رواية الجريئه والۏحش الفصل الحادي عشر بقلم الكاتبه أميره عمار حصريه وجديده
تأسر أي شخصيتعلم من معاملته لمالك ذلك الفأر الصغير...يتعلم من ذكائه ودهائه بالعمل وليس عيب أن يعترف بهذا الحديث
رد عليه بصوت مفعم بالحب الأبوي الملئ بالمرح
طب إحنا أسفين لسيادتك يا فارس بيه علي التدخل ده
أخفض رأسه قليلا إلى الأرض بحركة مسرحية معروفة
علي الرحب والسعى يا إبراهيم بيه
ثم أكمل قائلا
عن إذنك
يجلس علي الكرسي الهزاز الموجود بالبلكونة المتصلة بغرفته ناظرا إلي السماء بشرود
سحرته بطلتها الهادئة وجمال وجهها الخالي من أي مساحيقمازال يتذكر دقات قلبه التي إهتاجت بصدره عندما وقع بصره عليها
بفستانها الأسود المنسدل علي جس دها ويعلوه حجابها...لم تخفي عليه لمعة الحزن التي كانت موجودة بعنيها منذ دلوفها بالقاعة...إستغرب مجاورتها لفارس الهواري وأخذ يخمن ماذا تكون له ولكنه لم يتوصل لحل سوا في الصباح الباكر عندما سأل أخته عليها وأخبرته أن هذه
أخت فارس وأحمد الهواري.....
أرجع رأسه للخلف قليلا وهو يبصر نجوم السماء حتي وقعت عيناه على نجمة مميزة الشكل نطقت ش فتيه دون إرادة منه بتلذذ
لين
تجلس علي السرير تتصفح هاتفها بملل شديد
ذهنها مشغول بشئ واحد فقط وهو ماذا تفعل مع فارس وكيف تجعله يعود إلي طبيعته معها
فبالرغم من أنه إتبع معها أسلوب عڼيف غير مقبول ومن المفترض أن هي من تتجنبه وتقاطعه ولكنه هو من أخذ هذا الدور منها
سمعت طرق باب الغرفة فأغلقت الهاتف ووضعته جوارها ومن ثم صاحت بصوت عال
إدخل
دار مقبض الباب عندما وصل إليه صوتها
السامح له بالدخول....خطى بقدميه إلى الداخل عقب فتح البابوجدها تجلس علي السرير ناظرا نحو الباب حتى تعلم من الذي يطرقه
رأى الصدمة علي وجهها عندما رأته هو الذي يدخل الغرفة
فاضية نتكلم شوية
أماءت له برأسها علامة علي فراغها وهي تنظر إليه تنتظر حديثه وتتمني بداخلها أن ينتهي هذا الخصام في هذه الجلسة
خرج صوته قوي بالرغم من هدوئه قائلا بتساؤل
قلعتي الحجاب ليه يا لين
توتر وجهها وزاعت بعيناها بأنحاء الغرفة فعلى ما يبدو أن هذا تحقيق أخر وليس جلسة مصالحة مثلما ظنت
بصراحة يا لين ومن غير خوف قلعتي الحجاب ليه
أخذت نفس عميق ومن ثم أخرجته قبل أن تقول بخجل من عدم وجود سبب مقنع بداخلها
صحابي كانوا بيتنمروا عليا...وكنت أنا الوحيدة اللي لبسة طرحة فيهم
يوم ما قررتي إنك تتحجبي حد كان جابرك
أماءت له برأسها بالنفي دون أن تتحدث
إتكلمي حد جبرك
قالت له بتوتر وخوف من عودة تلك الحالة الغاضبة له
لاء أنا اللي قولت إني عاوزة أتحجب
كنتي عاوزة تتحجبي ليه
عشان فرض وكنت عاوزة أقرب من ربنا أكتر
حدجها بنظرات حنونة نقيض إحتداد نظراته منذ قليل وهو يقول بهدوء
ولسه لحد دلوقتي فرض يا لين...المفروض تكوني فخورة إنك الوحيدة اللي بين صحابك
متصانة بحجابك وج سمك المتغطي مش تتكسفيج سمك غالي يا لين مش هيشوفوا غير غالي....إزاي عاوزة تبينيه لكل من هب ودبده إحنا لما بنروح نشتري هدية من أي محل بنقوله لفها لفة حلوة عشان تعجب صاحبها....فكري بينك وبين نفسك وإفتكري دينا وأخلاقنا وشوفي هتقرري إيه يا لين
أغرورقت الدموع بعيناها وهي تقول بحزن من نفسها
أنا قعدت مع نفسي يا فارس قبل ما تكلمني وقررت إني أتحجب تاني...يمكن ده كان شيطان والحمدلله قدرت أتغلب عليه
إقترب منها ماسكا رأسها بين يديه واضعا
ش فتيه علي شعرها يطبع قبلة رقيقة عليه قائلا
ربنا يهديكي يا حبيبتي...وحقك عليا إن كنت
قسيت عليكي شوية
إرتمت بأحضانه وهي تبكي بشدة قائلة
أنا اللي أسفة يا فارس إني صدمتك فيا.....كنت خاېفة إنك تفضل زعلان مني ومتكلمتيش تاني
شدد من إحتضانها أكثر وهو يقول نافيا لحديثها
مستحيل يا حبيبتي أفضل زعلان منك إنتي بنتي يا لين مش أختي...أنا لما زعلت زعلت عليكي وعلى اللي تفكيرك وصلك ليه مش أكتر
ربنا يخليك ليا يارب وميحرمنيش منك أبدا
وأوعدك إني عمري مهعمل أي حاجة تغضب ربنا تاني مهما حصل
إبتسم لها بحنو وهو يرفع ي داها إلي ش فتيه يقبلها عدة قبلات قائلا
وأنا متأكد من ده يا لين
ثم قام من علي الفراش وهو يقول لها قبل أن يتجه للخارج
إنزلي إقعدي تحت مع ماما متقعديش لوحدك...وأنا هلبس عشان متأخرش علي كتب الكتاب
في المساء وبالأخص في تمام الساعة السادسة
يقف بالسيارة أمام البناية القانطة بها ينتظر نزولها بعدما أخبرها بالهاتف أنه ينتظرها بالأسفل
لم يمر عشر دقائق من وقوفه إلا وكانت نغم تظهر من بوابة البناية مرتدية جاكت يصل إلى
قبل الركبة بشئ بسيط باللون الأسود ومن تحته أندر شيرت باللون الأسود...وبنطال باللون الأسود أيضا وطرحة باللون الموڤ
إتجهت صوب السيارة وعلي وجهها إبتسامة مشرقة تجعله يشعر وكأن الكون من حوله باللون الوردي
دارت مقبض الباب الامامي للسيارة ومن ثم جلست جواره وهي تقول له
معلش إتأخرت عليك بس مكنتش لقية المفاتيح
لم ينتبه لحديثها بل كانت عيناه تجول على ما ترتديه بتفحص حتي يرى إذا كان يوجد شئ خاطئ بها أم لا
رفع أنظاره إلي وجهها وجدها تضع بعض الزينة علي وجهها فقال بهدوء
بحب صفاء وشك يا نغم من غير أي بهرجة ملهاش لازمة
قالت نغم بإندفاع مدافعة على نفسها
أنا مش حاطة غير حاجات بسيطة والله
عارف يا نغم بس ملهاش لازمة الحاجات البسيطة دي نقدر نستغنى عنها
ثم إستكمل حديثه وهو ينظر لبنطالها قائلا
هي والبناطيل
ماله البنطلون كمان يا فارس!!
خرجت تلك الجملة بضجر من بين ش فتيها
مقسمة جس مك بطريقة محبش حد يشوفه بيها
مش وقت الكلام ده يا فارس...يلا عشان كده هنتأخر
دار السيارة ونظر إلي الطريق أمامه وهو يقبض بيديه علي عجلة القيادة قائلا بجدية يحسم الموضوع
ولا بناطيل ولا تلوين علي وشك يا نغم
لم ترد عليه وأدارت وجهها للشباك المجاور لها
تنظر إلي الطريق بشرود من حديثه...إنقبض قلبها پخوف من ذلك الشعور الذي داهمها أثناء حديثهشعرت بتملكه الواضح وحديثه الذي لا يريد أن يعارضه أحد به...تدور رأسها من كثرة التفكير تتمني لو كان إياد بجوارها الآن تأخذ
رأيه بالز واج من فارس...هي تحبه وتعلم أن قلبها هام به عشقا ولكن يوجد شئ ناقص...
شئ يجعل فرحتها ناقصة لا تعلم ماهو ولكن
قلبها به قبضة غريبة لا تعلم ماهيتها
نظر لها فارس بطرف عيناه عندما لاحظ
صمتها الذي طال....وجدها شاردة في الطريق
قال بصوت عميق وهو ينظر للطريق مرة أخرى
خاېفة مني يا ماسة
خرجت من شرودها على صوته الذي كان مفسرا لحالتها أكثر من كونه متسائل
توتر وجهها وقالت بإرتباك
لاء هخاف منك ليه
خليكي صريحة يا نغم معايا وقولي كل اللي شاغل بالك
ثم أكمل حديثه وهو يحصرها بسؤاله المحدد
خاېفة من طباعي
أماءت له برأسها وهي تقول بصوت خاڤت بعض الشئ
طبعك غريب أوي يا فارس....خاېفة فى يوم مقدرش أستحملهمش بحب نبرة التحكم والتملك اللي أوقات كتيرة بتكلمني بيها
تنهد تنهيدة عميقة قبل أن يرد على حديثها قائلا
يوم ما قولتلك إني عاوز أتجوزك يا نغم أنا فاكر كويس أوي إني قولتلك...
ثم أكمل حديثه مرددا لحديثه السابق