رواية الجريئه والۏحش الفصل السابع عشر بقلم الكاتبه أميره عمار حصريه وجديده
كنت سرحان شوية تعالي
تقدمت سمر الخطوات الفاصلة بينهم وجلست جواره على الأريكة وهي تضع يدها على ذراعه قائلة بحنان
مالك يا زين في إيه من ساعة ما جيت من بره إمبارح وإنت مش عجبني
عاد زين برأسه إلى الخلف وهو يتنهد بضيق من الصداع الذي ينهش برأسه قبل أن يقول بهدوء
قابلت مازن يا ماما
فتحت عيناها على وسعيها وهي تقول بتساؤل
أماء برأسه إلى الأمام دون أن ينطق بكلمهفهو يحتاج أن يفرغ تلك الطاقة الموجودة بداخله ولم يجد أفضل من والدتهفهو متأكد مليون المئة أنها هي من ستريحه وليس أحدا سواها
وإيه اللي حصل
خرجت كلماتها بهدوء وهي تنظر إلى إبنها وحالته السيئة الواضحه على وجهه والتي علمت سببها
وجه زين نظره لأمه وقال بنبرة ضعيفة مفصحا عما بداخله
طب وإيه اللي مزعلك يا حبيبيأديك شوفته أهو وهترجعوا زي ما كنتم
أغمض عينه لبرهه قبل أن يقول بغصه بحلقه
نرجع إزاي بس يا ماما...فارس ومازن مستحيل يرجعوا تانيكل واحد فيهم شايف إن التاني خانه
أماءت برأسها للأمام متفهمه لحديثه ووجعه الظاهر للعيان...فأردفت بحكمة وجدية
أبوك وفارس ألد الأعداء لبعض ورغم محاولات أبوك المستميتة إنك تبعد عنه إنت رفضت وإتمسكت بيه أكتر....فمظنش إنك ممكن تبعد عن صاحبك عشان ليه عداوة مع فارس إنت ملكش دخل فيها
بس أنا كده هخسر فارس
لو بيحبك بجد هيتفهم ده وهيعرف إن مكانة مازن عندك كبيرة متختلفش عن مكانته عندك
ثم إستكملت حديثها بأخر حتى لا تضغط عليه قائلة بتساؤل
عشان كده بقى مزعل رانيا
هي كلمتك
اه كلمتني وبتشتكيلي من اللي إنت عملته معاها
قام من على الأريكة وإتجه إلى الطاولة يلتقط هاتفه وهو يقول
17 ج 2يجلس على المقاعد الحديدية الموجودة أمام الغرفة المحتجزة بها والدتهالتي أصبحت رفيقته مؤخرا من كثرة الجلوس عليها منتظرا
خروج أي طبيب من تلك الغرفة يطمئنه على والدته
هبط بعيناه إلى أسفل قدميه وهو يشرد بذلك اللقاء الذي دبره القدر وجعل قلبه يتفتت لمائات الجزيئات
كانت كما عهدها دائما جميلةمازال حتى الآن يراها أجمل من خلقت من الفتايات....برغم سفره ورؤيته لعديد والعديد لم تلفت واحده أنظاره سواها
مازال يتذكر أول لقاء بينهم عندما كانت في العشرين من عمرهاكان يقود سيارته بسرعه بالغة معتاد عليها من كثرة السباقات التي يدخلها مع أصدقائه
فجأة ظهرت أمامه تلك الفتاة وهي تمر للجهة
الأخرى من الطريق....حاول بسرعة أن يوقف السيارة حتى لا تضرر تلك الفتاة والحمد لله إستطاع السيطرة على سرعه السيارة ولكن للأسف أصيبت بقدميها بشدة جعلتها تجلس على الأرضيه وهي تبكي بۏجع
ولكنها كان كل ما يشغلها هو ألم قدمها الذي إشتد عليها فكانت لا تستمع له ولا تفهم ما يقول
أخذها للمستشفي عندما رأى حالتها وطلب الدكتور منه بعض الأشعة ورأى أن من الأفضل أن يضع الجبيرة عليها
أخذ رقمها وقتها بحجة الإطمئنان عليها
وطلب منها أن يوصلها إلا بيتها ولكنها رفضت
وأخبرته أن صديقتها ستأتي لتأخذها
ومن بعدها توالت بينهم المكالمات وصدفة أخرى جمعتهم في إحدى المولات
تعرفوا على بعضهم بشكل أكبر ومن هنا إشتعلت شرارة الحب بينهمكل هذا ولم يعلم
أنها تكون إبنة عم رفيقه
إبتسم إبتسامة ساخرة وهو يتذكر أن تلك المستشفى التى أخذها إليها هي نفسها التي
تقابلوا بها الآن وكأن أقدرهم مرتبط بها
مشاعره متبلدة لم يشعر بأي شئ سوى شعوره
بالقرف تجاههاسمع وقتها صوت قلبه الذي تمزق عندما رأها...رأها بصورة الخائڼة التي نقضت وعودهم وتخلت عنه وعن الحړب معه
لا يعلم حتى الآن من هو المخطئ بقصته
أهو الذي أحب بصدق وحارب الكل
أم صديقه الذي تزوج حبيبته
أم هي الذي وافقت على صديق عمره ولم ترفض
أم والده السبب الرئيسي بذلك
ولكن الآن يريد أن يبكي!!
يبكي على من كانت كل ما له بتلك الحياة
يبكي على وحدته
يبكي على أمه الموجودة بين الحياة والمۏت الآن
ولكن من سيطيب بخاطره إن بكى
رفع رأسه بإستغراب عندما شعر بيد أحدهم موضوعة على كتفه
وجده زين!... لم يتحدث أو يعلق بل ظل معلق عيناه عليه منتظرا أن يفصح عن سبب تواجده
لم ينسى لقائهم الأول بالمستشفى عندما نعته زين بالخائڼ لذلك ألتزم الصمت حتى لا يدخل معه في صراع
أما زين ففهم صمته لذلك بعد يده عنه كتفه
وجلس بجواره على تلك المقاعد الحديدية
دون أن يتحدثيحاول ترتيب الحديث بعقله أولا حتى لا يشتد معه
حمحم زين بهدوء حتى يخفف من حدة الموقف قبل أن يقول بجدية
أنا عمري ما شوفتك خاېن يا مازن
لم يعلق مازن على حديثه وظل ناظرا للأمام
يستمع إلى تكملة حديثه
يمكن أكون أكتر واحد مصدقك كمان بس مكنش بإيدي حاجة أعملها ولا أقول لفارس إنت غلط لأن بالمنطق والعقل هو كان صح وأي حد مكانه كان هيعمل كده
لم يرد على حديثه بل قال بتساؤل وهو ينظر إليه
إيه اللي جابك يا زين
وحشتني يا صاحبي
أدار مازن رأسه للجهة الأخرى وهو يحاول التغلب على تلك العاطفة التي انتابته تجاه صديقه
ولكن لم يعطيه زين الفرصة للتغلب عليها بل قال بمزاح
هحضنك يعني هحضنك
فلتت إبتسامة صغيرة من مازن على صديقه
ونظر إليه بإشتياق بالغ ذروته
ثواني وكان الإثنين يحضنوا بعضهم البعض بشوق وحنين لأيامهم التي مرت
بعد مازن عنه بضيق مصطنع وهو يقول
ابعد شوية إنت ماسك فيا كده ليه ھټموټني
قهقه زين بصوت عال وهو يلكزه بكوعه
قائلا
همسك فيك على إيه تتك القرف ده حتى ريحتك وحشه
إستكمل حديثه وهو يقول بتساؤل مازح
إنت مستحمتش من إمتى
هو أنا زيك يا معفنتلاقيها ريحتك
ضحك زين مرة أخرى ولكن ما قاله مازن ببساطه جعل البسمة تختفي من على وجهه نهائيا وحل محلها الوجوم والصدمة
قابلت سارة النهاردة
قالها مازن وهو ينظر لباب الغرفة القابعة والدته بداخلها كأنه يحتمي بها من نظرات صديقه الذي تغيرت مئة وثمانون درجة
فماذا يفعل...سينفجر إذا لم يخرج ما بجبعته إلى أحد
خرح صوت زين أخيرا وهو يقول بتساؤل
قابلتها فين
هنا في المستشفى
نظر زين له پخوف أن يكون فعل شئ خطئ يندم عليه فيما بعد فقال حتى يذكره
مازن سارة مرات فارس دلوقتي مش بنت عمه....أوعي حبك ليها يعميك عن الحقيقة دي
كلماته الأولى نزلت على قلبه وكأنها ماء ڼار
شعر بإختراق روحه عندما إخترقت تلك الكلمات أذنه...سارة زوجة فارس صديقه!!
أغمض عيناه يحاول الثباتولكن الكلمة ضعفته وجعلته يشعر بالخلل داخليا
يكفي ألم لذلك الحد هو ليس جبل حتى يتحمل
بل إنسان من لحم ودم ممزق داخليا
جسده مليئ بالندوب من أقرب الناس له
لم يرد عليه بل نزلت دموعه واحده تلو الآخرى
مجيبة على حديث زين....كان يريد أن يبكي وها قد أتته الفرصة على طبق من ذهب فهو يعلم أن زين خير من يخفف عنه
عادت لين إلى المنزل بعد يوم عمل طويل
تعرفت فيه على طبيعة شغلها وعلى الكثير من زملائها في المهنةكانت سعيدة للغاية وهي ترى أخيرا ثمرة مجهودها ودراستها التى جعلتها تتعين بمثل تلك المستشفى الراقية
وجدت والدها يجلس بالبهو