الخميس 09 يناير 2025

رواية بعد الفراق بقلم الكاتبه داليا منصور حصريه وجديده

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

كانت مليانة تراب قعدت على الأرض واديها على بطنها ودموعها نازلة وهي بتقول
هبدأ من الصفر ومش هسيب حد فيكم يكسرني واصل وبنتي هعلمها وكبرها احسن علام. 
عند جلال الوقت عدى والأيام لكن هو منسيش زينب كل ما يشوف يونس يفتكر صوتها وهي پتبكي وتترجاه تسيب لها ابنها رغم جبروته كان فيه نقطة ضعف جواه بتقول له إنه غلط. لكنه كان بيقنع نفسه دايما إنه عمل الصح علشان كرامته.
يونس كان كل يوم ينام وهو بيبكي في سره في يوم قعد مع جدته وقال لها
ليه بابا بيكره أمي هي عملت ليه ايه
الجد تنهدت وقالت له
أبوك عنده كبرياء ملوش حدود لكن هو مش فاهم إنه بيضيعكم كلكم.
بس أنا مش هسيب امي تبعد عني هكبر وادور عليها وارجعها عندي هنيه.. 
في القاهرة زينب كانت بتحاول تبدأ شغل في محل خياطة صغير والست الطيبة اللي ساعدتها قالت لها. 
أنت شاطرة وربنا هيكرمك وهتقدري تعيشي.
لكن زينب كانت كل ليلة تحط إيدها على بطنها وتفكر في ابنها اللي اتحرمت منه وقالت 
يونس أنا مش قادرة أنسى صوتك وانت پتبكي يا ترى عامل إيه دلوقتي
في يوم وهي ماشية في السوق حست بتعب شديد وبدأت تحس إن الولادة قربت والست الطيبة خدت زينب بسرعة للمستشفى وبعد ساعات من التعب زينب ولدت بنت جميلة حضنتها وهي تبكي وقالت
سميتك سلمى واسمك يعني الأمان وهتكوني أماني من الدنيا الظالمة دي.... 
بعد مرور عشرين سنة..... 
كان قاعد في عربيته ولابس عباية وقفطان وباين علي هيئته أنه صعيدي بعيونه السودة وشعره الأسود اللي مش باين من العمامة اللي كان حاططها على شعره وكان بيبص من شباك العربية والهوى بيلفح في وشه وهو بيفتكر ذكريات أغلى الناس على قلبه وقال بحزن. 
هلاقيك وهفضل معاكي مهما حصل.
عند زينب... 
انتي يابت قومي يالي تنشكي المحاضرات يا بنت الجزمة هتتأخري. 
كانت نايمة بعمق وهي مبسوطة وكأنها كانت طايرة في السما مش بتحلم بس وبعدها فتحت عنيونها اللي بلون القهوة السادة ورموشها الطويلة قامت بانزعاج وهي بتقول.. 
يوه ي ماما كل يوم تقوميني كده أنا زهقت والله مش عيشة دي الواحد نفسه يرتاح هيلاقيها من الدكاترة الي تعبينا في الكلية والا منك الي مش بتخليني أنام. 
زينب كانت بتبص لبنتها ببرود وهي بتقول 
ها خلصتي انجري على الحمام واستحمي يا معفنة يالي مش بتنضفي الا كل اسبوع وغوري على الجامعة علشان محضراتك أنا مش هكون بشتغل طول اليل علشان اخلص شغل الناس وحضرتك تضيعي تعبي ومجهودي. 
سلمى ضحكت ضحكة تجنن اي حد بغمزاتها  
يا ست الكل أنا عيوني ليكي مش حلمك بس دأنا حققت حلمك ودخلت طب بشړي يعني أنا بقيت دكتورة أيه اللي مزعلك دلوقتي. 
زينب بحزن  
الي مزعلني الكسل
بتاعك وبتيجي تنامي علطول فين المذاكرة والشطارة يابت. 
سلمى بهزار 
ياست الكل متقلقيش أنا مظبطة أموري متقلقيش. 
زينب بفرحة 
طب قومي وصلي وتعالي افطري علشان متتأخريش على الجامعة. 
سلمى باست خد أمها وقامد دخلت الحمام واتوضت وبعدين لبست الأسدال وصلت الصبح وبعدين غيرت هدومها ل بنطلون جينز اسود وقميص واسع وعليه طرحة اوڤ وايت وشوز وحطط ميكب بسيط. 
ست الكل أنا جيت أنت فين يا زوز. 
زينب 
انا هنا يا قلب زوز. 
بتعملي أيه في المطبخ لواحدك بقى ده كلام يا ست الكل أنت واقفة لواحدك بين الحلل لاء أنا أغير. 
زينب كانت بتبص على بنتها 
عليه العوض ومنه العوض ربنا يعوض عليا والله يابنتي أعقلي أنت بقيتي دكتورة خلاص يعني خليكي عاقله كده. 
سلمى بضحك 
أنا على الكل عاقله إلا أنت يا جميل.
زينب 
ربنا يفرحك يابنت بطني يالا تعالي علشان تفطري... 
قعدت سلمى وزينب ياكلوا وبعد مخلصوا أكل باست سلمى أيد مامتها وبعديها خرجت من البيت وهي بتجري لأنها أتأخرت على الجامعة..
كان سايق العربية بتاعته ومش واخد باله وهو بيفتكر ذكرياته والحزن مالي وشه بس فجأة حد قطع طريقه.... 
حاسبببببب. 
ياترى مين ده وهو خبط مين وايه الي هيحصل مع يونس وهل هيلاقي أمه وأخته وهل جلال هيتنازل عن جبروته وتكبره ويدور على مراته وهل هيعرف بوجود سلمى... 
يتبع

انت في الصفحة 2 من صفحتين