الإثنين 06 يناير 2025

رواية الجريئه والۏحش الفصل الخامس عشر بقلم الكاتبه اميره عمار حصريه وجديده

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

رواية الجريئه والۏحش الفصل الخامس عشر بقلم الكاتبه اميره عمار حصريه وجديده 
وحبيب أخفوه مني نهارا
فتخفى وزارني في اكتئام
زارني في الظلام يطلب سترا
فافتضحنا بنوره في الظلام
المتنبي
بعد مرور أسبوع من تلك الأحداث
تقف في شرفة غرفتها تتطلع إلى المارة ظاهرا ولكن باطنا فهي بعالم أخر
لم تتعجب مما يحدث معها فهي معتادة على الخيباتدائما تكون السعادة على إختلاف معها

والوحدة عنوان لها....
يظن أنه يعاقبها على شئ لم تقترفه ببعاده عنها تحت حجة أنه مشغول بعمله الذي لم تعلم عنه شئ سوى منذ أيام قليلة عندما تسألت بضجر عن مكان ذهابه كل يوم وعدم إتيانه سوى في المساءولكنه نسي شيئا هام
وهو أن تلك الوحدة كانت رفيقتها لسنوات طويلة فلم تقصر بها الآن
تقف طوال فترة غيابه بتلك الشرفة التى أصبحت صديقة لها تتساقط عليها عبراتها في كثير من الأحيان....باتت لم تجد نفسها سوى أمام تلك النافذة التي أسمتها مؤخرا نافذة روحها
سمعت رنين هاتفها الذي دوى صوته بالغرفة
فإبتعدت عن الشرفة متجهة إليه...نظرت إلى شاشته وجدتها "رانيا"
ضغطت على زر الإستجابة ومن ثم وضعته على أذنها اليمنى
أردفت بصوت هادئ
-إزيك يا رانيا
-الحمدلله يا غومي..إنت عاملة إيه
-بخير الحمدلله
-يا رب دايما يا حبيبتي
ثم إسترسلت حديثها وهي تقول بمزاح
-مكنتش عاوزة أرن عليكي عشان مكنش عزول بينكم في شهر العسل بس حسيت إنك وحشتيني قولت والله لأرن وزي ما تيجي تيجي
إبتسمت نغم إبتسامة صغيرة لم تظهر على
شفتيها ومن ثم قالت بحسرة
-شهر عسل إيه يا رانيا... أنا بتمنى أرجع مصر
تاني في أقرب وقت
إستغربت رانيا من حديثها ونبرة صوتها فقالت بتساؤل مترقب
-ليه تركيا معجبتكيش
-مشوفتهاش أصلا يا رانيا أنا مبخرجش من الشقة اللي قاعدين فيها
-أنا مش فاهمه حاجة...مال صوتك يا نغم
لم تقدر نغم أن تخبي عليها ما حدث فهي كانت بأشد الحاجة لأن تجد من يسمعها ويقول لها ماذا تفعل في تلك المعضلة...
حكت لها ما حدث كله منذ إستيقاظهم ثاني يوم زفافهم وأيضا ما حدث هنا بتركيا منذ أسبوع ولم تقدر على الثبات وتمالك نفسها فكانت دموعها تتساقط لا إراديا مع سردها لما حدث....علت شهقاتها في نهاية حديثها بشدة
تصعب عليها نفسها التي كانت تشكر ربها على تلك النعمة التى رزقها بها... وأنها وأخيرا سترى السعادة بمختلف أنواعها ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفنحدث ما لم تكن تتوقعه يوما
وآلت الأمور إلى منطقة لم تتخيلها
جعدت رانيا حاجبيها بإستغراب شديد من حديث فارس لنغم...فكيف لا يريد أن ينجب أطفال وهو بالأساس لديه طفل!!!
دق قلبها پخوف عندما داهمها ذلك الشك
بأنه من الممكن أن يكون متخذها للمتعة ومن بعدها يرميها دون أي حقوق!!
شعرت بذنب كبير يراودها فإن كان سيفعل فارس شئ سئ بنغم فستكون هي مشاركة به بصمتها عن كذبته تلك
ولكن كيففزين أكد عليها أنه يعشقها وبشدة وفارس أيضا أخبرها بكم يحبها
وهي سمعت من صاحبة الشأن بنفسها كم هي ولهانة بفارس وكم هو محب لها
فاقت من شرودها على صوت بكائها الذي على أكثر من الطبيعي...فأردفت بتوتر وتوهان
-نغم حبيبتي هدي نفسك مفيش أي حاجة مستهلة اللي إنت بتعمليه ده
ثم إسترسلت حديثها قائلة بحديث لم يدخل رأسها من الأساس
-يمكن سوء تفاهم...وزي ما إنت بتقولي يكون عنده عقدة من الخلفة
-أنا مصډومة من قسوته عليا يا رانياإزاي يجيله قلب يعمل فيا كده ويسبني حزينة بالشكل ده وانا لسة مكملتش ١ أيام مراته
خرجت تلك الكلمات من بين شفتيها بحزن وبكاء شديدان
-حاولي إنت تكلمية تاني يا نغم وتحاولي تفهمي هو زعلان من إيه بالظبط يمكن سبب زعله أكبر من سبب زعلك
-أنا مش هبادر بحاجة تاني يا رانيا...أنا تعبت والله العظيم تعبت كل يوم أقول قلبه هيحن عليا وهيصالحني بس مبيحصلش
ثم إستكملت حديثها پقهرة ودموعها تهبط على وجنتيها
-مش مزعلني قد إني قاعدة مستنية كلمة واحدة منه بس يصالحني بيها يا رانيا
-هيصالحك والله أنا متأكدة هو بس هتلاقيه مشغول في الشغل...إنت بس أهم حاجة تهدي نفسك وتفرحي بشهر عسلك اللي مش هيتعوض ده
-شكرا يا رانيا إنك سمعتيني كنت محتاجة أتكلم مع حد فعلا
أردفت رانيا بعتاب شديد
-إحنا مفيش بينا شكر يا نغم عيب الكلام ده...ووقت ما تحتاجي تتكلمي ترني عليا في أي وقت وهتلاقيني معاكي وأنا إن شاء الله هرن عليكي بكرة وهستنى منك تفرحيني وتقوليلي إنكم إتصالحتوا
ابتسمت نغم إبتسامة هادئة وحمدت الله بداخلها أنه رزقها بصديقة كرانيا تشتكي لها عن همومها وقت ما شائت...فهي كانت تتمنى منذ زمن أن يكون لديها صديقة بمثابة الأخت وها هو الله إستجاب لدعواتها
ردت عليها نغم قائلة بابتسامة
-إن شاء الله...يلا باي عشان ألحق أعمل الأكل
-ماشي يا غومي ربنا معاكي... باي
أغلقت نغم الهاتف عقب وصول جملة رانيا لها
وجاءت لتلتفت حتى تذهب إلى المطبخ
وجدت فارس يقف أمام باب الغرفة وعلى ما يبدو أنه يقف منذ فترة كبيرة وسمع مكالمتها بالكامل مع رانيا
تعالت دقات قلبها بشدة وهي تراه يقف أمامها بهدوئه المعتاد لا يفعل شئ سوى أنه ينظر إليها بعمق...رفعت أناملها تمسح أثار بعض الدموع التي كانت عالقة بعيناها حتى لا يرى ضعفها
وتقدمت نحو الباب حتى تتخطاه وتذهب إلى المطبخ
ولكن بمجرد مرورها بجواره أطبق كف يده
على معصمها بشدة ومازال بصره معلق للأمام
إنتفض جسدها بخضة بمجرد ملامسة كفه لمعصمها ونظرت إليه پغضب من تصرفه قائلة
-سيب إيدي يا فارس
لم يأخذ كلامها على محمل الجد ولم يبالي له من أساس...بل وجه نظره إليها بعدما سحبها من معصمها حتى تكون أمامه مباشرة ومن ثم خرج صوته طبيعي وكأنه يسرد عليها أخبار الطقس
-أول درس لازم تتعلميه معايا يا نغم إني راجل لا بحب حد يعرف عني حاجة ولا أعرف حاجة عن حد
ثم إستكمل حديثه وهو يضغط على معصمها بشدة أكثر قائلا بهدوء شديد يحمل بين طياته التحذير
-أول وأخر مرة أسرارنا تطلع برة يا نغم
وضعت كفها فوق خاصته التي يضغط بها على معصمها وقالت پألم
-سيب إيدي يا فارس بتوجعني
أبعد يده عن معصمها ببطئ ومن ثم أخفض عينه من عليها إلى معصمها حتى يرى إذا كان تضرر أم لا...وقعت عيناه على إحمراره للغاية
أغمض عينه پغضب من نفسه ومن غضبه الذي وقع معصمها المسكين كبش فداء له...من المفترض أنه بعدما سمع حديثها مع "رانيا"
كان أخذها بين أحضانه يتأسف لها عن جفائه معها طوال ذلك الأسبوع
ولكن عندما خرج من عاطفته ونظر للأمر من جهة أخرى وقعت عيناه على خطئها الفادح وهو إخراج ما يحدث معهم في بيته إلى صديقتها وهذا ما لم يقبل به أبدا لذلك أراد أن يحتد معها أولا حتى يخبرها أن ما قامت بيه غير مقبول نهائيا
أما هي فنزلت دموعها بضعف وهي تنظر له
تحاول إستكشاف أي شئ بملامح وجهه يجعلها تشعر أنه مازال يكن لها ذلك الحب
ولكن لم تراى أي شئ سوى الجمود
فقالت بصوت جاهدت أن يخرج له واضحا
-أنا تعبت
كانوا كلمتان نابعين من أعماق قلبها...عبرت بهم عن ما تشعر به طوال تلك الأسبوع
أرادت الآن أن تنهي تلك المعضلة فهى تشعر بالإنتهاكتحبه وتحترق من بعده وجفائه
يحتضنها ليلا وهم خالدين للنوم وعند الصباح لا يعرفها....تعبت حقا
خرج

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات