رواية العمده وبنت العم الفصل الأول بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
رواية العمده وبنت العم الفصل الأول بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده
_________________
في سرايا كبيره في الصعيد حملت غالية كومة أخرى من الثياب الجافة على الطاولة المستديرة قبل أن تنحني لتجلس فوق المقعد وبدأت في ترتيبهم وعلى الجانب الآخر جانبها كان باقي الخدم يقوم بتنظيف السرايا انحنت أحدهم لتفرد السجادة المثنية بعد انتهائها من تجفيف الأرضية المبتلة بخرقة قديمة ثم استقامت الخادمة تهاني واقفة وهي تمسح بظهر كفها العرق المتصبب على جبينها بتعب مرددة باهتمام
استحسنت غالية ما بذلته الأخري من جهد فقالت بامتنان لطيف
لا خلاص يا تهاني نتعبلك نهار فرحتنا بيكي إن شاءالله .
ردت عليها تهاني مبتسمة وهي تحمل دلو الماء والخرقة
تسلمي يا ست غاليه عقبال ما نشيل عوضك ان شاء الله....
وقبل أن ترد غالية ظهرت حماتها فردوس و هدرت بها بصوت عاليا وهي تقف مستندة بذراعها على الإطار الباب الخشبي
نظرت إليها تهاني بتردد حزين ثم ذهبت بينما كبتت غالية حنقها منها فكانت تعلم جيدا أنها تحاول استفزازها بطريقتها هذه كعادتها حتى تستسلم لامرها فلاذت بالصمت تجنبا لبطشها الأهوج وتحفزت أكثر عندما سألتها بصوت خبث وهي تمسك الهاتف بيديها ليظهر بعض الصور لفتيات اقارب من العيله
نظرت ناحيتها في حنق وعلقت عليها ببرود تام
آه حلوين! ربنا يبعتلهم عدالهم يا مرات عمي
ابتسمت حماتها ابتسامة عريضة وهي تقول بحماس كبير
إيه رأيك الكبيره ولا الصغيره تنفع لسراچ
ازدادت غالية ڠضبا من جملتها تلك وأجابت بصوت جامد
تقصدي مين يا مرات عمي لو قصدك عشان لحد دلوج ما خلفناش فانا ولا سراچ چوزي عندنا اللي يمنع.. فبتهيالي البنته الحلوين دول خديهم لاولادك التوم !.
ردت عليها في تحيز وشرارات الڠضب تنتفض في حدقتيها بأسلوب أمر
بلغ بها القهر مبلغه فقد نجحت الأخري في ألمها رغم أنها حقا ليس هناك ما يمنعها من الإنجاب لكن حقا الحديث طوال الوقت حول ذلك الموضوع الذي تجاوز الثلاث سنوات و أكثر كأن أحد ېقتلها بخنجر بكلماته المسمۏمة و شعرت بالخواء والخوار من داخلها انتشلت نفسها من شرودها المهموم هامسة پاختناق
لم تنظر فردوس تجاهها وعاملتها بتكبر حين خاطبتها وڼهرتها في نظرة صارمة
انا ما عارفاش عاوزانا نستنى اكتر من اكده عليكي إيه استنصحي و خليها تيجي منك عشان تكوني انت الكل في الكل والاسم جوزتي جوزك بمزاجك .
غامت تعبيراتها إلى حد ما وعلى مضض أخبرتها غالية
ما عاوزاش يتقال عليا ناصحه ولا شاطره قصاد حړق قلبي.. وللمره الأخيرة بقولها لك يا مرات عمي انا ما عنديش عيب عشان احط رأسي في الأرض واسكت ولا حد ماسك عليا ذله! انا هقوم اكمل مع البنته جوه الوكل أحسن .
اشتاطت فردوس ڠضبا مما اعتبرته عجرفه منها وتحديها المستفزة فاڼفجرت صائحة في تهددها علنا بتحد
برده مش هسكت غير ما اجوزه يا غاليه يانا يا انت في الدار دي! وهنشوف حديد مين اللي هيمشي!.
