رواية الجريئه والۏحش الفصل الرابع عشر بقلم الكاتبه أميره عمار حصريه وجديده
من هذا الهواء الذي لطالما كان يقول أن مهما الإنسان ذهب وأتى لم يجد مثل هواء مصر ورائحتها العطرة
هاجت دقات قلبه عندما أتيت إلى ذهنه تلك التي كان يتهرب من وجهها منذ سفره
أصبح الآن تحت سقف بلدة واحدة معها
يتنفسون نفس الهواء ويمشون بنفس الشوارع
ضړبته الذكريات بشدة تذكر كل ما حدث منذ عدة سنوات چرح قلبه الذي كان يظن أنه إختفى ولكن لما يشعر به الآن ينزيفه!! لطالما عاهد نفسه أنه لم ولن يعود إلى تلك البلدة مرة أخرى وفي الآخر ها هو هنا الآن دون إرادته
ثم عاد إليه يفتح له الباب الخلفي
حمدالله على سلامتك يا مازن بيه مصر كلها نورت بوجودك
أعطاه إبتسامة باردة دون أن يتحدث ومن ثم دخل إلي السيارة وأغلق الباب خلفه
يجلس على طاولته المفضلة بالنادي يرتدي نظارته الشمسية منتظر قدومها لا يعلم ما هو سر سعادته تلك ولكن يتذكر فرحته التي ظهرت جلية على وجهه عندما هاتفته وأخبرته أنها قادمة جلس مع فتيات بعدد شعر رأسه
بها شئ يميزها عن غيرها لا يعلم ماهيته ولكنه يستشعره عند الحديث معها
خطفته عندما رأها لأول مرة بخطوبة أخته وظلت عالقة بذهنه حتى رأها بالنادي
لا يعلم ماذا يريد منها ولكن يكفيه سعادته الآن بمصاحبتها
وجه أنظاره إلى الأمام عندما رأها أتيه نحوه
نمت إبتسامة صغيرة على وجهه وهو يتأملها
يعشق جمالها الهادئ الذي لا تمل أبدا من تأمله
فتاة صغيرة ليس إلا لديها وجه طفولي
فرحها وحزنها مثل الأطفال تماما من يراها من بعيد يظن أنها ذات الشخصية الصعبة ولكن من يقترب منها يعرف أنها طفلة من داخلها
عيناها التى حتى الآن لا يعلم ما لونها تطعله يخر صريعا لها
إبتسمت هي الأخري إبتسامة واسعة وهي قادمة نحوه ومن ثم سحبت الكرسي الموجود أمامه وهي تقول متسائلة
إتأخري براحتك يا ستي ولا يهمك
قالها بمزاح وهو ينظر لها برموشه الكثيفة بنظرة مدققة
أخفضت وجهها على الطاولة وقالت
أنا أسفة بس الطريق كان زحمة
ولا يهمك ها تشربي إيه
مانجا
أماء لها برأسه ثم أشار للنادل أن يأتي وأخبره أن يجلب كأس مانجو وكوب من القهوة سادة
مالك متوترة ليه
خرج السؤال من فم يونس مستغربا لإلتفاتها حول نفسها
خاېفة حد يشوفنا
رد عليها بإستنكار لحديثها الغريب بالنسبة إليه
ما اللي يشوفنا يشوفنا إيه يعني إحنا بنعمل حاجة غلط!!
لاء مش بنعمل بس لو أحمد شافنا أو أي حد من أهلي هيبقى فيه مشكلة كبيرة ليا
غريبة مع إنك كنتي عايشة في بلد متفتحة جدا يعني المفروض تكوني أوبن مايند عن كده إحنا أصدقاء وقاعدين في مكان عام بنتكلم فين المشكلة
لم تفهمه
فردت على حديثه بالرفض قائلة
لاء طبعا مش معنى إني كنت عايشة في الغرب أبقى أوبن مايند أو أبقى زيهم أنا بابا كان حريص جدا إني أفضل على أخلاقي لدرجة إنه كان بيختارلي صحابي هناك
أخفض عينه من على وجهها وإبتسم إبتسامة لم تظهر على وجهه إطمئن قلبه فهو كان يريد أن يعلم إذا كانت دخلت في أي علاقة مع شاب أو كانت تفعل ما يفعلوا بالغرب أم لا
ولكنه لم يتسطيع أن يسألها بشكل مباشر
لذلك إستخدم تلك الطريقة الملتوية في الحديث
أسترسلت حديثها وهي تقول له بحزن على ما إقترفته
تعرف إني قلعت الحجاب وأنا هناك
رفع أنظاره مرة أخرى لها وقال بتساؤل يملؤه الإستنكار
قلعتي الطرحة!!
أماءت له برأسها وهي تقول له موضحة
جت عليا فترة دخلت في مرحلة إكتئاب كبيرة بسبب تنمر صحابي في الجامعة عليا
وده طبعا لأني عربية وكمان لابسة طرحة
وكانوا بينادوني بالإرهابية كمان فقررت إني أخلع الحجاب وبابا أيدني في القرار ده لأني كنت بدأت أشوه الحجاب بلبسي الضيق وشعري اللي بقى يبان من الطرحة
وإيه اللي خلاكي تلبسيه تاني
خرج السؤال من بين شفتيه مستعلما
يوم خطوبة أحمد ورقية فارس مكنش يعرف إني قلعت الحجاب لأني مكنتش بخرج
طبعا لقاني نازلة بفستان شبه عا ري وبشعري
إتهزأت وحلف إني مش خارجة بالمنظر ده ولا هحضر الفرح غير وأنا لابسة طرحة وفعلا غيرت ولبست طرحه عشان أروح الخطوبة
وبعدها جالي أوضتي وفهمني حاجات في الدين كنت غافلة عنها لدرجة إني يومها قعدت طول الليل اصلي وأعيط لربنا عشان يسامحني
إنت كنتي مهزوزة مش أكتر يا لين وفي بنات كتير كده حاليا ومش في الغرب ولا حاجة لاء دول في مصر بس القوة في إنك تعودي لصوابك تاني وترجعي لربك ودي حاجة يتشادلك بيها إنك هزمتي شيطانك
مسطحة على الفراش تنازع من كثرة الألم
وجهها شاحب للغاية مثل الأموات تماما حواجبها ممسوحة لا يوجد بها شعرة واحدة رقبتها منتفخة بشدة كما ولو كانت منفوخة بتدخل شخص ما
دموعها تهبط على وجنتيها وهي تآن من كثرة الآلم تلتوي يمينا ويسارا برأسها تلك اللحظات
تكون أسوء لحظات في يومها تشعر بالحسړة على حياتها وعمرها الذي هدر ۏجعها النفسي أكثر مئة مرة من هذا الۏجع
تشعر بنفسها مهانة عندما يداهمها هذا الۏجع
القاټل تشعر بالحسړة على نفسها فهي من كانت تتمتع بصحة جيدة وجمال باهي
ترقد الآن على الفراش ترى المۏت بأعينها
فنظرت لزوجها الواقف بجوارها ينظر إلى تألمها ودموعها بقلة حيلة هو من لا يشفق على أحد يقف الآن أمامها وقلبه يأن من الۏجع عليها لم يعلم قيمتها سوى الآن وهو يراها تذبل وتذبل بسرعة فائقة
ندم على كل لحظة قسى عليها بها وأشعرها بالنقص يريد وبتلك اللحظة بشدة أن تأخذه بأحضانها ليبكي ويطلب منها السماح
أغلق عينه قليلا حتى يستجمع شتات نفسه وإتجه نحو الكوميدينو المجاور للفراش وسحب من علبة المناديل الموضوعة عليه عدة مناديل ومن ثم إستدار إليها ومسح فمها وهو يكبح دموع عيناه
ألقى المناديل بسلة القمامة المجاورة للفراش وهو واقف مكانه ومن ثم نظر إليها مرة أخرى وجدها مثبتة أنظارها عليه وهى تتأمل وجهه
صعودا ونزلا
خرج صوتها مرهق كثيرا من أثر ما تعانيه وهي تقول بتهكم
إيه يا علي زعلان عليا
لم يرد عليها ولا على سؤالها المتهكم الذي معها كل الحق به مغيرا مجرى الحوار لا يريد تذكر دنائته معها الآن أردف بنبرة جدية حاسمة لا يقبل فيها نقاش
إنت لازم تعملي العملية النهاردة قبل بكرة يا شمس
هزت له رأسها بالنفي بوهن شديد وهي تقول له بجدية
مش هعمل عملية غير لما إبني يكون جمبي
ثم إسترسلت حديثها بتوسل ورجاء
عاوزة أشوفوا قبل ما أموت يا علي
إقترب الخطوة الفاصلة بينه وبين الفراش
وضع يده فوق خاصتها بحنان وهو يقول
صدقيني قولتلوا وعرفته كل حاجة وقالي إنه جاي النهاردة وبعتله السواق كمان بس مش عارف كان بيسرح بيا ولا إيه
نزلت دموعها مرة أخرى بعدما كانت