الخميس 09 يناير 2025

روايـه صغيره أوقعتني في حبها بقلم ࢪنــا تــامـࢪ الـنشــاࢪ 𝐩𝐚𝐫𝐭 𝟏 حصريه وجديده

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

عليا غريبة! فكرت في نفسها وهي تحاول التركيز على الكتاب الذي تحمله بين يديها.
لكن آدم لاحظ وجودها وابتسم في نفسه وهو يفكر هي تاني غريبة... بس شكلها مش صدفة.
بعد دقائق من التردد قررت مي أن تتحلى بالشجاعة وذهبت إليه.
السلام عليكم... فاكرني قالت بصوت منخفض لكنها بدت مترددة.
رفع آدم عينيه من جهاز الكمبيوتر وابتسم وقال
طبعا فاكر... إنت اللي وقعت قهوتي.
ضحكت مي بخجل وقالت
كنت عايزة أعتذر تاني عن اللي حصل... ماكنش قصدي.
قال آدم بلطف
ولا يهمك الموضوع خلص من زمان... لكن واضح إن الكافيه ده بقى مكانك المفضل.
أومأت مي برأسها وقالت
بصراحة أه. بحب الهدوء هنا... وأحيانا بحتاج مكان بعيد أرتاح فيه.
كانت كلماتها تبدو عادية لكن آدم شعر بأنها تحمل شيئا أعمق من مجرد حب للهدوء. قال بنبرة مهتمة
الهدوء مطلوب فعلا... لكن واضح إنك بتدوري على أكتر من مجرد مكان هادي.
توقفت مي عن الكلام للحظة وكأنها تفكر في الرد. لم تكن معتادة على أن يقرأ أحد مشاعرها بهذه السهولة. قالت بعد تردد
ممكن يكون عندك حق... أحيانا الواحد بيحتاج حد يسمعه أكتر من مجرد مكان يهرب له.
ابتسم آدم وقال
ده حقيقي. ولو محتاجة حد يسمعك أنا موجود.
بدأت مي تحكي لآدم بشكل بسيط عن حياتها عن توتر العلاقة بين والديها وعن شعورها بالوحدة وسط كل هذه الفوضى. ورغم أنها كانت تروي الأمور بطريقة خفيفة إلا أن آدم كان يشعر بثقل الكلمات التي تخرج منها.
آدم لم يكن شخصا عاطفيا بطبعه لكنه وجد نفسه مهتما بسماع مي ليس بدافع الفضول فقط بل لأنه شعر بأنها تستحق أن يكون لديها شخص تعتمد عليه. ومع ذلك كان هناك شيء داخله يهمس له فرق السن كبير... مش المفروض أسمح لنفسي أقرب منها أكتر.
لكن تلك الفكرة لم تمنعه من محاولة دعمها. قال لها
المشاكل اللي بتحكي عنها مش سهلة لكن المهم إنك ما تخليشها تأثر على طموحاتك أو حياتك. إنت تستحقي تكوني سعيدة حتى لو الظروف حواليكي صعبة.
شعرت مي براحة كبيرة في كلامه وكأنها لأول مرة تجد شخصا يرى قيمتها. قالت بابتسامة خفيفة
شكرا... كلامك خلاني أحس إن لسه فيه أمل.
منذ ذلك اليوم أصبحت لقاءات مي وآدم في الكافيه شبه يومية. لم تكن مخططة لكنها كانت تحدث بشكل طبيعي. وبمرور الوقت بدأت العلاقة بينهما تأخذ شكلا مختلفا.
مي كانت ترى في آدم الشخص الذي حلمت به دائما شخصا ناضجا يدعمها ويمنحها الأمان الذي فقدته في بيتها. أما آدم فكان يرى في مي براءة وشغفا للحياة أشياء افتقدها بسبب جدية حياته وروتين عمله القاټل.
يتبع..

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات