رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق ) الحلقه الحاديه والستون حتى الحلقه الخامسه والستون بقلم الكاتبه رحاب ابراهيم حصريه وجديده
....
سقط قلبه رغم معرفته أنها ماهرة في السباحة ولكن شعر بالذعر عندما رأها تسقط بغفلة في المياه...
ركض الى المسبح ونزل للمياه بسرعة حتى جذبها من الاعماق إلى الأعلى ....سقطت المياه من وجهها وفمها
وتنفست بشكل سريع حتى أسندها على حافة المسبح موبخا -
هو مش انتي بتعرفي تعومي !!
وضعت رأسها على كتفه متظاهرة بالاعياء وقالت وهي تلهث بانفاس سريعة -
نظر لوجهها بقلق ولانت ملامحه -
ولسه دايخة
ابتعدت قليلا وهزت رأسها بقوة كشفتها وقالت مسرعة -
اه لسه
ضيق عينيه بمكر وهو يصعد من المياه ثم أخرجها وحملها إلى غرفتهم ....
ابتسمت وهي تنظر له وكادت أن تضحك على نجاح خطتها ولم تدرك أنه كشف كذبها ....
دخل غرفته ووضعها على الفراش ثم قال وهو ينظر لها بحدة -
وضعت يدها على وجهها وصاحت مټألمة حتى قال بغيظ -
هو راسك اللي دايخ ولا وشك
نظرت ليداها وحقا أرادت أن تبكي لغبائها ثم تحركت يداها إلى رأسها سريعا وقالت بتذمر وبكاء مصطنع -
انا دااايخة وحاسة أني هقع من طووولي
رفع حاجبيه واجابها بحدة -
هتقعي وانتي قاعدة !!!
اتسعت عيناها وهي ترى مجلسها على الفراش ورفعت نظرها اليه بإحراج ثم تابعت بكائها المصطنع دون أن تتحدث أكثر من ذلك ويسخر منها....
حول مائدة العشاء ...
ارتدت فستان قد اشترته من الخارج وقررت الاحتفاظ به فقط لأنه اعجبها كثيرا ولكن لا يناسب حجابها ولكن الآن ارتدته بأطمئنان لأن جميع الخدم بالفيلا من النساء بإستثناء الحرس وهم بالبوابة الخارجية وعلى بعد مترات من هنا ...
اظن بقى هيشوفني قمر كدا هيصالحني على طول وانا هسامحه على طول لأ هتقل شوية
بس مش كتير
وافق لون ردائها الأحمر مع لون رباط شعرها المنسدل حول رقبتها الخمرية وذلك بختام رقيق لاحمر الشفاه...
هبطت على الدرج بنظرة واثقة وتوجهت لغرفة السفرة ورأته يشربه عصير الفواكه المعتاد الذي يتناوله قبل الوجبات ...
بلع ريقه بغيظ وهي تجلس بجانبه بخطواتها الذي تؤكد انها تبذل ما في وسعها حتى تستفزه وتغيظه ...
زم شفتيه بغيظ وقال بخفوت -
اثبت يا عمر وما تروحش تصالحها اثبت اثبت ايه القمر ده يخربيتك
رأته مرتبك هكذا فأبتسمت في مكر وقالت متساءلة وكأنها لا تدرك شيء -
انكمشت ملامحه بحدة وقال -
لأ اتعشي واطلعي نامي الولاد اتعشوا قبل ما يناموا
تحاشى النظر لها طول مدة العشاء وكانت ترمقه بضحكة تكبتها حتى اتت كريمة بالقهوة ووضعت على المنضدة ...
نهضت ليالي وهي تدندن لحن وتعمدت علو صوتها -
امشي في السكة اشوف نفسي كدا حلوة وروحي عجباني واتمنى اقابله ولو صدفة ويشوف تسرحتي وفستاني
زفر بضيق وهو ينهض ثم قال -
دمك خفيف أوي
وتركها وذهبت لمكتبه .....وضعت يدها على فمها تكتم ضحكتها التي كادت أن ترتفع ..وقالت وهي تأخذ فنجان قهوته وتذهب خلفه للمكتب -
انا غلطانة صحيح بس انت اللي هتصالحني بردو
الحلقة ٦....ليالي(الوجه الآخر للعاشق) عرفت انزله
تركها وذهب لمكتبه .....وضعت يدها على فمها تكتم ضحكتها التي كادت أن ترتفع ..وقالت وهي تأخذ فنجان قهوته وتذهب خلفه للمكتب -
انا غلطانة صحيح بس انت اللي هتصالحني بردو
سكون الليل يمر بين شلال شعرها الاسود وهي تتجه نحو المكتب بصوت كعب حذائها الذي لايمثل شيء أمام صوت دقات قلبه وسرعتها الشديدة من الخفقان والعشق...
مالت جفون عينيه المرتبكة من شدة توقه لها على أوراقه ولكن الكبرياء يمنعه ..فيبدو أنها اقتنعت بحديثه وشعرت بالندم لذلك .."هكذا كان ظنه بسبب تصرفاتها " حتى لمح حركة مقبض الباب وهي تلتف ثم فتح الباب وظهرت هي بيدها فنجان قهوة نظراتها المتطلعة والمتعمقة في عيناه كادت أن تجعله يركض إليها ويضمها بقوة ولكن كم سيكون المتبقي من عزة نفسه وكبريائه كرجل قد طعن في التزامه وإخلاصه .......
مقاومته كانت زئبقية احيانا مرتفعة ثم تهبط كالمغشي عليها من ضعف قلبه أمام تلك الفتاة التي استطاعت أن تأخذ قلبه بلا راجعة .....
اقتربت منه بخطوات بطيئة ولم تدرك أنها هكذا بدت مغرية بشكل چنوني يكاد يفتك بعقله وقلبه العاشق ..
وضعت الفنجان بلطف أمامه ثم قالت بنبرة قصدت أنها تظهر بها انوثتها -
نسيت فنجان القهوة ..يا عمر
تنحنح قليلا ثم قال وهو يمد يده ليأخذ الفنجان متظاهرا بذلك بالصلابة وعدم الاكتراث والأمر بداخله مختلف تماما -
متشكر جدا
ارتشف قليلا من الفنجان ثم وضعه وقد عاد إلى أوراقه أو هكذا تظاهر زمت شفتيها بغيظ وتحركت من جانبه لتخرج حتى سبقها وأغلق باب المكتب بحدة قبل أن تختفي من أمامه....الټفت لها بنظرة ماكرة جعلتها تبتسم قليلا وقد شعرت بالانتصار ...رفع يداه إلى وجهها حتى اغلقت جفونها تبعا لذلك وظنها انها ستمر بلحظات رومانسية تيقظ الحنين بداخله وتجعله يغفر لها ما حدث انتبهت لحدة صوته فجأة وهو يشير بانامله إلى دبوس شعر كان يزين شعرها منذ قليل ....قال بخبث -
كان هيقع من شعرك خلي بالك مرة تانية احسن يعور حد ....
ذهب من أمامها وقد نالت الابتسامة من وجهه نيل المنتصر وجعلتها هي كمن أصبح رقبته تحت حد السيف الراكض من غمده متوجها لطريقه لتحرير انفاس مشاعرها المتلهفة لكلماته العذبة التي تأثرها وتجعلها ترفع الراية البيضاء بوجه مبتسم وسعيد ....
تجمدت في مكانها وأصبح وجهها أكثر احمرارا من لون ردائها القصير ورمقته بنظرات عاتبة تهمس لقلبه بلوم ...
خرجت من المكتب وبالكاد حركت قدميها التي تجمدت من الخذلان ثم صفقت الباب خلفها ...
ورغم أن لمعت الانتصار تمايلت بمقلتيه ببسمة خفيفة إلا أن تعابير وجهه تفصح عما يثور بقلبه من عاطفة جياشة ستجعله يغفر لها أي شيء .....
دلفت لغرفتها بعبرات باكية في عيناها حتى أغلقت الباب بعصبية ....نظرت للمرآة لترى وجهه الذي شحب من الألم ومرت نظرتها على ردائها التي كرهته الآن ...
جلست على مقعد بالجوار أمام المرآة وأخذت تبكي ..حتى قالت -
يعني المفروض لما أشوفه في الوضع ده أعمل إيه !! اطبطب عليه وأقوله أشرحلي حصل إيه !! حتى لو غلطت فبردو أنا ليا عذري .....أنا حاولت اصالحه من غير ما أقوله أني عرفت الحقيقة عشان ما يسألنيش بس هو اللى بقى زعلان دلوقتي !!
ازالت دموعها بأناملها بقوة وشعرت فجأة بالبرد حتى تحركت بإتجاه الفراش ودثرت نفسها جيدا به و أجهشت في البكاء مرة أخرى ....استمر هذا لوقت كبير حتى سرقتها غفوة عميقة مصحوبة بآلام صداع قد زار مرقد فكرها .....
طاف القلق بفكره حتى نظر لساعة الحائط وتفاجئ أن الساعة قاربت على الثالثة فجرا .....نفس الورقة الذي كان يتظاهر بقرائتها أمامه لم تتغير ..بل الذي تغير للنقيض شدة مقاومته من كثرة التفكير والقلق والشوق إليها فبعد كل هذه السنوات لابد أن لا يجد الفراق سبيل لحياتهم مرة أخرى ...تبا لهذا