رواية الجريئه والۏحش الفصل الخامس عشر بقلم الكاتبه اميره عمار حصريه وجديده
صوته هادئا يحمل الكثير من العتاب
-إنت اللي وصلتينا لهنا يا نغم
ثم إسترسل حديثه عندما رأى صمتها على جملته المبهمة بالنسبة لها
-وقفتي قدامي وربطي كلامي بشرط معرفش عقلك الصغير ده وصلوا إزاي ده طبعا غير كلامك اللي قولتيه ومعرفش برضو دماغك وصلك للتفكير ده إزاي
أردفت بصوت مهزوز كجسدها الذي يرتجف من البكاء
-يعني اللي إنت قولته هو اللي سهل عليا يا فارس
نزلت دموعها مرة أخرى عند تذكرها الموقف وقالت له
-إنت مسبتش فرصة لأي أسلوب حوار بينا يا فارس ومبقتش تكلمني مع إن أنا اللي معايا الحق في إني أزعل
-حقك عليا بس إنت كمان كنتي مزعلاني..وبعدي عنك كان لحد ما أهدى لأني مبعرفش أتحكم في ڠضبي
أردفت پبكاء أكثر
-بس أنا مش عاوزة كده يا فارس...البعد دايما بيسبب جفا وأنا مش عاوزه ده بينا
أخذها بأحضانه وهو يمسح على خصلاتها بهدوء وإبتسامة صغيرة مرسومة على وجهه
ومن ثم قال بصوت رجولي خشن
إبتسمت هي الأخرى إبتسامة رقيقة قبل أن ترفع أناملها تمحي دموعها من على وجنتيها بهدوء...تشبثت بقميصه أكثر
أبعد يديه من على خصرها ومن ثم وضعهم أسفل ركبتيها
وقالت وهي تنظر إليه بإستغراب
-فارس نزلني هقع
أغلق باب الغرفة من خلفهم بقدمه اليمنى ومن ثم تقدم صوب الفراش قائلا بعبث وهو يغمز لها بعيناه اليسرى
نزلت سارة من غرفتها وهي ترتدي ثيابها البيتية متجهة نحو الأرجيحة الموجودة بحديقة القصر
جلست عليها بهدوء وبدأت بهزها هزات بسيطة بكامل جسدها...نظرت للسماء من فوقها وجدت النجوم تحوم حول بعضها والقمر ينير عتمة السماءتتمنى أن تصير بيوم من الأيام حرة وتحلق في السماء دون قيود ولا شروط
تعلم أنها ليست أفضل إنسانة على وجه الأرض
وأنها منذ عدة سنوات وهي أصبحت إنسانة لا تعرفها لم تعد سارة ذات القلب النقي الطاهر
المحبة للجميع....
أصبحت أخرى طامعة لا تفعل شئ سوى جني الأموال من فارس حتى تضمن حياتها إذا تخلى عنها في يومأصبحت كارهه للجميع ومنبوذة منهم
حتى ولدها الذي أتى من رحمها نال كرههاتعترف أن حظه سئ لأن أم مثلها أنجبته
حتى حبها لفارس فرضته على نفسها حتى تعيش حياة طبيعية ولكن دائما ما كان القدر مخالف لهالم تهنئ يوم بعيشتها...عاشت منكسة الرأس بينهموعند حدوث أي مشكلة يذكروها بماضيها الذي من دونه لكانت مېتة الآن
فما يصبرها على تلك الحياة القاسېة معها هى تلك الذكريات التي عاشتها بالماضي مع حبيب أيامها وعمرها الذي لم تعلم عنه أي شئ الآن
سوى تخليه عنها وتركه لها بالوقت الذي كانت تحتاجه فيه وبشدة
حتى الآن فارس هو الآخر على ما تظن أنه سيتخلى عنها فقلبها لم يرتاح لسفريته تلك ولا لهذه الفتاة التي كانت معه بالصورة
وأكثر ما أكد ظنونها عندما ذهبت إلى الشركة وسألت عن الفتاة وجدتها هي الأخري ليست موجودة
نظرت خلفها بخضة وهي تتمسك بذراع الأرجوحة عندما وجدتها تصعد بها إلى أعلى بقوة شديدة
وجدت زوجة عمها سارة واقفة خلفها عاقدة ذراعيها على صدرها وهي تنظر إليها بنظرات
لم تفسرها
نظرت للأمام مرة أخرى متجنباها حتى لا تشتبك معها فهى تعلم أنها لا تحبها وتريد دائما إفتعال المشاكل معها
جاءت سارة من الخلف بهدوء وجلست بجوارها على الأرجوحة وأخذت تهزها هزات متتالية ومن ثم نظرت إليها قليلا قبل أن تقول بهدوء
-تعرفي إني عمري ما حبيتك
نظرت سارة لها هي الأخري ولكن بإستغراب شديد من حديثها معها فأردفت بثبات برغم من اهتزازها من أثر جملتها من الداخل
-حبك مش هيزودني في حاجة ولا كرهك هيقل مني
ثم إسترسلت حديثها قائلة بإبتسامة ساخرة
-الإتنين واحد عندي
إبتسمت لها سارة هي الأخرى إبتسامة ساخرة وقالت مكملة حديثها السابق دون تعليق على حديثها
-بس نسيت أقولك إن ثقتك بنفسك بتعجبني أوي
-طب الحمدلله إن في حاجة فيا عجبتك يا حماتي
قالت سارة كلمتها الأخيرة وهي ترفع لها حاجبها الأيمن بعبث حتى تغضبها فهي تعلم أنها تكره تلك الكلمة بشدة
-أوقات بتصعبي عليا بس أوقات أكتر بشوف إن اللي بيحصل فيكي ده إنت تستاهليه وأكتر كمان
قالتها سارة متجاهلة كلمتها التي تعلم أنها أرادت إغضابها بها ومن ثم تسترسلت حديثها وهي تنظر للأمام
-بس أرجع وأقل إيه ذنب فارس إبني إنه يشيل معاكي غلطتك فارس عمره ما عمل حاجة وحشة في حد ولا أذى حد ليه تكوني إنت من نصيبه
-أديكي قولتي نصيبه...والنصيب محدش يقدر يهرب منه وفارس ما شلش معايا غلطتي لأني معملتش حاجة غلط ولا حرام...أنا حبيت وحبيت من كل قلبي والحب مش حرام ولا عيب
رفعت لها حاجبها وهي تقول بصوت عال قليلا
-هتفضلي طول حياتك تقولي أنا معملتش حاجة غلط ولا هتعترفي في يوم إن من غير فارس كانت سيرتك هتبقى على كل لسان
-عشان أنا معملتش حاجة غلطأنا حبيت ووثقت في اللي حبيته... أما فارس بالنسبالي مضحاش بحاجة جوازه مني مكنش تضحية ولا حاجة بالعكس ده يمكن انا اللي ضحيت لما إتجوزته لأن مفيش واحده في الدنيا كانت هتستحمله ولا هتستحمل طباعه
إقتربت منها سارة وقالت لها وهي تضغط على كل حرف تخرجه
-أنا إبني ألف واحدة تتمناه وإنت عارفه كده كويس يا مرات إبني
-إنت عاوزة إيه
هتفت سارة سؤالها بضيق شديد من مجالستها
-عاوزة إبني يشوف حياتوا بعيد عنك لأنكم مش شبه بعض
ثم قالت لها وهي تنظر لها بتحدي
-إبني يستاهل أكتر من كده
قامت سارة من على الأرجوحة پغضب شديد مما جعل الأرجوحة تهتز بقوة من أثر قيامها من عليها
أردفت بصوت مرهق من الحديث في ذلك الموضع الذي يفتح جراح قلبها وبشدة
-ربنا ما يحط لين في الموقف ده أبدا يا طنط
هي لسه صغيرة برضو زي ما أنا كنت صغيرة بالظبط
قامت سارة هي الأخرى پغضب شديد وقالت بصوت عال حاد
-إخرصي خالص أنا بنتي عمرها ما هتكون زيك
إبتسمت لها إبتسامة هادئة قائلة قبل أن تغادر
-أتمنى حظها يبقى أحسن من حظي
يجلس على المقاعد الحديدية القابعة أمام غرفة العملياتمتكأ بذراعيه على ركبتيه واضعا رأسه بين كفيه ناظرا لأسفل...يردد بداخله بعض الآيات القرآنية التي يحفظها
يدعو الله بداخله أن يرد أمه إليه سالمة
ندم على العمر الذي أضاعه بعيد عنها وعلى كل لحظة هاتفته باكية له وهي تقنعه بالرجوع وكان يدير ظهره لهاتمنى لو كان لم يسافر أبدا وجلس كل تلك السنوات الماضية تحت أقدامها
يخدمهايريد أن يضرب نفسه مئة جزمة على رأسه لبعده عنها...
ولكن بماذا يفيد الندم الآن
منذ أسبوع تقريبا وهي تدخل من عملية إلى أخرى وكلما سأل أحد عن حالتها لا يقول له سوى"مش بإيدينا حاجة غير الدعاء"
لا يفعل شئ بالفعل سوى الدعاء لها بالشفاء العاجل ولا يحزن الله قلبه عليها فهو لم يتحمل فراقها