في نفس السرايا على الجانب الآخر احتشد بعض الحضور في هذه الغرفة الفسيحة وكان الجميع ملتفة بعينه حول العمده سراج وتلك المسكينه التي تقص حكايتها وتنتظر الأمر الناهي منه ليرجعلها كرامتها وحقها المهان من قبل زوجها وأسرته نظراته المهتمة كانت ترتكز عليها وهي تكمل حديثها وسط دموعها قائلة
وبعد ما قالتلي الخدامه وخليتني اكتبلها جواب بخط يدي عشان تبعته لجوزها حسب ما فهمت منها ولا مؤاخذه في الكلمه كان الجواب فيه كلام حب وغرام وانا صدقتها لما قالتلي ما بتعرفش تكتب ونفسها تبعتله اي حاچه تعبر بيها عن اشتياقها لي وهو مسافر بعيد عنها.. اتاريها خدت الجواب من اهنا و اديته لحماتي اللي كانت متفقه معاها عشان توري لچوزي وتفهمه ان انا على علاقه بواحد تاني وهو صدق وطردني من الدار وخد كومان العيال مني.. ولولا ان الخدامه ضميرها صحي لما حست انها ھتموت خلاص اعترفتله جالي يطلب السماح!
وعندما انتهت من سرد قصتها أخفضت رأسها وهي تحاول أن تتجاوز جميع الإهانات التي تعرضت لها منه أو من والدته عندما شعر بالشك نحوها وبعد إثبات براءتها حتي لم يجبر أحد خاطرها بكلمه واحده للتهوين عليها تلك الصعوبات التي تعرضت لها لذلك لجأت إلى العمده سراج وهي على علم جيد وثقه بحكمه الذي يعترف به الجميع ولا يرد بدأت تضيف بكلمات كانت كالخڼجر في صدرها
انا لا قادره اسامح ولا قادره ابعد عيالي عنه.. بس عاوزه العدل يا سياده العمده انا عارفه ان چوزي يكون ابن خالتك يا سي سراچ لكن انا متوكده انك هتنسى صله القرابه اللي ما بينكم وهتحكم بالعدل وترجعلي حقي وكرامتي اللي اتهانت منه ومن أمه... دي اتهامتني في شرفي يا ناس ارجعله كيف عادي اكده ونعيش في دار واحده ثاني ولا أكن حاچه حصلت!.
تحدث شفيق عن اقتراحه وقال متمسكا بأمله المعقود عليها في العوده لها لأنه بدأ يعرف جيدا أنها الزوجة الصالحة بلع ريقه وقال
يا فاتن ما انا اعتذرتلك وقلتلك حقك عليا يا بنت الناس وراضي باي حكم منك ومن سراچ ابن خالتي برده... بس انت اللي كبرتي الموضوع لما رحتي حكيتيله مع ان والله حلفتلك ان انا مش هعدي الموضوع عادي وهردلك حقك
سئمت زوجته من تساهله بالوضع ومن شخصه الضعيف والمغيظ أمام أمه حتى في الخطا فهدرت فيه بانفعال
الحق اللي بيقولك هيرده ده يا سياده العمده امه رفضت تعتذر رغم انها غلطانه من ساسها لراسها بس هنعمل ايه التكبر والغرور لسه ماليها بالذمه يا ناس دي تستاهل ارجع اخدمها تاني واعتبرها كيف أمي انا لما لقيته محتار بيني وبين أمه رغم أن واضح جوي مين فين الغلطان لكن ما اعرفش كيف يجيبلي حقي حسيت ان الموضوع هيسكت عليه في الآخر ولا اكن واحده اتاخدت في الرجلين وسطيهم عشان اكده جيت اشتكيلك من ابن خالتك يا سراچ بيه ومستنيه حكمك اللي متوكده منه أنك مش هتظلمني