السبت 21 ديسمبر 2024

رواية العمده وبنت العم الفصل الأول بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

زعل مش ايشيلك همي يا غالية انا بحبك جوي وما ليش غيرك يا حبيبتي..
ابتسمت ابتسامه عريضه ثم قالت بلهفة
طب هنبدا مېتي أعمل العمليه
بدلها الإبتسامة على سعادتها ثم قال بجدية
اديني يومين بالظبط اخلص اللي ورايا اهنيه ونندل مصر عشان نتفق مع الدكتور اللي كشفنا عنده آخر مره باين عليه مليح والكل بيشكر فيه .
الخوض في تجربه جديده ممتلئ بمئات الاحتمالات السعيده والتعيسة جعلت سراج يشعر بقدر من الرهبة يتسلل إليه لكن مع ذلك القلق تابع الطريق مع زوجته داعي الله ان يرزقه بمولود حتى وان كان طفلا واحد فقط 
ليجعله يشعر بالابوه ويسمع كلمه أبي كل ذلك ما كان يريده لذلك لم يهتم اذا كان المولود صبي أو فتاه عكس والدته التي كانت طوال الوقت تناشد باستمرار بأن يجب ان يكون المولود صبي وحاول سراج بكل الطرق ان يخبرها بان ذلك بأمر الله وليس لهم يدي فيه لكن مع ذلك لم تقتنع فهي رغبتها بان يكون المولود صبي كانت شديده للغاية...
هزت رأسها فردوس باعتراض صارم وهي تردد
لازمت تكون خلفتك فيها صبيان ولا كلاتهم حتى! الولد يا سراچ هو اللي عيشيل عنك و يكون ظهرك وسندك سامعني! الولد يا سراچ لازمت اول خلفتك ولد لأجل يسندك في حياتك ويكون عزوتك.
وعندما كان يشعر بالياس من وجهه نظرها واصرارها على أن يكون المولود صبي كان يخبرها باختصار شديد
ادعي ياما الأمر ولا بايدك ولا بايدينا.
مضي وقت طويل في تلك الاجراءات حتى أخيرا خضعت غاليه للعمليات ولم يتركها سراج لحظه واحده فكان محق الأمر كان متعب ومرهق للغايه عليها حتى كان يأتي عليه لحظات ويريد أن يتراجع عن ذلك لكن لم يستطيع فعل ذلك وافساد فرحت غاليه بعد ان دب الأمل داخلها وبعدها ظلوا في انتظار النتيجه بفارغ الصبر .
أراح سراج مرفقيه على حافة النافذة و استند بذقنه عليهما معا ليتطلع بشرود حزين إلى المارة السائرين في الشوارع فهو في منزله بمصر بدأ من بعيد كما لو كان غارق في دوامة من الهموم والأثقال وحين أتي زوجته وجلست إلى جواره لم يشعر بوجودها بقي في انفصاله عن الواقع لمزيد من الوقت وضعت يدها على كتفه لتنبهه وهي تتساءل باهتمام
مالك يا سراچ من الصبح وانت واخد جنب ومش راضي تقعد مع حد ليه 
أجاب سراج دون أن ينظر تجاهها
قلبي متوغوش جوي يا غالية معرفش لو النتيجه طلعت سلبيه و مش حامل ايه اللي عيحصل الدكتور بنفسه قالنا ان ممكن ما تنجحش من اول مره مش هنعيد كل ديه من تاني عاد انا مش هستحمل تعبك ديه من اول وچديد وانا السبب أصلا
مطت فمها قليلا في تأثر ثم غمغمت معقبة بصوت متوتر
وبعدها لك يا سراچ بلاش تشاؤم انا اعصابي مش مستحمله ومن الصبح وعماله اشغل نفسي فايتها حاچه عشان ما افكرش في الموضوع وادينا مستنيين تليفون منهم يقولوا النتيجه ايه بس انا مش معاك ان احنا مش هنجرب تاني انت اكثر واحد عارف السعي مش بيچي من اول مره
نهض والټفت نحوها بضيق شديد وهو يقول بصوت حزين
غاليه حتى لو ما اشتكتيش انا شايفك بعيني انا مش فارق معايا عيال ولا اي حاچه في الدنيا عندي غيرك حتى ولو الحاچه دي روحي فيها ونفسي بجد في حته عيل واحد بس انت عندي أهم.
وقبل أن يتحدث أحدهم مجددا استمعوا الى صوت الهاتف فتعالي صوت غالية اللهفى والمشتاقة لسماع الخبر اليقين هاتفه
ده أكيد هم التليفون من المستشفى !.
ابتلع ريقه بصعوبة ولحظتها أمرها في هدوء
إن تجيب هي بدلا منه وفي عجله أجابت بالفعل وهو كان يراقب رده فعلها لعله يفهم ما حدث ويطمئن لكنها بعد دقيقتين أغلقت الهاتف بكل هدوء مريب وصمتت بلا تصدق ثم تفاجأ بها عينها تدمع دون مقدمات أخفض رأسه بإحباط شديد وهو يقول بصوت مرتبك
هم قالوا لك ايه طمنيني يا غاليه خلاص يا حبيبتي لو ما فيش حمل نسيبها على ربنا بقى ونرضى بالمكتوب و...
شهقت فجأة مصډومة حينما تسارعت دقات قلبها في تلهف فرح وهي تردد بسعادة
أنا حامل يا سراچ العمليه نجحت .
صدمة كبيرة سيطرت علي الآخر حين سمع الخبر اليقين أخيرا ليزيح الحزن والهم ويرسم السعاده وهو يهبط ساجد ليشكر ربه فهز شفتيه هامس بامتنان لله وحده عز وجل
ألف حمد وشكر ليك يا رب.. الحمدلله.
مرت أشهر الحمل بطيئه على الإثنين وهم ينتظرون المولود الأول لهم بفارغ الصبر وكان سراج دائما بجانب زوجته يرعاها ويهتم بها و من شعوره بالخۏف لفقدان زوجته أو الجنين منعها من الحركه تماما والنزول على الدرجه والعمل في المنزل مثل سابق لتلازم الفراش فقط مرتاحه تتغذى هي وطفلها وبالطبع لم 
يتخلص من تعليقات فردوس الساخره على اهتمامه البالغ بزوجته ومن ناحيه أخرى إصرارها على أن يكون المولود صبي .
وجاء أخيرا اليوم المنتظر يوم الولاده بمنطقة الانتظار المخصصة لأهالي المرضى كان سراج وأمه في انتظار الأخبار السعيده على سلامه الاثنين لكن انطلاق منها صړخة أكثر فجيعة
جعلت سراج يشعر بالقلق أكثر وتخيل السيناريوهات السيئه ولم يطمئن الا عندما
التقطت عيناه ذلك الطبيب الذي خرج من غرفة العمليات .
قفزت أمه واقفه من موضع جلوسها خلفه ملهوفه تري إذا كان الطفل صبي مثلما تتمنى ليسرع سراج في خطاه تجاهه متسائلا عن الأخبار فأعطاه البشرى بالمولوده طفله رقيقه كالنسمه اللطيفة أبتسم بسعادة كبيرة وفي ذلك الأثناء تقدمت الممرضه بالطفله فشكرها سراج علي قدومها فقد انتظر على أحر من الجمر خروج رضيعته وكذلك زوجته من الداخل ليراهم معا.
هتف سراج بفرحه للرضيعه النائمه كالملائكة
انا بقيت اب بقيت اب ياما وعندي بنت كيف البدر
تجاهلت فردوس الصغيرة عن قصد و رفعت حاجبها للأعلى وردت بتجهم طفيف
حسره عليك يا ابني رايح چاي بيها من الصعيد لمصر ودافع ډم قلبك تكاليف كثيره وكلنا اتعشمنا وفي الآخر تجيبلك بنت!. آه يا وچع قلبي عليك يا ضنايا!
ضغط علي شفتيه وأصر علي كلامه وهذه الابتسامة الصغيرة تزين صفحة وجهه وهو يحمل أبنته بين يديه من الممرضه التي رحلت بعد
منيحه ياما احسن من ما فيش انا كنت طايل! الحمد لله مش هتشرط كمان على ربنا وانا ما كنتش لاقي اصلا وبعدين هي دي مبروك ليا ولا حتى قربتي تشوفي حفيدتك
لوت شفتاها بتهكم ولم تكتف بذلك بل صړخت عاليا بجحود غير مبالية بلفت الأنظار إليهما
يا ابني ما جلناش حاچه بس هيعملوا ايه البنته دول على الاقل بعد تعب الاعصاب ده كلاته تجبر بخاطرك وتجيبلك الواد واديك شايف حملها كومان بعمليه مش كيف الخلق كومان وكيف النسوان العاديه
اندهش أبنها لمبالغتها وظل يحدق بها وهو يأمرها بضيق شديد
لا حول ولا قوه الا بالله ياما وهي مالها بحاچة كيف دي بالله عليكي سمعيني كلمه مبروك وما عاوز اسمع اكتر من اكده وما تكسريش فرحتي .
راحت تردد بذهول
وعيناها تبرقان بشدة
فرحتك ببنت! تكونش فاكرها هتعرف تقلع في الارض كيف الرچاله وتحل وتربط في المجلس زيك وسط الناس.. ما معروفه اخره البنته القاعدة في البيوت للخبيز قدام الفرن والچواز ولا منهم منفعه اكتر من اكده .
نظر نحوها پغضب مكتوم فنفد صبرها على الأخير فانتفضت تصيح به وهي تهتم بالرحيل
خلاص ما تبصليش كتير جفلت خشمي خلاص وسكت اهو بس صدقني بكره هتندم على خلفتك دي.
تحرك سراج بابنته مبتعدا بعد ذلك لينظر لها بحب شديد وغريزته جعلت مشاعره المرهفة تتضاعف خوفا عليها وحب فهمهم بلا صوت
ما تزعليش من ستك ولا تصدقي حددتها انت هتكوني عندي كيف غاليه بالضبط وعمري ما هفرق بينكم.. ما تعرفيش كنت مستنيك انا وامك قد ايه أنا مش مصدق اصلا انك بين ايديا دلوج
مط فمه معلقا في إعجاب بينما رفع يدها برقة إلى فمه ليقبلها بنعومة قائلا
عارفه كومان هسميكي ايه بسمله!. عشان انا متفائل خير بيكي وهتبقي البسمه اللي في حياتنا كلاتنا أن شاء الله.
بعد مرور أربع سبع سنوات تغيرت الأشياء الكثير في تلك السرايا وأصبحت السعاده و الدلال عنوان لها بعد قدوم تلك الصغيره على الحياه فالجميع تعلق بها واحبها ما عدا فردوس بالطبع والتي تضايقت اكثر عندما أخبر سراج الجميع بإنه سيكتفي بالصغيرة ولا يريد طفل آخر!
فقد أصبحت بسمله المدلله لوالدها وفرحته الكبيرة فقد جاءت بعد اشتياق كبير لذلك أدخلت السعادة والأمل إلى حياتة بعد سلسلة طويلة من الخيبات المتواصلة وكان اليوم عيد ميلادها السابع الذي كان كالعاده يتجهز بالسرايا وسط اجواء عائليه مبهجه .
كان محمود يلعب مع بسمله وهي كانت تضحك بشدة وعندما رأت أبيها داخل تركته و ركضت بسرعه الى والدها الذي استقبلها بحب شديد بين أحضانه وقبلها عده مرات بحنان
حبيبه ابوكي
هبطت بعد ذلك الصغيرة لتذهب بسرعه على الاريكه لتجعل والدها يشاهد رسوماتها لكن بتلك اللحظة أنهت فردوس صلاتها ودفعت الصغيرة بقسۏة لتزيحها من أمامها وصوت صړاخها يسبقها
انت يا بنت بطلي كل شويه رايحه چايه قدامي وانا بصلي ما كفكيش التنطيط اللي كل شيء تعمليه في السرايا والمقالب بتاعتك 
يا قليله الربايه واللي ذات وغطى عاملينلك كومان عيد ميلاد محدش يحلف بيه دلع ماسخ
شهقت الصغيرة پخوف وركضت إلي احضان والدها فهي معتاده على هذه المعامله القاسېة من جدتها حينها غامت تعابيره تماما وكز على أسنانه مهسهسا
بالراحه يا إما خلاص ما كانتش تقصد اكيد وحقك عليا انا.. بس مش مستاهله تذوقيها اكده وتخليها تخاف منك.
نفخت بصوت مسموع قبل أن تجيبه ببرود مستفز
ولا تقصد ما هو من دلالكم معاها اشربوا بكره تجيبلكم العاړ والمشاكل ما هو ده اللي بيقي من ورا خلفه البنته.
تضايقت غالية من معاملتها لبنتها لكن حاولت إلزام الصمت حتى لا تسير المشاكل اكثر بينما تنهد زوجها بضيق شديد وهو يقول بصوت جاد
وبعدها لك ياما خلاص مش هتفتحي موال كل يوم! قلنا لك ما كانتش تقصد وخلاص كفلي بقى على السيره دي
لوت ثغرها باستهزاء صائحة بإصرار ووجهها يشتعل بحمرته الحانقة
كومان هتتخانق معايا عشان خاطرها ولا ايه هتكبر عليا ولا ايه عاد
نظر لها شزرا وغالية مثله تشعر بسخونة الجو وتوقعت تغير الاجواء للاسوء فقالت في محاوله ما بعد زمة سريعة لشفتيها
خلاص يا سراچ ما حصلش حاچه بسمله من الصبح فعلا عامله دوشه وانا عماله اقولها اسكتي وهي مش راضيه خلاص حقك عليا يا مرات عمي امسحيها فيا و انا مش هخليها مره ثانيه تخرج من الاوضه وتلعب طول ما انت قاعده بره...
امسكه محمود بسرعه قبل ان يتشاجر وهتف بتذمر
خلاص يا جماعه النهارده عيد ميلاد مش هتقلبوها نكد يلا عشان بسمله تطفي شمع التورته بما انك جيت يا سراج..
عقد سراج حاجيبة باهتمام قائلا بنبرة حادة
اخوك فين برده لسه فيه العاده الهباب دي وبيصطاد بره
أومأت فردوس برأسها مغمغمة بسخرية
معلش بقى المره الچايه نحذره قبل ما يطلع من الدار عشان جنابك تطفي شمع بنتك والكل حواليك سيب اخوك في حاله وما لكش دعوه بيه هو مش لسه عيل صغير هتتحكم فيه خليك في بنتك اللي مش قادر على تربيتها .
مال محمود بجسده نحو أخيها ليهمس في أذنه بحذر
سراج عشان خاطري انا خلاص عدي الليله عادتها وانت عارف انها بتعمل كل ده من ساعه ما خلفت بسمله وقلت انك هتكتفي بيها ومش هتجيب ولاد تاني... فما تردش عليها ولا تناولها اللي في بالها وادعي ربنا يهديها لنا امك بقى هنعمل ايه عقلها كده .
هز رأسه سراج بقله حيله وحمل أبنته بحنان وذهب الجميع حول المائده لاطفاء الشموع و حاول الجميع رسم الابتسامات والسعاده لأجل الصغيره لكن بتلك اللحظة دخل الغفير صائحا 
بفزع
يا سياده العمده.. يا سراچ بيه الحق اخوك محمد عيله البدري بتجري وراه عايزه تموته عشان مۏت واحد من عيلتهم بالبندقيه وهو بيصطاد .
عندها انخلع قلب فردوس وغاص بين ضلوعها هلعا وفي التو أظهرت صدتها الكامل بهتافها الحارق
لاااا ولدي...

يتبع.

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات