رواية عندما يلتقي الطين بالصلصال البارت الثاني بقلم فهد محمود حصريه وجديده
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات
رواية عندما يلتقي الطين بالصلصال البارت الثاني بقلم فهد محمود حصريه وجديده
مع بزوغ فجر اليوم الجديد كانت المدينة الكبرى تستعد لاستقبال يوم مزدحم ضجيج السيارات وزحام الشوارع وصوت الأبواب تفتح وتغلق على عجل كل شيء في هذه المدينة ينبض بالحركة في وسط كل ذلك كانت ياسمين تقف على باب المبنى السكني الذي استأجرت فيه شقة صغيرة تحمل حقيبتها الثقيلة وتحدق في السماء المرتفعة أمامها
أثناء صعودها الدرج سمعت صوتا من ورائها
إنتي الجديدة اللي سكنت في الدور التالت سأل رجل بنبرة ودودة
استدارت لتجد أمامها رجلا في منتصف العمر يرتدي زيا رسميا يحمل شعار شركة الأمن الخاصة بالمبنى
أنا عماد حارس المبنى لو احتاجتي أي حاجة ما تتردديش قال وهو يميل قليلا للأمام ليحمل جزءا من حقيبتها
متشكرة أوي يا أستاذ عماد ده لطف منك ردت ياسمين وهي تسير بجانبه نحو شقتها
فتح عماد الباب بمهارة ووضع الحقيبة في الداخل قبل أن يقول وهو يبتسم
أومأت ياسمين وهي تودعه ثم أغلقت الباب خلفه بهدوء نظرت حولها الشقة صغيرة لكنها دافئة النوافذ تطل على شوارع المدينة المزدحمة وكان بوسعها سماع أصوات الحياة تملأ المكان جلست على الأريكة وأخذت نفسا عميقا وهي تتساءل يا ترى المدينة دي هتحتويني ولا هتبقى أصعب من اللي كنت متخيلة
مساء الخير حضرتك الأستاذ خالد سألت ياسمين بنبرة رسمية
رفع الرجل رأسه بابتسامة باردة
جلست ياسمين وهي تحاول أن تضبط توترها
أيوه أنا ياسمين حابة أتكلم مع حضرتك عن المعرض المقترح وأفكاري للفن الزائل
نظر خالد إليها نظرة تفحص ثم قال ببطء
الفن الزائل سمعنا عن الأسلوب ده بس في المدينة هنا الناس بتفضل حاجة تدوم التماثيل الكبيرة الأعمال اللي بتفضل مئات السنين مش عارف إذا كان هيكون ليكي مكان بيننا
الفن مش لازم يكون دائم عشان يكون مؤثر اللحظات الزائلة هي اللي بتسيب أكبر أثر في النفس
أمال خالد رأسه قليلا وكأنه يزن كلماتها
هديكي فرصة هتعرضي حاجة صغيرة في المعرض اللي جاي ونشوف رد فعل