رواية حروف القلب البارت الرابع والخامس بقلم الكاتبه بشړي اياد حصريه وجديده
انت في الصفحة 2 من صفحتين
القارئ بيحتاج دليل بسيط ليقدر يرتبط بالشخصية أكتر."
قبل أن تتمكن مايا من الرد فتح باب الغرفة ودخل كريم. كان يحمل كوب قهوة في يده ونظرة جادة تزين وجهه كعادته.
"زياد شكرا على مساعدتك بس هلأ دوري."
وقف زياد وابتسم قائلا
"أكيد. بالتوفيق مايا."
شعرت مايا براحة غريبة بمجرد خروج زياد رغم أنها لا تعرف السبب. التفتت إلى كريم الذي جلس أمامها مباشرة.
"تمام. زياد كان عم يعطيني ملاحظاته." أجابت مايا وهي تتجنب النظر إليه مباشرة.
"زياد شخص ذكي بس بالنهاية هالعمل مشترك بيني وبينك. خلينا نشوف التعديلات اللي عملتيها."
بدأ كريم يقرأ المسودة بصمت. كانت مايا تراقب تعابير وجهه بحذر تحاول تخمين رأيه من حركة حاجبيه أو التنهيدات الخفيفة التي كان يطلقها بين الحين والآخر.
"لكن..."
"لكن شو" سألت مايا بقلق.
"النهاية. لسة محتاجة تكون أقوى. القارئ لازم ينهي الرواية بشعور ما ينساه بسهولة."
شعرت مايا بالإحباط.
"كل اللي عملته وما زالت النهاية مو مرضية"
ابتسم كريم ابتسامة خفيفة وقال
"مايا أنا مو عم أقلل من شغلك. بالعكس شغلك رائع بس الهدف هو الأفضل دائما صح"
"معك حق. راح أفكر في شي أقوى."
بينما كانت مايا تستعد للمغادرة أوقفها كريم قائلا
"على فكرة الرسالة اللي وصلتك مبارح... شو رأيك فيها"
تجمدت مايا في مكانها والتفتت إليه بدهشة
"كيف عرفت عنها"
نظر كريم إليها بنظرة غامضة وقال
"مجرد سؤال. يلا بالتوفيق في التعديلات الجديدة."
خرجت مايا من المكتب وهي تشعر بأن كريم يخفي شيئا وأن الرسالة لم تكن مجرد مصادفة.
بينما كانت غارقة في الكتابة تلقت إشعارا بوصول بريد إلكتروني جديد. فتحت الرسالة على الفور وكانت المفاجأة أنها من نفس المرسل المجهول الذي أرسل الرسالة السابقة.
توقف عقلها عن التفكير للحظة. "ماذا يعني هذا وكيف يعرف عن روايتي" تساءلت مايا وهي تقرأ الرسالة مرات متتالية.
قررت أن تكسر حاجز الصمت وتواجه كريم. ربما لديه إجابة. أخذت هاتفها واتصلت به لكنه لم يرد. شعرت بشيء غريب وكأن الأمور تتشابك أكثر مما يجب.
"كريم ممكن نحكي" قالت بجدية.
رفع رأسه ونظر إليها بدهشة.
"طبعا شو الموضوع"
جلست على الكرسي المقابل له وأخذت نفسا عميقا قبل أن تقول
"الرسالة اللي سألتني عنها... جاتني رسالة تانية."
لم تظهر على كريم أي علامة من علامات الدهشة بل قال بهدوء
"وإيش
كانت الرسالة الجديدة"
ترددت للحظة لكنها قررت أن تخبره بالحقيقة
"كانت بتقول إن روايتي هي المفتاح وإن الكلمات فيها رسائل مخفية."
ارتسمت على وجه كريم ملامح تأمل وكأنه يحاول فك شفرة كلامها.
"مايا هل لاحظتي أي شيء غريب أثناء كتابتك للرواية أو شخص مهتم أكثر من اللازم بمسودتك"
"لا... كل شيء كان طبيعي." قالت بصوت متردد.
صمت كريم للحظة ثم قال
"لازم نعرف مين ورا هالرسائل. بس خليكي حذرة وما تخبري حدا عنها."
هزت مايا رأسها بالإيجاب لكنها شعرت أن كريم يعرف أكثر مما يقول.
...
في تلك الليلة قررت مايا أن تقلب أوراقها. فتحت مسودتها وبدأت تعيد قراءة الرواية حرفا حرفا محاولة البحث عن أي شيء قد يكون "مخفيا." ومع مرور الوقت بدأت تلاحظ نمطا غريبا بعض الكلمات المكررة في فصول مختلفة كانت تشكل جملة إذا قرأتها بشكل متسلسل.
"احذري من الأقرب إليك."
شعرت برعشة تسري في جسدها. من الأقرب إليها ومن يحاول تحذيرها
في صباح اليوم التالي قررت مواجهة زياد. ذهبت إلى مكتبه لكنها وجدته مغلقا. سألت السكرتيرة عنه فأخبرتها أنه أخذ إجازة مفاجئة ولم يترك أي تفاصيل.
"زياد ما بيعمل هيك عادة..." همست مايا لنفسها وهي تتساءل عما إذا كان هو الشخص الذي تحذرها الرسائل منه أم أن الأمر أعمق من ذلك.
... يتبع ...