الإثنين 23 ديسمبر 2024

رواية حروف القلب البارت الثاني بقلم الكاتبه بشړي اياد حصريه وجديده

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

يتبدد ببطء.
بينما كانت مايا لا تزال تجلس في المقهى تفكر في كلمات لينا قررت أن تأخذ لحظة لتتنفس بعمق. رفعت رأسها نحو النافذة الزجاجية الكبيرة التي تطل على الشارع الهادئ حيث كانت حركة المرور بطيئة والناس يتجولون بهدوء. فجأة دخل شخص آخر إلى المقهى شاب طويل القامة يرتدي نظارات أنيقة ويبدو عليه الاهتمام بالتفاصيل. جلس في طاولة بالقرب من مايا وفتح جهازه المحمول وكأنه غارق في عمله.
مايا وهي تلتفت بعفوية نحو الشاب وتفكر بصوت منخفض
بيشبه الناس اللي بيشتغلوا بالنشر أو الكتابة... يا ترى شو قصته
تابعت مايا الكتابة محاولة استعادة تركيزها على النص الذي أمامها لكنها لم تستطع تجاهل الشعور الذي انتابها بوجود هذا الشخص الغريب في المكان. في هذه الأثناء وصل نادل المقهى إلى طاولته.
النادل بابتسامة ودودة وهو يحمل صينية صغيرة
شو تحب تشرب
الشاب وهو يرفع عينيه عن جهازه بابتسامة خفيفة
قهوة سادة بلا سكر. بدي شي يساعدني أركز.
عادت مايا للنظر إلى دفاترها بعد أن شعرت بشيء من الراحة بسبب طبيعته الهادئة. وبينما كانت تكتب تذكرت فجأة اجتماعها القادم مع كريم وضرورة إنهاء بعض الأجزاء من الرواية.
على الجانب الآخر من المدينة كان كريم قد غادر مكتبه متجها إلى مطعم صغير على أطراف المدينة حيث كان لديه لقاء مع أحد الأصدقاء القدامى.
كريم وهو يتحدث عبر الهاتف بنبرة هادئة
إيه رح كون بالمطعم بعد خمس دقايق. في كتير أمور بدي أحكي معك عنها.
وفي المطعم كان صديقه سامر ينتظره بابتسامة عريضة على وجهه. جلس في الطاولة بجانب النافذة يراقب الحركة في الشارع ويسترجع ذكرياتهم القديمة.
سامر وهو يضحك لنفسه قليلا ويهمس
كريم دايما متأخر بس دايما عنده أخبار حلوة.
عندما وصل كريم جلس مباشرة أمام سامر وبدأوا الحديث عن الأعمال والتحديات الجديدة التي تواجه كريم في دار النشر. لكن سامر لم يستطع تجاهل الفضول الذي كان يشغل باله منذ فترة.
سامر وهو يميل نحو كريم بنبرة فضولية
سمعت إنو في كاتبة جديدة عندك قصتها ملفتة كيف الوضع معها
كريم مبتسما بخفة وهو يجيب بهدوء
إيه في كاتبة شابة... شغلها واعد بس لسه بدها توجيه. متحمس لنشوف وين رح توصل.
سامر بابتسامة ماكرة وهو يشير بعينيه نحو كريم
مبين عليك مهتم أكتر من اللازم...
كريم ضاحكا وهو يهز رأسه
لا تفهم غلط. القصة بحد ذاتها قوية وهالشي اللي مخليني أركز معها.
بينما كان الحوار يستمر بين كريم وسامر في المطعم كانت مايا قد أنهت كتابة جزء من روايتها في المقهى وقررت أن تعود إلى المنزل لتراجع ما كتبته.
عندما عادت إلى المنزل جلست على مكتبها الصغير مرة أخرى وبدأت تقلب الصفحات. لكنها شعرت بضغط داخلي أكبر من المعتاد وكأن الأفكار تتسابق في ذهنها.
مايا وهي تفكر بصوت مرتفع بينما تضع يدها على رأسها
كل ما بقرب من النهاية بحس الموضوع بيصير أصعب.
شو إذا النهاية ما عجبتهم
في هذه اللحظة رن هاتفها فجأة. نظرت إلى الشاشة لترى اسم لينا يظهر. أجابت بسرعة.
مايا وهي تبتسم خفيفة
أهلين لينا شو في
لينا بنبرة مرحة على الطرف الآخر
مايا لازم نطلع نتعشى سوا الليلة. بدي أحكيلك شغلات جديدة وبدك تاخدي بريك شوي من الكتابة.
مايا وهي تضحك
عنجد مو وقت بريك بس ما بقدر أقول لا.
أنهت مايا المكالمة واستعدت لمقابلة لينا متمنية أن يكون الحديث معها فرصة للابتعاد قليلا عن ضغوط الكتابة وتوقعات النشر.
في تلك الأثناء كان زياد في مكتبه يحاول التركيز على مشروعه الجديد لكنه لم يستطع التخلص من الشعور بالقلق حيال مكانته في دار النشر.
يتبع....

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات