب ....
بدأت العمل وتذكرت كم الضعف التي كانت محاطه به في الماضي عندما بدأت العمل وهي لا تفقه شيء حولها ولا التعامل مع التكنولوجيا واجهزتها .....
عادت لها ثقتها بنفسها وهي تتعامل بكل سهولة وبمهنية عالية مع كافة أمور المكتب .....
ترك الأوراق ووقف أمام النافذة يتنهد بحزن وقال
_ انا بقيت بتخيل حاجات كتير اليومين صوتها ...تقريبا هو
ولما اتكلمت تاني اتغير البنت دي زي البنت اللي شوفتها في المول
بس ممكن تكون واحدة غيرها .... مش عارف بس مش حابب اللي حاسس بيه مش لازم تفضل هنا كتير ....لأن انا كدا مش هعرف اشتغل ...
اتى باسم والقى نظرة عليها من بعيد وابتسم عندما رأها تتعامل معه برسمية رغم أن المكان خالي من دونهما ثم دلف لمكتب عمر وقال وكأنه تفاجئ بوجودها
_ انت جبت سكرتيرة جديدة
عاد إلى مقعده وقال بشرود
_ لأ هي اشتغلت بدل السكرتير بتاعي لأنه راح الحسابات ومش عايز اتكلم في الموضوع ده اكتر من كدا لو عايز تعرف خلي تامر يشرحلك هو اللي قالي عليها
وضع باسم يده في جيوب بنطاله بنظرة ماكرة وساخرة وقال
_ تمام هبقى اسأل تامر هو يعرف كل حاجة
تابع بنظرة متسلية بخبث
_ وانت مضايق كدا ليه
القى عمر الاوراق من يده بعصبية وهتف
_ مش عارف اركز في حاجة ارتحت !!
اخفى باسم ابتسامة