رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم الفصل الاول حتى الفصل الثاني عشر بقلم الكاتبه فاطمه طه سلطان حصريه وجديده
علي إيه يا بنت عبد السميع! اتوكسي واحترمي نفسك جيبتي لينا الكلام يا بجحة..
نما إلى سمعهما صوت رنين الجرس لتنهض انتصار وتفتح الباب لتجد زهران أمامها لتهتف بقلق وهي تبتلع ريقها بتوتر
-أهلا يا معلم اتفضل.
هتف زهران بعبوس نادرا ما يكون عليه دائما الجميع يصفه رجل صاحب "مزاج" ولكن منذ الصباح ونضال يخبره بما حدث ليلة أمس مما أفسد مزاجه
ردت عليه انتصار بارتباك
-أيوة اتفضل.
ولج زهران بعدما أفسحت له انتصار الطريق وهو يدخل ويجلس على المقعد بينما تجلس سامية على الأريكة وولج إلى صلب الموضوع فورا
-بسببك يا سامية أنا لسه مشربتش الحجر بتاعي اللي مقدرش أكمل يومي من غيره وقولت أنزل اسمع منك اللي حصل بعد ما سمعت من ابني.
تمتمت سامية پغضب واضح
قال زهران بنبرة لا تعرف المزاح
-أنت واخده مقلب في نفسك يا سامية ولا إيه! لو شايفة نضال ابني مش عاجبك ولا مناسب ليكي وشايفة نفسك علينا وعلى ابن عمك وأنك تستاهلي الأحسن فابني نضال لو شاور بس هيلاقي البنات تحت رجله فوقي من اللي أنت فيه.
-وموضوعنا مش موضوعك أنت ونضال ولا هو بيتحكم فيكي بس أنت ساكنة في بيت رجالة عمك مش مركب قرون يا سامية علشان تقلعي طرحتك ولا عيال عمك احترمي نفسك وارجعي لعقلك مش معني إني سايبك براحتك أني هسمح تخلي الناس تجيب سيرتنا على أخر الزمن.
هتفت سامية بتوتر ولكنها حاولت أن تكابر وهي تغمغم
تحدث زهران بنبرة واضحة
-سامية كلام الستات أنا مبحبهوش ومعاكي حق نضال ملهوش حق يحكم عليكي بس أنا عمك وليا حق ڠصب عنك ولو أمك مش هتقدر تلمك وتحكم عليكي وتخليكي تحترمي نفسك وتفهمك أنت بتهببي إيه يبقى أنا اللي هحكم عليكي متخرجيش برا باب البيت.
-معلش يا حج زهران البت بس لسه طايشة وصغيرة.
هتف زهران بنبرة جامدة
-صغيرة إيه! اللي قدها فاتحين بيوت كلامك ده اللي مخليها تتفرعن أنا عمري ما حكمت عليها ولا ادخلت في حاجة وحتى ابني كنت بمنعه عنها وبقوله يشوف غيرها لكن ده مش معناه أنها تنسى أنها لحمي ودمي وأنا مش هقبل بأي غلط وكلام ملهوش لازمة عقلي بنتك يا انتصار ولغايت ما تعقل ملهاش خروج برا البيت ولو على نضال هو من النهاردة ملهوش علاقة بيكي الكلام معايا أنا.
-يعني إيه الكلام ده! انا عندي شغل ومواعيد وحجوزات.
رد زهران عليها ببساطة
-مش هتخرجي من البيت لغايت ما تكون قد الثقة أننا نسيبك تخرجي وتروحي وتيجي زي الأول ولا تقوليلي حجوزات ولا مواعيد اقعدي ساعدي أمك في البيت أنت مش ناقصك حاجة ومتجادلنيش اكتر من كده أنا رايح أشرب الحجر بتاعي على رواق..
وسار بضعة خطوات ليقول بنبرة جهورية
-عقلي بنتك يا انتصار وخليها تحمد ربنا أن نضال هو اللي شافها مش أنا علشان كنت جرجرتها من شعرها..
كانت تلك الكلمات هي ما ختم زهران بها حديثه وهو يغادر من الباب الذي مازال مفتوحا..
بعد أذان العصر..
أول شيء فعلته سلمى عند دخولها إلى المنطقة هو الذهاب إلى جزارة خطاب من أجل شراء اللحمة اليوم هو يوم الراتب لذلك هي ستقوم بشراء اللحمة التي قد تكفيها الشهر كله تقريبا..
ذهبت وتحدثت مع الشاب الذي يعمل هناك وهي تخبره ببساطة شديدة
-عايزة اتنين كيلو لحمة مفرومة واتنين كيلو صاحية بس كلهم مفيهمش دهون خالص عايزة حتة لحمة حمراء وعايزة كل ثمن منهم لوحده أو ربع...
