الثلاثاء 07 يناير 2025

رواية الجريئه والۏحش الفصل الرابع عشر بقلم الكاتبه أميره عمار حصريه وجديده

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

جفت وقالت بصړاخ 
منك لله يا علي إنت السبب في بعده عني حرام عليك كنت سبهولي أتسند عليه مش كفاية أخته اللي راحت من بين إيدينا
إبنك مشي عشان جبان مش بسببي أنا يا شمس
معاك حق هو اللي مشي بمزاجه وهنت عليه
يسبني ويمشي وأهو دلوقتي لما إحتاجته هنت عليه برضو
دخل مازن الغرفة من بابها المفتوح بسرعة عقب سماعه لجملتها الأخيرة 
عمرك ما تهوني عليا يا أمي
صدمت بل صعقټ عندما إستمعت إلى صوت إبنها الغائب منذ سنوات ف والله هو صوته لم تخطئ به أبدا ولو مرت السنوات
أدرات وجهها سريعا ناحية الباب رأته يقف أمامه وهو موجه أنظاره بالكامل لها
لا تعرف كيف ومتى أتى ظهر بلمح البصر كما لو كانت الأرضية الذي يقف عليها هي من زرعته مكانه
وجدته رجلا بالغا وليس ذاك المراهق الصغير
الذي كان يرقد بأحضانها في المساء ويشكي لها همومه 
خرجت همسه صغيرة من شفتيها هاتفة بإسمه غير مصدقة لما تراه أمامها
تقدم مازن إلى الأمام قاصدا الفراش الراقدة عليه حتى وقف أمامه تماما بمحاذة أبيه
فرت دمعة وحيدة من عينه عندما رأى منظر والدته التى كانت كالبدر المنير سابقا أخذ المړض منها مأخذه راقدة دون حول ولا قوة
رفعت ي ديها تلمس وجهه بحنان وإبتسامة صغيرة نمت على شفتيها وقوفه أمامها الآن كالحلم بالنسبة لها لا تصدق أنها رأته بعد كل تلك السنين ويدها ملامسه وجنته
وضع يده على خاصتها الموضوعة على وجنته ومن ثم طبع عليها قبلة مطولة وهو يقول بصوته الحاني 
وحشتيني يا ماما
لم تفعل شئ سوا أنها أخذته بأحضانها بقوة لم تعلم من أين أتتها وأجهشت في البكاء بأحضانه ثواني وكان هو الآخر يبكي معها يبكي بكاء الأطفال بكاء لم يبكيه عندما زهق قلبه وتفتت من الۏجع
كان يشتكي لها ببكائه عن وجعه الذي مازال حتى الآن يشعر به بالرغم من مرور السنين عليه يبكي على شكل والدته الجديد عليه
سلب المړض منها جمالها الذي كانت تتمتع به دون رحمة يبكي على محبوبته التي خانته وخانت قلبه المخلص لها يبكي على عدم شرف أبيه الذي دمر له حياته سابقا وجعله إنسان لم يكن عليه يوما
أما هي فكانت تبكي شوقا له وشوقا للعمر الذي ضاع من دون وجوده تشكي له قسۏة أبيه عليها وقسۏة المړض وآلامه التي لم تعد تستطيع تحملها تبكي إشتياقا لفتاتها الصغيرة التى سلبت منها تشكي وتشكي وتشكي ولكن كل هذا دون حديث مرئي شكواها تتمثل في بكائها مثله تماما
بعد مازن عن أحضانها قليلا ومد يديه يمسح دموعها التى كانت تهبط على وجهها كالشلالات ومن ثم رفع كفه يمسح دموعه هو الآخر
وقال بصوت متحشرج من أثر البكاء 
إنت لازم تعملي العملية النهاردة يا ماما
أماءت له برأسها بالإيجاب وقالت بصوت حاني 
أعملها في أي وقت إنت عاوزه يا حبيبي ولو نجحت يبقى ربنا رضي عليا وهيخليني أعيش معاك الباقي من عمري ولو منجحتش يبقى رضي عليا برضو إنك اول واحد هتشيل كفني ودي كانت أمنية حياتي
هز رأسه لها وهو يقول بإعتراض على حديثها الأخير 
متقوليش كده يا ماما عشان خاطري هتنجح والله العظيم هتنجح وهتبقي أحسن وهتقومي بالسلامة إن شاء الله
كنت خاېفة أموت ومتحضرش جنازتي يا مازن
خرج علي من الغرفة ليتركهم مع بعض دون مقاطعتهم ودموع عيناه مغرورقة تهدد بالنزول
فمازن لم يلقي عليه نظرة واحدة ومعه كامل الحق بالتأكيد ولكن لما يشعر بتلك النغزة المؤلمة بقلبه
دخلت مها صديقة سارة الغرفة بعدما طرقتها عدة طرقات وسمعت صوت صديقتها سامحة لها بالدخول
وجدتها جالسة على كرسي الأنترية ماسكة هاتفها تتفحص شئ به بدقة شديدة
ذهبت إليها وهي تقول 
إيه يا سارة جيباني على ملا وشي ليه
رفعت سارة أنظارها من على الهاتف موجهها إلى صديقتها قبل أن تقول 
تعالي يا مها شوفي اللي أنا فيه
تقدمت مها منها حتى جلست بجوارها وهي تقول بإستغراب 
فيه إيه مالك قلقتيني عليكي
مدت يدها بالهاتف مثبتاه أمام عيناها لتريها صورة فارس وهو يمسك يد نغم
مسكت مها الهاتف بيديها بإستغراب حتى تدقق النظر بالصورة ومن ثم قالت بإستغراب 
مين دي اللي فارس ماسك إيديها يا سارة
بيقول إنها السكرتيرة بتاعته يا مها بس انا قلبي مش مطمن
فعلا يا سارة الصورة متدلش على علاقة مدير بسكرتيرته البت دي وراها حاجة
قامت سارة من مكانها پغضب وقالت وهي تدور حول نفسها 
هتجنن يا مها والله هتجنن فارس عمره ما كان بتاع الكلام ده ومعنى إنه يمسك إيديها كده يبقى بينهم حاجة كبيرة
قامت مها ووقفت خلفها وهي تقول مهدئة إياها 
طب إهدي يا سارة عشان تعرفي تفكري
ثم إسترسلت حديثها قائلة بتساؤل 
هتبقى إيه بالنسبة لفارس أكتر من سكرتيرته مثلا
ممكن يكون بيحبها
خرجت تلك الكلمات من بين شفتيها بحزن
طب ولو هو بيحبها متجوزهاش ليه إيه اللي مانعه
فكرت سارة في سؤال مها بعمق فحقا لا يوجد شئ يمنعه من زواجه بأخرى فمن سيقدر على منع فارس بالأساس
أردفت وهي تتنهد ببعض من الراحة 
مفيش أي حاجة تمنعه
يبقى تفكي كده ومتوجعيش دماغك بالكلام ده
عادت إليها أفكارها تهاجمها مرة أخرى وهي تقول 
بس هو أحواله مش مظبوطة اليومين دول يا مها تخيلي انه سافر تركيا ومش هيجي غير بعد شهر!! ودي حاجة لأول مرة يعملها
لعب الفأر بداخل مها هي الأخرى عقب جملة صديقتها التي قالتها الآن فأردفت بحسم 
إنت تخدي بعضك وتطلعي بكرة على الشركة يا سارة وتشوفي البت دي هناك في الشركة ولا لاء ولو مش في الشركة يبقى هي سافرت معاه
أوماءت إليها بشرود وهي تدعي بداخلها أن يكون حدسها خاطئ فهي تحملت كثيرا وعانت أكثر فيفوق على كل هذا خيانته لها!! فسيكون ظلما كبيرا لها تريد أن تحيا حياة طبيعية لا تعلم كيف ولكن هذا هو أملها الوحيد بالحياة
تريد أن تحياها معه أو مع غيره المهم أن تحيا
دائما القدر يلعب معها العاب غير عادلة تتمني يوم أن تشعر بالسعادة كما كانت تشعر سابقا
كل شئ تفعله الآن من اجل إسعادها تشعر أنه ناقص
رفعت بصرها للسقف وهي تدعي ربها بسرها
أن يتلطف بها ويرزقها ما تتمنى
تجلس على الفراش الموجود بالغرفة التي أدخلها ووضع الحقائب بها وهي تهز ساقيها بتوتر لا تعلم ماذا تفعل معه ولا كيف تعامله
مازالت تحت أثر الصدمة حتى الآن ولكن بالتأكيد لم ولن تقبل بحديثه أبدا
قررت بينها وبين نفسها الآن أنها ستعامله كما لو لم يكن شئ حدث وهو الذي عليه الإختيار
مثلما قالت له من قبل إرتاحت لهذه الفكرة وقررت فعلها معه فور مجيئه
ولكن لما تأخر كذلك فهو فور وصولهم وإدخاله للحقائب غادر المكان سريعا دون أن يقول شئ سوىأنا خارج ومش راجع دلوقتي
ومن وقتها لم يأتي بالفعل فتعدى على غيابه أكثر من ثلاث ساعات تنهدت بحسرة وهي تقول لنفسها 
بقى هو ده شهر العسل!!!
سمعت صوت تكات المفتاح في الباب ثواني وكان يفتح ويغلق بقوة
قامت من مكانها سريعا وغادرت الغرفة متوجهة إلى الخارج رأته يدخل دون أن يعيرها أدنى

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات