رواية الحصان والبيدق الفصل الخامس عشر بقلم الكاتبه الكبيره ناهد خالد
فتيات بائسات الأخير
المبادئ لا تتغير إلا لأصحاب النفوس الضعيفة
منذ نصف ساعه تقريبا وهي رابضة هكذا بجواره فوق الفراش لا تفعل شيء سوى انها تطالعه مناظرات خاوية لا تكاد تصرف ذهنها عن رؤيته وهو يدلف للغرفه بغير توازن وكأنه بعالم اخر حتى عندما هبت واقفة بجوار الفراش تنظر له بصمت تنتظر خطوته التاليه والتي توقعتها ان يطلب منها العشاء كالعادة او يسالها عن ثيابه النظيفه أو حتى يرميها بنظراته الكارهة التي تتلقاها منه يوميا ولكنه فاجئها بعكس كل توقعاتها حين مره من جانبها وارتمى فوق الفراش دون أن ينظر لها حتى تسطح اعلاه وظل ناظرا لسقف الغرفة لدقائق قليلة يبتسم من حين لآخر كمن فقد عقله! ويتمتم بكلمات غير مفهومة ثم اغمض عيناه وذهب في نوم عميق غير مباليا بها.
من حينها وهي تجلس جواره باستغراب وتيه وعقلها يلح عليها بسؤال واحد ألم تكن تعرفه لهذا الحد انها يوميا تكتشف به العديد والعديد من الخصال التي تجهلها بداية من قسوته التي تظهر من حين لآخر لعدم اهتمام بها لحدته وعنفوانه حتى في الحديث مع والدته لتكبره وحبه للسيطرة الواضح والتي لم تراه والذي لم تراه يوما وأخيرا تناوله الخمر والمسكرات تشعر أنها تستكشف شخص جديد لم تعلم عنه سابقا ولكن هنا السؤال متى علمت عنه شيئا قبل خطوبتهما والتي كانت تراه فقط حين تأتي لمنزل خالها وفي الاغلب كانت تقابله على باب المنزل مصادفة ذهابه مع قدومها أم فترة خطوبتهما التي لم يحدثها من ذاته ولو مرة واحدة حتى حين كانت تحدثه هي لم تتعدى المكالمة العشر دقائق مرة كل يومين تقريبا انها فعلا تجهله!! وعليها اكتشاف المزيد والسؤال الاهم هل عليها تقبله ام يمكنها الاعتراض!!
دلفا للداخل ممشطا المكان بنظراته الثاقبة ليرى الكثير من الفتيات الاتي يتفنن في عرض محاسنهن فهذه ترتدي ثياب تظهر أكثر مما تصدر وهذه تضع مستحضرات تجميليه صاړخه فضلا عن اصوات الضحكات الصاخبة التي تأتي من احد الغرف واصوات الاغاني الضوضائية التي تأتي من غرفة أخرى فالبعض يتجهزون للخروج لواجهتهم والبعض الآخر يجلس في الشقه مرتديات ثياب نوم مريحة لأبعد حد جاءت من خلفه وهي ترى نظرات الفتيات تكاد تفترسه رغم بعض الخۏف الظاهر في عيونهن لتقول بدلال تلقائي يتلبسها حين تراه
اتفضل معايا على جوه يا باشا تحب اجيبلك ايه تشربه
نظر لها من فوق كتفه ساخرا وهو يقول
هاتيلي يانسون.
لتنطلق ضحكتها الماجنة وهي تتابعه بعينيها أثناء دلوفه للغرفه استمعت لصوت إحدى الفتيات تقول حين أخذت خطواتها للمطبخ
يجعل حظنا من حظك يا ابله.
لتسمع صوت الاولى وهي تقول بصوت مرتفع
ابعدى عينك عنى انا مش ناقصه.
وبعد ثواني قليله كانت تخرج من المطبخ حاملة زجاجة طويلة بها سائل ذهبي اللون وكأسان من الزجاج بهما بعد مكعبات الثلج وتدللت في مشيتها امام الفتيات المتمنيات أن يملكون نصف حظها الذي يجعل شخص ك مراد وهدان يختارها هي ليقضي أوقاته السعيدة معها.
دلفت إلى الغرفة لتجده جالسا فوق الفراش مستندا بكوعه على ركبتيه ناظرا امامه بشرود لتغلق الباب خلفها وابتسامتها الواسعه لما تندثر وهي تضع الزجاجة و الكأسين على الطاولة الصغيرة الموجودة بالقرب منه ثم ذهبت لتجلس ارضا على ركبتيها فاصبح راسها مقابلا لصدره حين استقام في جلسته وقالت بتمني واضح وشغف لمع في عينيها
طولت المره دي يا باشا بقالك شهرين