عقب الشاب بانزعاج وهو يقوم بتقطيع اللحم للمرأة التي تقف بجانبها دون أن ينظر لها
-ثمن إيه يا آنسة هي في حاجة اسمها كده!.
جاءه صوت رجولي يعرفه جيدا وهو يأتي من خلف سلمى
-كمل اللي أنت كنت بتعمله وأنا مع الآنسة سلمى هشوف محتاجة إيه وفي أي وقت تيجي تعملها طلبها.
هتف الشاب وهو يرفع بصره بنبرة هادئة وتغيرت نبرته تماما وهو ينظر لهنا
-حاضر يا معلم نضال.
أستدارت سلمى متحدثة بنبرة هادئة
-ازيك يا نضال عامل إيه!.
أجاب نضال عليها ببشاشة كعادته مع الجميع رغم انزعاجه مما حدث ليلة أمس حتى أنه تأخر في نزوله اليوم عن أي يوم أخر..
-الحمدلله بخير ثواني هدخل اغسل ايدي واجي.
بعد دقائق كان يقف أمامها يقوم بتقطيع اللحمة لها لحم صافي كما أختارت وأخذ يقسمه لها كما أرادت رغم أنه لا يفعل هذا إلا قليلا لكنها في النهاية أخت زوجة شقيقه المستقبلية.
-وقفت علشانك مخصوص مهوا مش كل يوم بتنورينا دي أول مرة اشوفك..
تحدثت سلمى بنبرة ساخرة رغما عنها
-شكرا تعبتك معايا..
-العفو متقوليش كده وبعدين صحيح العروسة عاملة إيه!.
ردت سلمى عليه ساخرة
- شكلها مفيش عروسة ولا عريس جهاد حطت الشبكة لسلامة في السبت أنت متعرفش ولا إيه!
قهقه نضال هاتفا وهو يهز رأسه لها متحدثا وهو يزن اللحمة في الأكياس
-اه ما أنا شوفت بعيني الشبكة منورة عندنا على السفرة ويا ستي دول عقلهم صغير وبيحبوا بعض وكلنا عارفين أنهم هيتصالحوا وبعدين هي أول مرة أختك تديه الشبكة يعني! على يوم الخميس هتلاقي أبويا طالع معاه او مرات عمي انتصار وبيصالحوهم على بعض.
تمتمت سلمى بنبرة هادئة وهي تعقد ساعديها
-ربنا يصلح ليهم الحال ويهديهم.
- آمين يارب.
ثم أسترسل حديثه ببساطة وهو ينظر لها بعدما وضع كل شيء في كيس كبير ويمد يده لها
-بعد كده لما تعوزي حاجة متتعبيش نفسك اتصلي بس بيا او بالرقم اللي على اليافطة ويطلعولك الحاجة لغايت فوق.
أخذت سلمى منه الكيس ووضعته على المقعد الحديدي الذي يتواجد جانبها هاتفه وهي تخرج محفظتها من الحقيبة
-تمام شكرا جدا يا نضال.
-العفو على إيه بس!.
هتفت سلمى بهدوء
-ها الحساب كام بقا مش عايزة أعطلك عن كده أكيد رايح المطعم.
عقب نضال على حديثها وهو يرفع حاجبيه
-أنت بتهزقيني يا سلمى!.
تحدثت سلمى بعدم فهم لا تعلم فيما أخطأت
-عملت إيه أنا غلط!
-حساب إيه اللي تدفعيه! أحنا أهل ومفيش الكلام ده.
قالت سلمى بصلابة وهي تنظر له رافضة
-لا شكرا يا نضال بس مش هينفع لو سمحت قولي الحساب كام لأني معرفش أصلا كيلو اللحمة عامل كان دلوقتي أنا أول مرة أصلا أجيب لوحدي ماما دايما اللي بتجيب كل حاجة.
هتف نضال بهدوء
-يا سلمى قولتلك خلاص.
-لا مفيش خلاص لازم تقولي بكام...
نبرتها كانت مرتفعة قليلا وكان من يصعد على السلالم في الوقت نفسه الحاج زهران وخلفه الصبي يحمل له أرجيلته بعدما هبط من شقة شقيقع
-أهلا أهلا يا سلمى يا بنتي مالك صوتك عالي ليه! هو نضال تخصص يضايق لينا القوة الناعمة ولا إيه.
ضحك نضال هاتفا بسخرية من نفسه
-شوفتي يا سلمى أهو هتثبتي عليا تهمة بحاول ابعدها عني.
ثم وجه حديثه نحو والده
-يا بابا مصممة تدفع حق الحاجة.
تحدث زهران برفض قاطع وهو ينظر لها بعتاب
-تدفعي إيه يا سلمي! متزعلنيش منك يا بنتي خدي الحاجة ودي حاجة بسيطة روحي....
ثم وجه حديثه إلى الشاب الذي يقف ويراقب الحوار ويشرب كوب الشاي
-ادخل اوزن للست سلمى اتنين كيلو سجق كمان علشان تجربه وتقولنا رأيها
تمتمت سلمى بحرج شديد
-يا عمو أنا مش هينفع اخد أي حاجة إلا لما أدفع ثمنها.
أردف زهران وهو يمزح معها
-دوقي بس السجق والحاجة وقوليلي عجبوكي ولا لا وبعدين نبقى نشوف حوار الدفع ده عيب يا سلمى أنت زي بنتي وأحنا أهل ده أنا حتى بقول عليكي عاقلة مش زي اختك وسلامة الاتنين عقلهم خفيف ربنا يكملك بعقلك..
ثم أسترسل حديثه بنبرة ذات معنى
-ازيك وازي الحاجة يسرا!.
ردت سلمى بحرج وهي تشعر بالضيق الشديد لم يكن عليها أن تأتي إلى هنا ولن تأت مرة أخرى
-الحمدلله بخير.
تحدث نضال مقاطعا الحوار
-أنا هدخل اغسل ايدي وامشي علشان رايح هناك..
رد والده عليه
-روح أنت وأنا كلمت ليك سمير يبعتلك الخضار...
-يعني إيه يعني مش هتسبيني أنزل!.
قالت سامية تلك الكلمات وهي تقف بجوار والدتها في المطبخ وهي تقوم بتقطيع الخضروات من أجل صنع الطعام..
تحدثت انتصار ببساطة
-هو أنت مسمعتيش كلام عمك! مش قالك مش هتنزلي من البيت! يبقى متنزليش.
هتفت سامية بنبرة غاضبة
-وهو هيحكم عليا ليه!
-بصفته عمك مش أنت عايزة حد له صفة يحكم عليكي مدام نضال ملهوش صفة يبقى عمك من حقه يربيكي.
غمغمت سامية متأففة بنبرة هسيتيرية
-أنا معرفش أنت اللي سلبية معاهم بالشكل ده معايا ولا معاهم أنا اللي بنتك! وبعدين هما بيمنوا علينا يعني! أي حاجة بيعملوها ده حقنا مش زيادة منهم وأحنا حريين.
أستدارت لها انتصار قائلة بعصبية مفرطة
-لا يا بنت بطني أنت مش حرة مدام وصلت بيكي قلة الأدب أن حتى الطرحة اللي كنتي بتحطيها منظر ومبينه شعرك منها تروحي خلعاها بكل بجاحة معرفش ليه يبقى أنت عايزة راجل يشكمك مدام أنا مبقتش قادرة عليكي وبعدين اتخفي من وشي أنا مش طايقاكي أصلا.
هتفت سامية بنبرة غاضبة
-أنا هكلم خالو وخالتو على فكرة وهقولهم..
قاطعتها انتصار ساخرة
-قوليلهم عمي مانعني اخرج علشان قلعت الطرحة وانا ماشية ولو مجاش خالك كسر رجلك وعمل اللي عمك معملهوش مبقاش انا انتصار وابعدي عن وشي بقا سبيني اتنيل اخلص الأكل بدل سدة النفس اللي أنت مخلياني فيها دي روحي اترزعي في أي حتة..
قالت سامية بتهور
-أنا هنزل..
-عمك تحت لسه كنت شايفاه وانا بنشر الغسيل عايزة تفرجي عليكي الشارع وعلينا انزلي.
أبتعدت سامية عنها وذهبت إلى غرفتها وألقت بحقيبتها على الفراش پغضب وغل كبيران فهي كانت قد استعدت للخروج لكن الآن حديث والدتها جعلها تتراجع قليلا ولأنها ترغب في السيارة لا تريد أي نقاش جديد مع عمها إلى أن تأتي السيارة على الأقل..
نهضت من الفراش والتقطت هاتفها وهي تغلق باب الغرفة ثم قامت بالاتصال على رقم مسجل باسم حمزة..
أجاب عليها بصوت هادئ ومشرق
-الو يا ساسو عاملة إيه!.
على الأقل هي "ساسو" في نظر بعض الأشخاص حمزة هو زميل لها في الجامعة كانت على علاقة سطحية جدا به لكنها نوعا ما كانت تكن له الإعجاب بطريقته وحديثه اللبق وكل شيء...
وبعد ان انتهت من دراستها منذ عامين تقريبا لم يحتك بها إلا قبل ثلاث أشهر تقريبا وجدته قد أرسل لها طلب صداقة قامت بقبوله وأخذ يتابع منشوراتها ويبدي إعجابه بها وكان من القليل جدا من الرجال الذين يتابعون محتوى هكذا...
كان بين الحين والأخر يسألها عن أحوالها في محادثات قصيرة جدا وعلى فترات متباعدة إلى أنه قبل ثلاث أسابيع تواصل معها من أجل حفل زفاف شقيقته ورغب في إتيانها وجعل شقيقته تحدثها بأنها تتابعها وشعرت بالسعادة حينما علمت بأنها صديقة مشتركة بينها وبين شقيقها...
ليلة أمس كانت مختلفة جدا بالنسبة لها لطالما عرفت بأن حمزة من وسط مختلف تماما عن وسطها وبيئتها لذلك كانت ترغب في الظهور بشكل مختلف وهي لم ترتدي الحجاب الحقيقي ولا غير الحقيقي عن اقتناع بل اجبرتها الظروف فقط لكنها ترغب في ترك خصلاتها حرة وأرادت الظهور بهذا الشكل ليلة أمس وفي نهاية اليوم عرض عليها أن يقوم بتوصيلها..
-الحمدلله يا حمزة أنا كويسة أنا بس متأسفة مش هقدر اجي الكافية عندك النهاردة.
سمعت صوته تحول من الإشراق إلى العبوس في ثواني
-ليه كده بس!.
-حصلت ظروف.
ادهشها وهي تسمع صوته من الهاتف يقول
-بسبب الواد اللي جه في الشارع خدك ده لما نزلتي من العربية على فكرة انا مرضتش انزل علشان ميحصلش مشكلة أنا استنتجت أنه حد من ولاد عمامك علشان كده مرضتش انزل واعملك مشكلة مع إني اضايقت جدا من الأسلوب الھمجي ده..
شعرت بالحرج الشديد لذلك أجابت عليه
-يعني أنا كنت متأخرة وكده..
قاطعها هو بنبرة واضحة
-وهو ماله هو مجرد ابن عمك ملهوش حكم عليكي.
-يعني اكيد بس طبعا الموضوع وصل لعمي وأنا اتاخرت امبارح فحصلت شوية مشاكل يعني الأمور عندنا مش بتمشي كده.
سمعته يهتف متأسفا
-للأسف...
ثم أسترسل حديثه بنبرة خاڤتة
-مع إني كان نفسي اشوفك النهاردة ونتكلم مع بعض واوريكي الكافية بتاعي اللي لسه فاتحه.
تمتمت سامية بنبرة هادئة ومرتبكة من أن تأتي والدتها في اي لحظة
-معلش ان شاء الله تتعوض قريب أول ما ظروفي تتحسن هجيلك علطول أنا عرفت مكانه.
-بلغيني قبلها وهكون في انتظارك.
- يوه يا إيناس أنا جاية أقعد معاكي مش علشان اشوف الحيطان.
قالت أحلام " شقيقة طارق" وهي تعمل طبيبة في أحدى المستشفيات لم يقصر شقيقها طارق المهاجر في تعليمها ابدا حتى أن أنهت دراستها والآن اصبحت طبيبة مثلما حلمت والدته للراحلة يوما وتمنت.
قال أحلام تلك الكلمات وهي تجلس في الصالة الخاصة بشقة الزوجية الخاصة بصديقتها إيناس " شقيقة دياب" وزوجها عمرو الذي يكون متواجد في عمله الآن..
جاءت إيناس من الداخل وطفلتها "جني" البالغة من العمر ثلاث سنوات تسير بجانيها وهي ممسكة بطرف عبائتها بينما شقيقتها التوأم "جواد" نائم بالداخل.
كانت إيناس تحمل فوقها أكواب الشاي وكعك صنعته من أجل صديقتها وها هي تجلس على الأريكة مما جعل صديقتها أحلام تتحدث وهي ترى الضمادة الموجودة حول معصم ايناس والتي قامت بتغييرها عند إتيانها
-عرفتي اخوكي دياب أو امك!.
تحدثت إيناس وهي تهز رأسها نافية
-لا معرفتش حد لو عرفوا هتبقي مصېبة ومشكلة يا أحلام أنا مش بروح علشان العيال والمسافة بعيدة على امي وهي عارفة ان ظروفنا على قد حالها مش بتيجي غير لو أنا عزمتها هي بتكلمني كل يوم وأنا بقولها أن كل حاجة تمام.
لوت أحلام فمها بتهكم متحدثة پجنون
-المصېبة فعلا أن تعيشي تحت سقف واحد مع الراجل ده اللي كل شوية يديكي علقة وأنت سكتاله.
تنهدت إيناس ثم أردفت وهي تراقب ابنتها التي جلست بجوارها على الأريكة تشاهد أحدى المقاطع على الهاتف
-لو مسكتش هعمل ايه! ما أنا لما بناطحه بيضرب اكتر ولو قولت لدياب او امي هيحصل مشكلة وهيطلقوني منه.
-احسن هو دي عيشة