السبت 21 ديسمبر 2024

رواية العمده وبنت العم الفصل الأول بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

معوضنا بيها وزياده يبقى ليه هنبص على اللي ناقصنا عاد ونسيب كل ديه وبعدين الدكتور قالنا في امل في العمليات الحقن المجهري بس انت اللي مش راضي
نظر سراج إليها بقلق حقيقي مؤكدا لها بقوله 
بضيق شديد
مش راضي عشان عارف انها هتكون صعبه وهتديكي أمل على الفاضي وانت اكثر واحده هتضطري منها يعني مش كفايه انك مستحملاني كومان هتشيلي حاچه انت ما لكيش ذنب فيها... وبعدين حتي دي الدكاتره قالوا أملها ضعيف برده
صمت قليلا ليفكر محمود قائلا بإصرار جاد
بلاش التشاؤم ده يا سراچ حتى لو الأمل 1 دي حاچه بايد ربنا بس حاول تسمع كلامها فعلا وتجربوا حكايه الحقن المجهري طالما الامل ضعيف في الطبيعي.. وتوكل على الله وسيبها على ربنا .
لم تنبس فردوس بحرف واحد بعدما تلقت هذه الصدمة المفجعة فصارت غير قادرة على الوقوف أو الحركة انما انخرطت في بكاء صامت..
أبقت على سكوتها المرير فاستمر سراج في إخبارها لعلها تشعر بشيء من الندم
إيه ياما مش سامعلك صوت يعني دلوج عرفتي مين فينا اللي أناني ومين اللي مستحمل التاني بعيوبه عرفتي بقى ان غالية اللي مش عاچبك دي طلعت بنت اصول وشايله كتير وما تستاهلش اللي انت بتعمليه فيها لو لسه شكه أني بكذب حاضر التحليل هتكون في ايديك دلوقيت وعطلع اجيبهالك!
ارتفعت وتيرة الضيق في ملامح فردوس و وصلت صوت انحباس أنفاسها حينما نهضت لترحل دون الرد عليه وقد تحركت من امامهم 
بكل هدوءا زائف .
جلس سراج فوق المقعد بداخل غرفته والألم يعتصر قلبه انتابه ذلك الشعور الشديد بالحزن والممزوج بالړعب من فقدان غالية فأحيانا يشعر بالانانية يعلم بأن حالته ميؤوس منها فلما تظل غالية جانبه ولا يتركها لتعيش حياتها وتكون أم! لكن كيف سيستطيع تركها لرجل آخر وينسى كل ذلك الحب الذي طال بينهما في تزايد مستمر بلا نهايه.
دخلت زوجته الغرفه بتلك اللحظة ولم يشعر بها من كثر التفكير فيه الهموم فأخذت تحرك ذراعها بتمهل فوق المعقد الجالس عليه و سرعان ما مدت يدها لتحتضن ذراعيه المسنود إلى جوار جسده الواهن أحس بوجودها أخيرا لفت كتفيه بذراعها ونظرت إليه بشغف وهي تسأله في اهتمام صادق
مالك يا حبيت عيني ليه الحزن عاد انا 
ما بحبش اشوفك أكده قولي اللي يريحك وأنا اعمله علي طول
كان جالسا بأعصاب مشدودة وقسمات غير مرتخية ثم قال بجفاء غامض
أنا عارف الحل يا غالية
قطبت جبينها مندهشة قبل أن ترد بقلق
عارف إيه سراچ
أجاب باسمآ قليلا رغم الۏجع الذي عصف بقلبه
مانا قولتك يا بنت الناس من اول ما عرفنا اللي فيها سيبيني و روحي شوفي حالك أنا ما فيش فيا رجا
دون تفكير مسبق أخبرته بنزق وقد سحبت ذراعها لتمسك بكفه وتحتضنه بين راحتيها
لااا يا سراچ اوعك تجول اكده تاني هزعل منك
لم ينجح في مغالبة شعوره بالضيق والذي ظل ملازما له منذ معرفة عدم قدرته على الإنجاب والامر الذي يشعره بطعن رجولته فأشار لها بيده معقبا بهدوء حذر
يا غالية طول ما انت چاري أكده عمرك ما هتكوني أم وانا..
اغرورقت عيناها بالدموع وأخبرته پألم متزايد
انت مكفيانى يا سراچ وما عايزاش اسمع حديد غير ديه صحيح مش أبو ولادى لكن أنت كل الخير ليا وشايلني على كفوف الراحة و عمرك ما رفضتلي طلب وفوج كل ده عاشقاك يا ابن عمي عايزنى بعد اكده اسيبك.!! شكلك اكده بطلت تحبني
مرر ذراعه من خلف ظهرها ليحاوطها ضمھا إلى صدره وأخبرها بلطافة وهذه النظرة الحزينة تبرق في حدقتيه
انا برده يا غاليه انت لو تعرفي الڼار اللي چوايا مش هتقولي أكده ده انا من اول ما عيني طالتك وحبك اتزرع چوايا بجدارة لدرجه رحت وانا عيل ١٥ سنه طلبتك من ابوكي وانا لسه بشق طريقي لاني خفت تروحي لغيري! وابويا واعمامي قعدوا يضحكوا عليا ساعتها لكن انا صممت لما تكبري انا اللي هاخدك.. وابوكي الله يرحمه قالي وانا موافق بس بشرط! لو جد مهرها مش عمانع لان دي مهرها هيكون كبير دي البكريه واللي محيتليش غيرها .
رمقها بنظرة عميقة نافذة فواصلت الحديث في مرارة
رديت عليه ساعتها وقلتله اذا كانت هي بالنسبه لك بنتك وحته منك! فهي بالنسبه لي هتكون كل حياتي وهشتغل ليل ونهار من دلوج عشان اچمعلك فعلا مهرها.. دي غالية وهي غاليه وبعد ما كبرت وبقيت اشتغل وجمعت مهرك قالي اكده انت راچل من ضهر راچل بس ما جدامكش غير رأي العروسه لو هي جالت آمين اعتبرها من الساعه دي بقت ليك وهعملك فرح الكل يتحاكى عنه .
كانت بالفعل غاليه الفتاه الوحيده التي عاشت من بين خمس اخوات اشقاء ماتوا في عمر شهور لذلك كانت الوحيده المحببه الى قلب أبيها وامها وكانت الغاليه لديهم بالفعل و اصبحت الآن الغاليه لدى زوجها دس أنفه في منحنى عنقها لتشعر بلهيب أنفاسه الحاړقة على جلدها وهو يضيف شارد الوصف في حبها
ما كانتش ساعتها لسه بقيت عمده ولا ربنا اداني من خيرة كيف دلوج عشان اكده قالي انا اللي هشيل الفرح عنك وكفايه عليك المهر الغالية بس كنت خاېف جوي لا ترفضيني بعد كل ديه
أبعدت يدها عنه لتحتضن وجهه بين راحتيها فحصه إياه بنظراتها الثاقبة بحب وقالت بنبرة تأثرا
ولما رحت سألتني قلتلك روحى ملكك يا سراچ يا ولد عمي
رمش عينه مشټعلا بأشواق زادت خفقان قلبه
ثم ابتعد هامسا لها بحرارة
صوح فاكر لحد دلوقيت لما قولتلك يا غالية إحنا ماحليتناش كتير و أبويا راچل على باب الله وأنا محلتيش حاچه غير مهرك اللي جبته بطلوع الروح عشان املكك.. قالتلي هو الراچل الصوح بالفلوس عاد ولا احس انه شاريني بچد وهيحافظ عليا وعمره ما هيضرني وهيكون اماني وهو ديه بس اللي طالبه منك يا ابن عمي.
حدق متأملا بوجهها بنظرات مطولة فإضاف بهدوء وهو يمسح تلك قطرات الدموع المتجمعة عند شفتيها
كنتي وش الخير عليا بعد اكده يا غاليه ولما ربنا اداني عمرك ما طمعتي اكتر من الامان حتي الدبلة اللي لسه لبساها لحد دلوج هى شبكتك اللي كانت من زمان.. ومهما اجيبلك تقوليلي حلوين بس مش هخلع دبلت جوزي منك اللي بتفكرني باحلى أيامنا و لا يمكن أخلع الدبلة اللى أتجوزتك بيها يا سراچ..
سحبت نفسا عميقا هي تشعر بالتاثر أثر حديثه وحبه العميق لها لتخنق به نوبة البكاء التي توشك على البدء فيها وأخبرته بابتسامة باهته
عشان كانت فعلا غاليه عليا يا سراچ ويومها انا فاكره حاولت تجمع فلوس اكتر عشان تجيبلي وزن زياده وحاچه تليق بيا وكنت زعلان لما ما قدرتش وانا قلتلك ده كفايه عليا وعمري ما هجلعها من كتر ما هي عچباني .
قام بعدها بالمسح بترفق على وجنة زوجته وهو يقول بفخر واعتزاز بحبها
طول عمرك بنت اصول يا غاليه وعمرك ما حسستيني أن أنا اقل من اي راچل تاني عشان اكده حبك كان بيزيد جوايا

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات