روية الجريئة والۏحش الفصل السادس عشر بقلم الكاتبه اميره عمار حصريه وجديده
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
منتظر صعوده
خلاص ماشي يا عمو هاجي بدري إن شاء الله
بعدما أنهت حديثها وأغلقت الهاتف وضعته بحقيبتها
ولكن عندما جاءت تغلقهاثبتت قدميها بالأرض وجحظت عيناها من الصورة التي أظهرها لها عقلها الباطن الآن
إستدارت سريعا برأسها للخلف وجدت باب المصعد قد أغلق
تقدمت منه سريعا وأنفاسها مسلوبة منها مما رأته وجدته صاعد للدور الرابع
حتى وصلت إلى الطابق المحدد ولكن لسوء حظها كان المصعد قد أغلق وهبط إلى أسفل
وقفت بالطابق الرابع تنظر حولها لعلها تلمح طيفه وتتأكد من شكوكها ولكن كان الطابق خالي تماما من المارة
تقدمت بقدميها إلى الأمام وهي تلتفت حولها
وها قد صدمت بحائط بشړي يخرج من الغرفة التي كانت تقف بجوارها غرست رأسها بصدره
تخشى أن ترفع رأسها لأعلى حتى تتأكد من حدسها ولكن أيوجد تأكيد أكثر من ذلك
رائحته تلك هي نفسها التي كانت تتغزل بها
وتخبره كم تعشقها
وضربات قلبها التي تسارعت بحضوره ويصاحبها بعض النعزات وكأنها تهلل فرحة باللقاء أخيرا لمالكها بعد مرور تلك السنين
أما هو فكان جامدا صلبا لم يظهر على وجهه أي تعابير تدل على تأثره بشئ
لم يفعل شئ سوى أنه نظر للأمام فقط دون أن برف له جفن
أبعدت رأسها عن صدره وهي ترفعها لأعلى حتى ترى وجهه وتقطع الشك باليقين
ورأته أمامها بعد ذلك العمر الذي مر
كان مختلفا عما رأته أخر مرة بذلك اليوم المشؤوم
كانت عيناه الرمادية تنظر إليها هي الأخرى
ولكن ليست كالسابق بل بريقها اللامع مختفي
كانت داكنة للغاية معطية رهبة للموقف
وجسده أصبح فتاك مليئ بالعضلات عكس سابقا
إكتسب سحرا أخرأصبح أكثر جاذبية بجديته المرسومة على وجهه
بعيناه شئ غريب لم تستطيع تفسيره
لم تستطع إستيعاب الموقف ولا أن تجاري تلك الأحداث الصاډمة بالنسبة لها
فوجدت أسهل حل هو الهروب والإستلام للثقل والتعب الذي بدأ يداهمها
ثواني وكان جسدها يتأرجح ساقطا على الأرضية ولكن أن تسقط على الأرضية
فتح عيناه قليلا حتى يعتاد على ضوء الغرفة
ومن ثم مد يده حتى يجلب هاتفه الذي كان يضعه على الكوميدينو المجاور للفراش حتى يرى كم الساعة الآن ولكن وجد مكانه خالي
فتح عيناه أكثر وهو يستقيم معتدلا على الفراش ناظرا للكوميدينو وجده بالفعل فارغا
رفع يده ماسحا بها على وجهه يحاول تذكر
أين وضع هاتفه ولكن ذاكرته لم تسعفه
قام من على الفراش وهو يرتدي خفه البيتي
الموجود على الأرضية ودخل المرحاض
خرج بعد قليل وهو يلف نصفه السفلي بمنشفة
وبين يديه أخرى يجفف بها خصلات شعره
المليئة بالماء
فتح خزانة الملابس وأخرج منها شورت يصل إلى الركبة باللون الأسود
وارتداه سريعا بعدما خلع المنشفة ومشط شعره وهو يقف أمام المرآة
ومن ثم خرج من الغرفة باحثا عن نغم
وجد صوت جلبة آتية من المطبخ فإتجه إليه
وجدها تقف معطية ظهرها للباب تقلب الطعام الموجود على طاهي الطعام
تقدم بخطوات غير مسموعة حتى وقف خلفها مباشرة ووضع رأسه على كتفها قائلا
حبيبي بيعمل إيه
عادت برأسها للخلف وهي ترفعها لأعلى حتى ترى وجهه قائلة بإبتسامة عريضة
أخيرا صحيت ده أنا كنت فقدت الأمل فيك
رد إليها الإبتسامة وهو يقبل عنقها قبلة سطحية قبل أن يقول
صاحية بقالك كتير ولا إيه
أنا منمتش أصلا
رد عليها بصوت عابث وهو يرفع له حاجبها الأيسر قائلا
أصلا
أماءت له برأسها بإبتسامة رقيقة
بتعملي إيه في المطبخ بليل كده
لقيت نفسي جعانة قولت أعمل مكرونة وبانية
طب وعاملة حسابي في الأكل ده ولا نسياني
إستدارت بجسدها ناظره إليه بعدما أغلقت الطاهي قائلة ببسمة
هو أنا أقدر أنساك يا حبيبي
إبتعد عنها خطوتين للخلف وهو يقول بصوت عال نسبيا
إبعد يا شيطان
ضحكت نغم بصوت عال على حركته ومن ثم أردفت وهي تجلب الأطباق
إستناني بره هغرف الأكل وأجي
رفع يده يمسح بها على خصلاته قبل أن يقول بتساؤل
مشوفتيش موبايلي كنت حاطه على الكوميدينو ولما صحيت ملقتوش
على الركنة اللي في الصالة صحيح طنط رنت عليك وإنت نايم وأنا رديت عليها
جعد حاجبيه بإستغراب قبل أن يردف بتساؤل
طنط مين
مامتك
قالتها بسلاسة وهي تضع المعكرونه بالأطباق
تقدم منها مرة أخرى ولكن تلك المرة بتعجب
مسك معصمها وهو يديرها إليه قائلا بجدية غريبة
إنت كلمتي أمي
أماءت له بإستغراب من تغيره المفاجئ وقالت موضحة له ما حدث
رنت عليك وأنت نايم مردتش عليها بس لقيتها بترن تاني قولت يمكن عاوزة حاجة مهمة فرديت عليها وقولتلها إنك نايم
أردف بترقب وهو ينظر بعيناها بشدة
وقولتلها إنك مراتي
اه هي سالتني إنت مين
أطبق عيناه مغلقا إياها پغضب شديد لاعنا نفسه بشدة
ضيقت نغم عيناها بإستغراب قبل أن تقول
في إيه يا فارس
فتح عيناه فجأة عندنا داهمته تلك الخاطرة قائلا بتساؤل
قالتلك حاجة
لاء قالتلي أما يصحى خليه يكلمني
ثم إسترسلت حديثها قائلة بحزن
إنت مضايق إني رديت عليها من غير إذنك
هز رأسه بنفي وأجبر نفسه على رسم إبتسامة مزيفة على وجهه وقال
لاء يا حبيبتي مش مضايق هدخل أكلمها لحد ما تخلصي
تركها وغادر المطبخ سريعا بعدما أنهى حديثه
تناولت هاتفها سريعا عندما سمعت صوت رنينه
وضغطت على أيقونة الإستقبال
وتحدثت قبل أن يتحدث هو قائلة بسخرية
قلقت نومتك يا عريس
زفر بضيق من سخريتها وقال بتحذير
ماما لو سمحتي
إنت خليت فيها ماما بقي بتتجوز من ورايا يا فارس وبتكدب عليها وتقولها إننا مسافرين
خرجت تلك الكلمات من فمها بصوت عال
مليئ بالڠضب
رفع يده على شعره يعبث به پغضب مكبوت
قبل أن يقول
لما أجي من تركيا هفهمك كل حاجة
إنت في تركيا ولا دي كانت كدبة عشان تقعد معاها
في تركيا والله عشان خاطري متجبيش سيرة الموضوع ده لأي حد لحد ماجي
ماشي يا فارس لما نشوف أخرتها معاك ويارب المرادي تكون إختارت صح
أصح حاجة إختارتها في حياتي يا ماما صدقيني
ثم إسترسل حديثه قائلا بحزن
بس الظروف اللي جبرتني إني أكذب عليها عشان تبقى معايا إدعيلي إنت بس يا ماما
ربنا يسعدك يا رب يا فارس ويفرح قلبك يا حبيبي
نمت إبتسامة بسيطة على شفتيه وقال لها قبل أن يغلق الهاتف
يلا روحي نامي أنا عارف إنك صاحية من وقت ما كلمتيها أكيد مجلكيش نوم
ردت عليه سارة وهي تقول
ولا هيجيلي نوم غير لما أشوفك وتحكيلي كل حاجه يا فارس
ماما بالله عليكي متعرفيش أي حد بالموضوع ده
ماشي يا فارس أما نشوف أخرتها
أغلق الهاتف عقب إنتهاء محادثتهم وإستدار حتى يخرج من الغرفة
وجد نغم تقف خلفه مباشرة
يتبع